زكرياء عياش: طلبة المغرب؛ اِتحاد وطني كَشَفَ واقع الحقوق والحريات بالمغرب.
لقد كانت معاني التلاحم والاتحاد والانتماء والوفاء التي عشناها معا طيلة أيام الملتقى الطلابي الوطني 17 الممنوع بجامعة الحسن الثاني بالبيضاء أكبر من كل أشكال وألوان العنف، وفصول التضييق والمنع والقمع التي تعرضنا لها.
كانت عزيمتنا وثباتنا، ووفاؤنا لمبادئنا، وتاريخنا وأجيال أوطم السابقة، أكبر من سعار الأجهزة الأمنية، وتغول السلطوية.. كان في اتحادنا جَرْفٌ لكل مساحيق التجميل التي يخدع بها النظام المخزني العالم، وفي ثباتنا كشفٌ لهشاشة بنية العقل المخزني المدبر.
رسمنا لوحة مشرفة وصورة حضارية، قبل وأثناء وبعد البطش المخزني المقيت، حَكَّمنا منطق العقل والحكمة، أبدعنا واجتهدنا في إيصال أصواتنا والتعبير عن مواقفنا، تكيَّفنا مع أصعب الظروف الاستثنائية لنحافظ على رسالة الاتحاد وحمولة الملتقى الطلابي الوطني.
بالمقابل، بقِي العقل المخزني المدبر وفِيًّا لأساليبه القديمة، غلَّب منطق العضلات.. فكانت المجازر التي ارتكبها في حقنا دليلا قاطعا على إدانته، وكانت المشاهد التي نقلناها للعالم برهانا على العجز والإفلاس الذي هوت إليه بنيات المخزن.
شكرا لكل الأحبة والأصدقاء الذين اتصلوا، وراسلوا، واطمأنوا على حالتنا الصحية، ولكل المنظمات والمؤسسات والشخصيات التي اختارت الاصطفاف إلى جانب مظلوميتنا، وعبرت عن تضامنها ومؤازرتها لنا.
شكرا للإخوة والأخوات أعضاء الكتابة الوطنية، وكل فروع وتعاضديات الاتحاد على تلبية النداء، والمشاركة الفعالة، والالتزام التنظيمي، والثبات في الميدان، والسلمية في التدافع، وعدم الانجرار وراء استفزازات الآلة القمعية، أنتم أمل ومستقبل الاتحاد والجامعة، أنتم فخر هذا البلد.
ستفتخر بكم أجيال أوطم المستقبلية، كما نفتخر نحن الآن بأجيالنا السابقة، لأن أوطم ليست جيلا، بل أجيالا تتوارث رسالة النضال.