“التطبيع مع الكيان الصهيوني .. رهانات الربح والخسارة” عنوان الندوة المركزية لملتقى القدس الخامس
في إطار النسخة الخامسة لملتقى القدس، والذي كان من المنتظر أن تحتضن فعالياته جامعة ابن طفيل بالقنيطرة، قبل أن يتم منعه من طرف رئاسة الجامعة وصد أبوابها أمام جميع الطلبة، نظم الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بتنسيق مع الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة يوم أمس الأربعاء 13 أبريل 2022 الندوة المركزية للملتقى عن بعد تحت عنوان: “التطبيع مع الكيان الصهيوني .. رهانات الربح والخسارة”.
الندوة التي تم فيها التفصيل في المنعطف الخطير التي تعيشه القضية الفلسطينية بعد إقدام بعض الدول العربية والإسلامية على التطبيع بشكل مفضوح ومذل مع الكيان الصهيوني، شارك فيها كل من رئيس المرصد المغربي لمناهضة التطبيع الأستاذ أحمد ويحمان، وعضو الأمانة العامة للدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان الأستاذ محمد حمداوي، وكذلك مدير مؤسسة الرواد العالمية الأستاذ فتحي عبد القادر. وأدار أشغالها الطالب زكرياء عياش، عضو الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومسؤول لجنتها النضالية.
وتطرق المتدخلون الثلاثة لموضوع التطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني من خلال ثلاثة محاور، سلَّطوا الضوء في المحور الأول على السياق العام للتطبيع الرسمي مع الكيان الصهيوني ومجالاته. وتناولوا في المحور الثاني؛ الاتفاقيات الاقتصادية والعسكرية مع الكيان الصهيوني وآثاره على الأنظمة العربية المطبعة. وفي المحور الثالث التطبيع الثقافي والتربوي مع الكيان الصهيوني.
مدير الندوة، الطالب زكرياء عياش قدَّم الندوة بكلمة تحدث فيها أولا عن سياق النسخة الخامسة لملتقى القدس وما عرفه من أحداث المنع بصد أبواب الجامعة أمام الطلبة، واعتداء القوات الأمنية على الطلبة واعتقالهم ومطاردتهم في محيط الجامعة، والذي يوضح حجم الإغراق في التطبيع والاستسلام لإملاءات الكيان الصهيوني، وصلت حد منع نشاط طلابي عن القدس.
وبعدها وضع المشاهدين والمشاهدات في سياق الندوة عبر أرضية تحدث فيها عن المنعطف الخطير التي تعيشه القضية الفلسطينية بعد إقدام بعض الدول العربية والإسلامية على التطبيع بشكل مفضوح ومذل مع الكيان الصهيوني، والذي يشكل إهانة لهوية الأمة وتاريخها، وخيانة مخزية للقضية الفلسطينية بأبعادها الدينية والحضارية والإنسانية، وتهديدا لمصالح الدول الذي طبّع أنظمتها مع الصهاينة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا واختراقا استراتيجيا لاستقرارها الإقليمي ولمنظومتها الأمنية والدفاعية.
الأستاذ أحمد ويحمان المهتم بالقضية الفلسطينية، أوضح أن التطبيع في المغرب ليس وليد اليوم، بل تعود جذوره إلى خمسينيات القرن الماضي، مشيرا إلى أن المغرب وصل حاليا إلى مرحلة الصهينة الممنهجة، التي تتجاوز ربط العلاقات مع الكيان الصهيوني إلى محاربة كل ما هو فلسطيني. كما تطرق إلى مسألة ربط قضية الصحراء بالقضية الفلسطينية، معتبرا إياها أكبر ضربة تلقاها المغرب كون رئيس وزراء الكيان الصهيوني قدم تصريحا في نقس أسبوع توقيع اتفاقية التطبيع أمام خلفية خرائطية بترت فيها الصحراء عن المغرب.
أما الأستاذ محمد حمداوي، فاعتبر أن منع ملتقى القدس وصمة عار وفضيحة كبرى لبلد حارة المغاربة، مشيدا بموقف الطلبة المغاربة بوقوفهم ضد قرار المنع، ومعتبرا إياه موقفا كبيرا ” لا شك أنه سيكون له أثر في أجيال هذه الأمة”.
وأشار المتحدث ذاته إلى أن السلطة فضحت نفسها كونها انخرطت كليا في الأمر، وتراهن على التطبيع على المستوى الاستراتيجي مما يفسر التدخل المباشر في الجامعة. كما أعطى أمثلة لمجموعة من الجامعات العالمية التي تقاطع أكاديميا الكيان الصهيوني؛ ومن بينها ها جامعات بريطانيا.
وأوضح حمداوي أن الدول العربية لجأت إلى التطبيع كمحاولة للبحث عن سند اقتصادي وتنموي بعد فشل تجاربها الداخلية، لافتا إلى أن الاتفاقيات الاقتصادية تاريخيا كانت وستظل في مصلحة الكيان ولن تنفع لا الشعوب ولا السلطة المطبعة. الاختراق الصهيوني سنة 2000 لم ينجح أن ينفذ إلى المجتمع من خلال الجمعيات، واليوم السلطة تأخذ زمام المبادرة وتنزل بنفسها الاختراق الصهيوني للبلد” يضيف المتحدث ذاته.
في حين أكد الأستاذ فتحي عبد القادر أن الكيان الصهيوني في ظل ضعف السلطة الفلسطينية بات يشعر بخطر عظيم يتهدده من طرف المقاومة، وأصبح يدري أن وجوده زائل، وبالتالي يبقى التطبيع هو أداته لفرض ذاته، “لذا يبحث في سوق النخاسة العربية من أجل اختراق العقل العربي المسلم وإثبات وجوده في المنطقة” يضيف فتحي.
وأوضح المتحدث ذاته أن غياب مشاريع الأنظمة العربية جعلها مجرد أدوات وظيفية للكيان الصهيوني، لافتا إلى أن النظام العربي نظام غير شرعي يستند في حكمه وسيطرته على القوى الخارجية.
جدير بالذكر أن جامعة ابن طفيل بالقنيطرة قد أعلنت عشية يوم الإثنين منع تنظيم ملتقى القدس مع إغلاق الجامعة وكلياتها لثلاثة أيام كاملة، وهي الأيام التي كان مقررا أن تعقد فيها فعاليات الملتقى، لتقدم القوات الأمنية، صباح الثلاثاء 12 أبريل على تطويق الكليات ومداخلها، ثم قامت باعتقال الكاتب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب الطالب صابر إمدنين ونائبه الحسين كوكادير وما يفوق العشرين طالبا، مع الاعتداء عليهم وتعنيفهم ما أدى إلى كسر في يد الطالب أسامة.
وعدّ متابعون وناشطون، ناهيك عن الطلبة، فعلة السلطة الشنعاء هذه، غرق جديد في مستنقع التطبيع وسقوط آخر في أوحاله، وخضوع تام لإملاءات الكيان الصهيوني، وتخلّ مفضوح عن القضية الفلسطينية -رغم كل الادعاءات الفارغة- بلغ حد منع الأنشطة الثقافية والفكرية، مقابل التطبيل والابتهاج اللامتناهي بكل خطوة وفعل ونشاط يكرس مسلسل الارتماء الرسمي الساقط في أحضان كيان الاحتلال.