هو وطني
هو وطني الذي يفرض عليَّ الصَّمت و يتمنى لو أُبْكَمَ، و أرضى بواقعي ، أتجرع مرارة الحكرة و الظلم و الإستبداد، تُسحق فيه كرامتي، تسلب فيه حقوقي و أعايِش واقعه المزري الذي أصبح كغمامة سوداء أبت أن تختفي .
هو وطني الذي هُمش أبناؤه و قسموا إلى متشردين ، متسولين، مدمني مخدرات، و معطلين بشواهد تذل كرامتهم تحت سلطوية المخزن . سُرقت خيراته و هربت أمواله، اختفت مداخيله من الفوسفاط و الذهب والفضة و الثروات السمكية و غيرها , طغت عليه الفئة الهشة المنسية لا سكن ولا صحة ولا تعليم لهم .
هو الذي يموت شعبه سعيا للخبز و لقمة العيش في آبار الفحم و باب سبتة , هو الذي يُعتقل و يُضرب أهله في ساحات الاحتجاج و يُغتصبون داخل السجون , هو الذي استشرى فيه الفساد في جل قطاعاته .
هنا يطرح السؤال : من أين يبدأ التغيير ؟
أ من المنظومة التعليمية أو المنظومة الصحية المترذية او من الاقتصاد المتدني بعدما عوموا الدرهم ؟
أو يبدأ من القيم التي تهدمت ففككت الأسر و أفسدت أبناء و بنات الشعب ؟
هو وطني الذي دفع بشبابه ليرفعوا ” الحكرة ” شعارا له .