“سقوط آخر فزاعات المخزن”، محاولة لفهم خلفيات التضييق على الملتقى الطلابي الوطني 17.
بقلم الطالب: عبد الكريم ضوبيل
الأحداث التي عاشتها جامعة الحسن الثاني، على امتداد أربعة أيام من الأسبوع الثالث من شهر مارس 2023، أحداث مؤشرة على حقيقة الشعارات التي ترفعها الدولة المغربية في سياستها الخاصة بالجامعة والطلبة المغاربة. أحداث كاشفة لكل من لم يقتنع بعد أن “الدولة” المغربية انتقلت لمرحلة جديدة في تعاطيها مع قضايا الجامعة والطلاب، انتقلت من المناورات وسياسات التمييع والإفساد، والتخريب من الداخل.. إلى مرحلة الأرض المحروقة والقطع مع الجامعة باعتبارها معقلا للمقاومة والممانعة الفكرية والسياسية.. إلى صناعة جو من الرعب والار*اب في عقل وقلب كل من يفكر في الجامعة أو يحاذيها.
هذا الانتقال في التعاطي بقدر ما يعبر عن صلافة ودركات الهمجية التي ينحدر فيها النظام السياسي الحاكم بالمغرب، بقدر ما يعبر عن تقهقره وتراجع مستويات تأطيره وسيادته في المجتمع، وتضاؤل معالم رمزيته، وتآكل المشروعيات التي يتكئ عليها في بناء شرعيته.
هذا في ما يخص تبيان “الحقيقة الرمزية” _المتعالية عن الوقائع والتفاصيل_ وراء ما وقع بالبيضاء، ودلالته السياسية والاستراتيجية. لينتقل بنا الحديث نحو سؤال ثان على مستوى أعلى من الأهمية، وهو لماذا تم التضييق على الملتقى الطلابي الوطني السابع عشر؟
هناك ثلاث مقترحات أجوبة لهذا السؤال، مقترحات أجوبة تحاول أن تكون أكبر من مجرد تعليق على أحداث وتفاصيل تتشعب وتتيه بنا عن المقصد الأساسي، ألا وهو تفكيك بنية ذهنية السلطة السياسية بالمغرب، والخلفيات المتحكمة في صناعة القرار لديها.
1_ النظام السياسي بالمغرب لم يعد قادرا على سماع الرأي المخالف.
2_ النظام السياسي بالمغرب غير قادر على مواجهة المعارضة المنظمة.
3_ الأهداف التكوينية والإشعاعية المرسومة للملتقى، تمثل تحديا قويا للنظام السياسي بالمغرب.
مقترحات أجوبة ثلاث، أرى أنها بسيطة بما يغني عن التفصيل فيها، ولكن يمكن أن نختزلها في عبارة، “تآكل بنية الاستبداد، وصناعة المستقبل” هذه العبارة التي يستلزم أن نعتبرها أكبر من مجرد شعار، بقدر ما هي برنامج عمل، ومشروع للبناء.
المخزن نظام سياسي ضعيف ومهزوز، غير قادر حتى على سماع صوت أو كلمة معارضة، ولا علامة دالة على ضعفه واهتزازه، إلا تبنيه للعنف كخيار مبدئي في التعامل مع كل معارض، بل بلغ به الأمر أن يعنف حتى مواليه من ضحايا صراع الأجنحة.
المخزن نظام ذو طبيعة عتيقة ومتخلفة، نظام لا ينتمي للعصر، نظام تسقط فزاعاته يوما بعد يوم، حتى يندحر، وما ذلك على الله بعزيز.