الشعب محلبة أم الدولة مطحنة؟
بقلم: السعيد غزالة
الشعب محلبة أم الدولة مطحنة
1/ تربية الشعب: الوعد الغير مكذوب
2/ مشاريع نهب الجيوب
3/ كورونا: الفيروس القاتل
4/ الجفاف: زاد الطين بلة
5/ ماذا تبقى للمواطن
1/ تربية الشعب: الوعد الغير مكذوب
مما لا شك فيه أن الشعب المغربي لم تنطلي عليه لعبة الانتخابات الأخيرة التي تابع الكل تفاصيل كيف حيكت مخرجاتها في واضح النهار، حيث انهزم فيها من لم يكن متوقعا أن ينهزم بتلك الطريقة الفظيعة، وفاز فيها المنهزم، تحت مبدأ انتهت وظيفتك المرجو الجلوس في دكة البدلاء، لتعود الدولة المطحنة إلى إعادة هيلكة المشهد السياسي بوجوه جديدة قديمة وعدت فكذبت وما ذلك عليها بجديد.
مرت أزيد من مائة اليوم من عمر الحكومة الجديدة، ليتجدد معها الوعد الوحيد الذي ثبت أنه غير مكذوب، وعد قطعه رئيس الحكومة في إحدى خرجاته بعد تأثر بعض شركاته بالمقاطعة الشعبية، على أنه سيقوم بإعادة (التربية) للشعب لمحاسبته على المقاطعة، والنتيجة المنجزة لحد الآن أصوات حرة في السجون، وارتفاع مهول في الأسعار، ووعود انتخابية كاذبة،إجراءات قمعية طويلة المدى للحد من مد الحركات الاحتجاجية تحت غطاء قانون حالة الطوارئ وهذا غيض من فيض.
2/ مشاريع نهب الجيوب:
إن سياسة طحن الشعب، وتطويقه بالأزمات من شتى الجوانب هندسة سياسية لتقييد حركته وجعله لا يبرح مكانه كحمار الرحى، فأغلب السياسات العمومية أصبحت تستهدف جيب المواطن باعتباره الخزان الذي تلجأ إليه الدولة المطحنة كلما اشتدت بها خانقة مالية، والطرق المستخدمة لذلك تجدها في ظاهرها نعمة لكن في طيها نقمة، حتى بات هذا المواطن المغلوب على أمره عوض أن يطالب بالحقوق والحريات الأساسية لضمان حياة كريمة يطلب إن بقيت له القدرة للطلب بأدنى المطالب كتخفيض الأسعار أو فتح المراحيض أو توفير آليات حديثة لإنقاد أبنائها من الآبار العميقة الجافة من المياه.
3/ كورونا: الفيروس القاتل
لقد كانت جائحة كورونا مما فاقم الوضع الاجتماعي المزري للمغاربة حيث أغلق على المواطن داخل بيته لمدة ثلاثة أشهر لم تمنع الوباء من الانتشار بالرغم من الحجر، لكنها تسببت في كوارث اجتماعية كبيرة داخل بيوت الفئة المستضعفة من الشعب في ظل تعويضات هزيلة ومحتشمة لا هي تكفي لسومة الكراء ولا لفقدان العمل إن وجد.
لقد استغلت الدولة المطحنة وباء كورونا أبشع استغلال من خلال محاولة إعادة الهيبة لرجال السلطة وتهميش دور المنتخبين، ثم تكميم أفواه الأقلام الحرة الفاضحة للفساد، والأحكام الجائرة في حق رموز النضال.
4/ الجفاف: زاد الطينة بلة
لقد تتابعت المصائب تترى على المواطن المغربي، فما تركته كورونا من أزمات اجتماعية واقتصادية فاقمت من حدتها ارتفاع الأسعار، ليليه الجفاف الذي زاد الطين بلة.
إن الدول الديمقراطية تضع خطط بديلة عندما تواجه أزمة سواء طبيعية أو اقتصادية، ففي حالة ارتفاع أسعار المواد الغذائية مثلا في العالم تقوم بدعمها لتحافظ على استقرار القدرة الشرائية للمواطنين، وتوفير الأمن الغذائي في إطار العدالة الاجتماعية.
وفي المغرب بات المواطن المغربي كل يوم يستيقظ على الزيادة في الأسعار في ظل ضعف فرص الشغل وارتفاع نسبة البطالة وتجفيف منابع مناصب الشغل المدنية لحساب مناصب الشغل العسكرية وذات الطابع الأمني في إطار إحكام القبضة الحديدية لصناعة الدولة البوليسية، مع أن الشعب دائما يصدح بشعاره الشعبي ” باراكا من البوليس زيدونا في المدارس”.
5/ ماذا تبقى للمواطن؟
يبدو أن كل ما تبقى هو سخط شعبي على سياسات الدولة المطحنة التي تعتبر المواطن محلبة، تلجأ لحلبه في وقت الأزمات بل في كل الأوقات، لقد بات العيش في المغرب مكلفا جدا للمواطن المغربي الذي مهما صبر فإن للصبر حدود، ولا بد أن يأتي يوم سينفجر فيه من شدة الضغوط القاهرة التي لامست كل فئات المجتمع، والظلم مؤذن بالخراب. لذلك فالمسارعة للتنفيس على المغاربة باتت واجبا وليست خيارا، فمن حقهم العيش بكرامة في وطن لا يضيق بهم، في وطن يضمن لهم الحقوق والحريات ويوفر لهم أساسيات العيش الكريم ما داموا يؤدون الضرائب وكل الواجبات المنوط بهم أداءها.