مهرجان التراث في نسخته التاسعة بجامعة ابن زهر بأكادير

نظم مكتب فرع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة ابن زهر بأكادير، النسخة التاسعة من مهرجان التراث تحت شعار: “موروث ثقافي متنوع: حامل للقيم، وحام للمكتسبات“، أيام 25_26_27 أبريل 2024.

مهرجان التراث هو نشاط ثقافي إشعاعي يسعى إلى إحياء الموروث الثقافي الذي تزخر به المنطقة، كما يهدف إلى تقوية التواصل الطلابي والعمل من أجل المشترك من خلال الحوار الثقافي وتشجيع الطلبة والطالبات على المشاركة والإبداع، وقد نظم المهرجان الطلابي على شكل قافلة تنقلت بين ثلاث كليات، بدءا بكلية الآداب والعلوم الإنسانية وانتهى بكلية العلوم مرورا بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية.

اليوم الأول: افتتاح بروح فلسطينية، وندوة تقارب تجليات الهوية في الشعر الأمازيغي.

افتتحت النسخة التاسعة من المهرجان، يوم الخميس 25 أبريل 2024، بكلية الآداب والعلوم الإنسانية أكادير. من خلال شروع مناضلي الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في إعداد الأروقة الموضوعاتية: رواق مكتب الفرع، رواق مهرجان التراث، رواق القضية الفلسطينية، والمعارض المختلفة: معرض المخطوط، معرض الكتب، معرض الزي النسوي، معرض التراث.. بالإضافة إلى تزيين أرجاء الكلية باللوحات الفنية والرسومات التعبيرية والتي كانت تفتل كلها في حبل نصرة القضية الفلسطينية.

على مستوى الفترة الصباحية تم تنظيم حلقية مركزية افتتاحية، بعد مسيرة طلابية فلسطينية جابت أرجاء الكلية، حيث عرفت رفع شعارات منددة بالعدوان الهمجي للكيان الصهيوني على قطاع غزة، ومنددة بالحصار الذي تفرضه الأنظمة المطبعة مع الكيان الصهيوني على الشعب الفلسطيني الأعزل.

عرفت الحلقية مداخلة مركزية للطالبة أميمة أيت لقتيب، عضو الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، حيث نوهت بهذا النشاط الذي دأب مكتب فرع الاتحاد بجامعة ابن زهر على تنظيمه منذ 18 سنة، مذكرة بالرسائل التي يحملها هذا المهرجان للرأي العام الطلابي.

من كلمة عضو الكتابة الوطنية أميمة أيت القتيب في الحلقية الافتتاحية:

أكدت عضو الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الطالبة أميمة أيت لقتيب، أن معرض التراث الذي يحتل مكانا مهما بين معارض وأروقة المهرجان يبين اختلاف وتنوع الثقافة والتراث، ليس في المناطق الجنوبية فقط، بل على مستوى التراب الوطني المغربي بأكمله. وتضيف مسؤولة لجنة الطالبة، أن ما يميز النسخة التاسعة من مهرجان التراث هو معرض التراث الفلسطيني، الذي كان فرصة للتذكير أن القضية الفلسطينية تبقى القضية المركزية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، وتذكر أيت لقتيبأيضا بالرفض القاطع لكافة أنواع التطبيع مع الكيان الصهيوني الغاصب الذي يهدف إلى طمس الهوية الفلسطينية والهوية العربية بشكل عام، ويحاول أن يغير من التراث المغربي كذلك.

باحثون يناقشون تجليات الهوية في الشعر الشفوي الأمازيغي:

على مستوى الفترة المسائية، كان للطلبة موعد مع ندوة فكرية من تأطير الأستاذين سعيد حنين الباحث في الثقافة والفنون ومحمد أخراز الباحث في الشعر الأمازيغي تحت عنوان “تجليات الهوية في الشعر الأمازيغي“، تحدث فيها المتدخلون عن الهوية والشعر الأمازيغي، والهوية في الشعر الأمازيغي وعلاقته كذلك بديننا الإسلامي الحنيف. واستمتع الحاضرون من الطلبة والطالبات بإيقاعات الشعر الأمازيغي مع الشاعرين يوسف الغزالي وكريم أمدياز.

تطرق الباحث سعيد حنين في مداخلته إلى تأصيل مفاهيمي لمفهوم الهوية، وارتباطها بمفهوم الوجود،وأبعادها، والخصائص التي تتميز بها.

ومن جهته، حاول الباحث محمد أخراز تقديم تعابير مختلفة من أصناف الشعر الشفهي الأمازيغي وكيف عبر الشعراء الأمازيغ عن هويتهم وكيف كانوا يتمثلونها من خلال أشعارهم.

وشارك الطلبة والطالبات الحاضرين في الندوة أفكارهم وتساؤلاتهم عن الهوية والشعر الأمازيغي عند فتح باب للمداخلات.

استمرار المهرجان في يومه الثاني بكلية الحقوق: مسيرة طلابية نصرة لغزة، وجلسة فنية.

شهد اليوم الثاني من مهرجان التراث، بجامعة ابن زهرأكادير، بداية قوية مع مسيرة طلابية نصرة لغزة. عكست هذه المسيرة الروح النضالية والتضامنية للطلاب والطالبات مع الشعب الفلسطيني في غزة، وأبرزتالتفاعل الإيجابي لطلبة الجامعة مع القضايا الإنسانية العادلة.

كما عكست المشاركة في المسيرة وتنظيمها إصرار الطلاب والطالبات على التعبير عن مواقفهم ودعمهم للمقاومة الفلسطينية، وهو ما ظهر في الشعارات المرفوعة في هذه المسيرة والكلمات التي ألقيت فيها.

ولم ينس مناضلو أوطم من خلال هذه الحلقية أن يحيوا الأبطال الأشاوس من الطلاب المعتصمين بالجامعات الأمريكية، ولا أحرار العالم المحتشدين بالساحات نصرة ومددا لإخواننا في فلسطين.

افتتاح اليوم الثاني من النشاط بهذه المسيرة الطلابية المتضامنة مع غزة، يعكس التواصل الوثيق بين الأنشطةالثقافية والاجتماعية والسياسية، ويؤكد على أهمية تكامل هذه الجوانب في إطار مهرجان التراث وغيره من الفعاليات الجامعية.

الجلسة الفنية: أي دور للفن في نصرة القضايا العادلة.

في الفترة المسائية، شارك الحضور في أمسية فنية مميزة مع الفنان حسن التايس رئيس فرقة أمازيغية، تبدع في مجال فن الروايس، صحبة الفنانين عبد السلام وارحيم وحسن أيت صالح في أمسية فنية شارك فيها جموع الطلبة والطالبات عن فن الروايس بصفته فنا يحمل رسائل اجتماعية وسياسية ودينية يحافظ على الفن الأمازيغي الأصيل، كما تطرقت الجلسة لموضوع ارتباط الفن والقيم، وأي دور يمكن أن يلعبه في نصرة القضايا العادلة.

حيث تم استعراض فن الروايس، وتم الحديث عن الأدوار التي كان يلعبها هذا الفن في الأزمان الماضية، مقابل ما يتعرض له حاليا من تمييع وتحييد عن الأهداف السامية التي كان يشتغل بها. كما تم مناقشة دور الفن في نصرة القضايا العادلة وأهمية المحافظة على التراث الثقافي الأمازيغي.

على الرغم أن الجيل الحالي من فناني الأمازيغ يستندون إلى المؤثرات الصوتية إلا أن الأمر لا يؤثر بتاتا في محتوى وجمال الأغنية الأمازيغية، بل يجعلها تتناسب مع متطلبات مستمعي هذا العصر، حسب ما قال الرايس حسن التايس.

وحيى التايس الشباب الذين يقدمون الأغنية الأمازيغية، مضيفا أنهم الامتداد الذي يربط الماضي بالحاضر وينقل هذا الفن إلى الأجيال القادمة.

اليوم الثالث: مسيرة طلابية، وأمسية فنية ختامية

بعد كليتي الأداب والعلوم الإنسانية والعلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية، حطت قافلة المهرجان رحالها في اليوم الثالث والأخير، يوم السبت 27 أبريل 2024، بساحة كلية العلوم. وكان للجماهير الطلابية موعد مع مسيرة وحلقة مركزية سلطت الضوء على القضية الفلسطينية وتطوراتها، رفعت خلالها مداخلات وازنة وشعارات قوية منددة بالظلم الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني وحجم معاناتهم ليس منذ السابع من أكتوبر فقط، بل منذ أشرقت الشمس على الكيان الصهيوني الغاصب.

اختتام مهرجان التراث في جامعة ابن زهر – النسخة التاسعة

أسدل مكتب فرع جامعة ابن زهر ستار فعاليات اليوم الأخير من مهرجان التراث بكلية العلوم بأكادير، السبت 27 أبريل 2024، بنجاح كبير وحضور جماهيري مميز. شهد الحدث الختامي تنوعًا في الفعاليات والأنشطة.

تضمنت فعاليات الأمسية الفنية الختامية عروضا موسيقية وتقديمية لمجموعة من الفرق التراثية والفنية المحلية، حيث قدمت العروض التراثية التقليدية التي أثرت الحضور وأضفت على المهرجان أجواءً من الفخر والاعتزاز بالتراث الثقافي.

استمتع جموع الطلبة والطالبات بالفلكلور الهواري وغناوة وأحواش ضمن فعاليات الحفل الختامي للمهرجان. وعلى أسلوب الكوميديا السوداء التقط الحضور رسائل مهمة من فقرات المسرح الجامعي.

مداخلات أعضاء مكتب فرع جامعة ابن زهر في الأمسية الختامية للمهرجان

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “من أصبح وهمه غير الله، فليس من الله، ومن أصبح لا يهتم بأمر المسلمين فليس منهم”، بهذا الحديث استدل عضو مكتب فرع جامعة ابن زهر، الطالب صلاح الدين الهريسي، في كلمته أثناء الحقل الختامي. وحيى الهريسي الطلاب الأحرار، خصوصا أبناء الجامعة المغربية، على خروجهم إلى الساحات منذ السابع من أكتوبر، وتقلدهم وسام الشرف والعقيدة. ووجه إليهم كل تحايا الافتخار والعزة والمروءة والكرامة، ثم أكد الطالب صلاح الدين أنه مهما طالت الأيام والشهور، لا يزال الطلبة على العهد في وقوفهم ومساندتهم الدائمة للقضية الفلسطينية والمقاومة الباسلة بغزة. واختتم مضيفا أن طوفان الأقصى عيد يحتفل به ويحتفي فيه بالمقاومة المجيدة.

ولم تختلف معه الطالبة فاطمة الزهراء أغراب، عضو مكتب الفرع في مداخلتها، إذ حيت المرأة الفلسطينية الصامدة في ساحات غزة، المرأة التي أنجبت أحرار وحرائر الأمة، المرابطة في أكناف المسجد الأقصى، والأسيرة في زوايا سجون الاحتلال، تلك التي تعلمنا كيف تكون المرأة المسلمة.