الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وتنظيم ملتقى القدس..أية رسالة ؟

بقلم: ذ. سعيد غزالة

الاتحاد الوطني لطلبة المغرب وتنظيم ملتقى القدس..أية رسالة ؟

1. السياق العام لمتلقى القدس
2. ماذا يقدم الملتقى للقدس
3. الرسالة الخالدة
4. حارة باب المغاربة بالقدس
5. القدس عاصمة أبدية لفسطين
6. من أجل الوطن..من أجل فلسطين..جميعا ضد التطبيع
7. الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة

1. السياق العام لمتلقى القدس

منذ تأسيس الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بعيد الاستقلال جعل دعمه لقضايا الأمة مبدءا أساسيا راسخا في خطه النضالي لا محيد عنه، وقد أخذ على عاتقه الدفاع عن القضية الفلسطينية من أولى أولوياته فيما يخص فعله الخارجي، فدفاعه عن استقلال الوطن ودوره المحوري في ذلك حتى إجلاء المستعمر جعله يتخذ عدة أشكال نضالية من أجل الدفع بتحرير فلسطين من يد الصهاينة الغاصبين.
وسيرا على نفس المنوال استطاع الاتحاد أن يعمق اهتمامه أكثر بالقضية الفلسطينية من خلال تأسيس الهيئة الطلابية المغربية لنصرة قضايا الأمة في فعاليات الملتقى الطلابي الوطني 12 بالبيضاء وكان أول رئيس للهيئة الأستاذ محمد الأيوبي، وتم تجديد مكتب الهيئة في ملتقى القدس الثاني الذي نظم يوم 28-29 مارس 2014 بكلية العلوم ابن مسيك جامعة الحسن الثاني البيضاء تحت شعار ”القدس عمق الأمة..فلنشعل قناديل صموده” برئاسة الأستاذ هشام مرزوق، في حين تم تنظيم الملتقى الأول بتاريخ 29-30 مارس 2012 بنفس الكلية السابقة الذكر تحت شعار”الشعوب تريد تحرير القدس..الشعوب تريد تحرير فلسطين”.
وبالتالي فتنظيم ملتقى القدس ليس وليد لحظة معينة وإنما نتيجة تراكم عدة محطات داعمة للقضية الفلسطينية.

2. ماذا يقدم الملتقى للقدس

قد يتساءل متسائل ويقول ماذا يقدم هذا الملتقى للقدس خاصة و أن الاتحاد يعاني من المنع والتضييق والحصار، بالفعل فبالرغم من المنع والحصار إلا أن صمود الاتحاد بعزم مناضليه يشاء إلا أن يجعل من القضية الفلسطينية قنديلا يضيء دروب نضاله في ظل ما تعيشه الجامعة المغربية من تخبطات عشوائية نتيجة سياسة الدولة المظلمة فيما يخص التعليم، لكن الوجع الداخلي لا يثني مناضلي الاتحاد عن التهمم بأمر الأمة خاصة وأن القدس عنصر أساسي فيها، وقبل أن يقدم الاتحاد أي دعم للقدس فإن هذا الأخير بدوره يقدم الدعم المعنوي للاتحاد باعتباره قضية حية في النفوس تعيد زرع روح التضامن والتآزر عند الطلاب في ظل تكالب الاستكبار العالمي الصهيوني بتنسيق مع الأنظمة العربية المطبعة التي تسعى إلى طمس المعالم الإسلامية والقضاء على الإنسانية، ليبقى الطلبة على صلة دائمة مع القدس وقضايا الأمة، هذه الأخيرة التي دائما نجد الاتحاد مشارك في دعمها محليا و دوليا وفق الأشكال التضامنية التي تأخذها سواء مسيرات أو مهرجانات خطابية أو ندوات..بالتالي فاهتمام الاتحاد بالقضية هو أمر مبدئي وفق إمكانياته وظروفه الخاصة التي رغم ذلك تجد لها صدى كبيرا داخل المغرب و خارجه من خلال إلتفاف الطلاب عبر جميع مواقع الاتحاد وحضور شخصيات وازنة محلية ودولية ذات اهتمام بالقدس والقضية الفلسطينية ..لملتقى القدس.

3. الرسالة الخالدة

إن حرص الاتحاد على تنظيم ملتقى القدس هو رسالة واضحة على أن القضية باتت نقطة قارة ضمن جدول أعمال الاتحاد النضالي وستظل أمانة على عاتقه يسلمها لجيل بعد جيل يرعاها ويحمل مشعلها، لأن القدس أولا وقبل كل شيء هي قبلة المسلمين الأولى وثاني الحرمين الشريفين ومسرى الحبيب سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم..كما أنها قضية إنسان اغتصبت أرضه ظلما وعدوانا ومنع من حقه في العيش كباقي الشعوب..وبالتالي فإن أي هيئة أو إئتلاف أو اتحاد أو منظمة..ذات بعد مجتمعي حركي تغييري..لا تتضامن مع قضية فلسطين وسوريا وبورما والهيغور..فلنصلي عليها صلاة الغائب.

4. حارة باب المغاربة بالقدس

” باب الحارة..الحق المنسي” كان هذا شعار الدورة الثالثة لمتلقى القدس المنظم يومي 25-26 مارس 2016 بجامعة عين الشق الدار البيضاء، وتجدر الإشارة إلى أن الالتفاتة حول باب الحارة في هذا الملتقى لم يكن بغرض النقش على تاريخ دور المغاربة في الدفاع عن القدس فقط، فالوقوف على هذا الأمر قد يطول الحديث فيه والكتابات حوله موجودة لكن العودة إليها فرض عين، لذا يكفي فخرا وشرفا أن المغاربة منذ القدم وحب القدس تأسرهم، فقد أفدوها بأرواحهم ولبوا النداء للجهاد مع القائد صلاح الدين الأيوبي، فمنهم من استشهد ومن لم يستشهد جعل القدس مسكنا رابط فيه طيل حياته. لذلك فلولا المنع والحصار المضروب على الحركات التحررية من قبل الأنظمة العربية لرأيت الشعوب العربية والإسلامية متحدة في صف واحد وجهتها القدس، لذلك فمسألة تحرير القدس منطلقها الأساسي هو إزاحة هذه الأنظمة الفاسدة التي تقف سدا مانعا في وجه الأحرار، لكن خريفها بات على شفا حفرة وزوال إسرائيل يلوح في الطريق خاصة مع انتفاضة الشباب الفلسطيني،كما أن ربيع القدس بدأ يزهر بدماء الشهداء الزكية ، فتحية المجد والخلود لكل الشهداء ولكل المرابطين بالمسجد الأقصى ولفصائل المقاومة الإسلامية الذين يؤدون ضريبة الجهاد عن الأمة المستضعفة والخزي والعار لكل من طعن القضية الفلسطينية بخنجر الغدر والخيانة.

5. القدس عاصمة أبدية لفلسطين وعاصفة لبني صهيون

لقد تم تنظيم ملتقى القدس في نسخته الرابعة تحت شعار ” القدس عاصمة فلسطين” يومي 23 و24 مارس بجامعة عبد المالك السعدي بطنجة، في ظل حملة صهيونية غير مسبوقة تقودها أمريكا عدوة الشعوب على فلسطين من خلال اعترافها بالقدس عاصمة للكيان الغاصب ونقل سفارتها من تل أبيب إلى القدس وعزمها على اتخاذ إجراءات النقل في منتصف شهر ماي، وقد كانت للاتحاد كلمته في هذا الحدث خلال خروجه يوم الأحد 10 دجنبر 2017 في المسيرة التاريخية الحاشدة رفقة الشعب المغربي، كما كان لخروج واستنكار الشعوب العربية والإسلامية أثرا إيجابيا كبيرا على القرار الذي قوبل بالرفض حين صوت أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة بأغلبية كبيرة لصالح مشروع قرار يحث الولايات المتحدة على سحب اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل. وجاء التصويت بموافقة 128 دولة في مقابل رفض 9 وامتناع 35 عن التصويت. وقد جاء رد الولايات المتحدة الأمريكية على هذا الرفض من خلال تقليص دعمها للأونروا (وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين) من خلال تجميد 65 مليون دولار من مساعداتها لها، وتقدم “الأونروا” خدماتها لنحو 5.9 ملايين فلسطيني في الضفة الغربية وغزة والأردن ولبنان وسوريا، بحسب الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني.

6. من أجل الوطن..من أجل فلسطين..جميعا ضد التطبيع

ينظم هذه السنة ملتقى القدس في نسخته الخامسة أيام 14/13/12 أبريل 2022 بجامعة ابن طفيل بالقنيطرة تحت شعار ” من أجل الوطن..من أجل فلسطين..جميعا ضد التطبيع ” في سياق دولي يعرف متغيرات جوهرية على المستوى الجيوسياسي خاصة بعد جائحة كورونا والحرب الدائرة الآن بين روسيا وأوكرانيا وتداعياتها الاقتصادية التي فاقمت الأزمة التي خلفتها كورونا على المستوى العالمي، دون أن يفوتنا حدث الهرولة إلى التطبيع مع العدو الصهيوني من قبل مجموعة من الدول العربية والإسلامية التي يعتبر المغرب واحدا من أبرزها، أما على المستوى الوطني فقد أخذ التطبيع وتيرة سريعة جدا من خلال التوقيع على المعاهدات والاتفاقيات في مختلف المجالات وتبادل الزيارات، هذا التطبيع الذي عرف ولا يزال رفضا شعبيا قاطعا من قبل المغاربة الأحرار ليس فقط نصرة لفسطين بل خوفا على هذا البلد من جمرة خبيثة أينما حَلّت أحرقت الأخضر واليابس وأفسدت في الأرض اسمها إسرائيل، لذلك ومن باب الواجب أصبح الدفاع عن هذا الوطن من هذا الداء الخبيث الذي بدأ يستشري في مجتمعنا خاصة في المجال التربوي التعليمي الذي يسهر على تنشئة الأجيال سواء بالمدرسة أو الجامعة أمرا ضروريا من خلال مناهضة التطبيع عبر كل الوسائل الشرعية السلمية، حتى يعلموا يقينا أنه لا مكان بيننا لمجرمي الحرب وقتلة الأطفال والأرامل ومستوطني الأراضي ومدمري البيوت.. وأن الخونة سيحاسبهم التاريخ ولو بعد حين، فإسرائيل إلى زوال بإذن الله والمطبعون سيرهق وجوههم الذل والعار.

7. الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة

لقد دأب الاتحاد الوطني لطلبة المغرب على تنظيم ملتقى القدس بشراكة مع الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة وهو شرف كبير له، فهذه الهيئة وما قدمته وتقدمه للدفاع عن قضايا الأمة وخاصة القضية الفلسطينية التي تتخذها قضية مركزية في خطها التضامني حتى أصبح لها صيت دولي، حيث تم تكريم الهيئة في شخص رئيسها الأستاذ عبد الصمد فتحي من طرف المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج باسطنبول يوم 25 فبراير 2017 وذلك نظير الجهود المبذولة من الشعب المغربي لنصرة القدس وفلسطين، و يعتبر الأستاذ فتحي عبد الصمد كذلك النائب الأول للمنسق الوطني للجبهة المغربية لدعم فلسطين وضد التطبيع وواحد من أبرز مؤسسي هذه الجبهة، كما تم انتخابه يوم 25 مارس 2022 رئيسا للإئتلاف المغاربي لنصرة القدس وفلسطين خلال اجتماع الأمانة العامة للإئتلاف بدكار عاصمة السنغال.