زرقاني يصف الوضع التكنولوجي بالجامعة الجزائرية ب"الضعيف والهش جدا"
شارك مسؤول إعلام الإتحاد العام الطلابي الحر بالجزائر، سليمان زرقاني، في الندوة الطلابية الدولية تحت عنوان: “التعليم العالي وجائحة كورونا،بين السياسات العمومية المعتمدة ورهانات المستقبل”، والتي دعا إليها الإتحاد الوطني لطلبة المغرب، وشاركت فيها سبع منظمات وإتحادات طلابية من الكويت ولبنان وموريتانيا، فضلا عن المغرب والجزائر.
وأشار زرقاني خلال الجلسة الحوارية الأولى لهذه الندوة يوم الإثنين 6يوليوز 2020، إلى أنه وإن كانت الدول العربية “تشترك تقريبا في تداعيات جائحة كورونا والوضع الصحي والجامعي الحالي إلا أن الجامعة الجزائرية وقطاع التعليم العالي لها ما يميزها عن باقي الدول”.
وأضاف موضحا التحديات التي يواجهها التعليم العالي بالجزائر والجامعة الجزائرية ، بأن “التعداد الطلابي الجزائري كبير جدا”؛ واصفا إياه بـ “حجم دولة” ، مستندا في ذلك إلى آخر الاحصائيات التي أُجريت، والتي تشير إلى مليون وثمانمائة ألف طالب.
“ما خاضته الجامعة الجزائرية من حراك نضالي شعبي، دام سنة كاملة بغية تغيير الوضع السياسي؛ والذي كان الطالب هو محركه الأساس، كان لهما أثر عميق على انطلاقة الموسم الجامعي الجزائري، وبالتالي تأخرنا في الدخول الجامعي”. يضيف مسؤول إعلام الاتحاد العام الطلابي الحر.
وأوضح سليمان الإجراءات التي اتخدتها وزارة التعليم بالجزائر للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد هناك، قائلا: “ما إن تم اكتشاف أول حالة للإصابة بالفيروس في شهر مارس، حتى سعت الوزارة إلى إغلاق كلي لمختلف الجامعات ومراكز التعليم العالي”، مضيفا أن من بين أسباب هذا الإغلاق الكلي هو كون الجزائرتعد من بين الدول الأولى عربيا التي سجلت ارتفاعا في معدل الإصابة.
وأكد مسؤول الإعلام على أن “رقمنة الجامعة” كانت من أهم مطالب الإتحاد العام الطلابي الحر، موضحا أنه “وبعد عدة ضغوطات لإرغام الجامعة على التجاوب مع مطالبنا والسعي إلى تطبيقها، اتجهت في السنوات الأخيرة-قبل كورونا- إلى رقمنة القطاع إداريا”، أما بيداغوجيا من ناحية التلقين، فقد أكد المتحدث ذاته على أنها وإن مرت بتجربة التعليم عن بعد قبل الجائحة، والتي شملت بعض التخصصات منها سلك الماستر؛ إلا أنها لم تنجح، واصفا إياها بأنها “باءت بالفشل”.
كما شدَّد سليمان على أن فيروس كورونا المستجد عرَّى على الوضع التكنولوجي بالجامعة الجزائرية، واصفا هذا الوضع بـ “الضعيف والهش جدا”، مشيرا إلى أن المواقع الإلكترونية في بعض الجامعات الجزائرية الكبرى معطلة ولا تفي بالغرض. إذ يرى أن “اتجاه الوزارة إلى تجربة التعليم عن بعد اقتداء بالدول الأخرى؛ كان اتجاها إرغاميا وحلا اضطراريا دون أي تحضير، أو توفير لأية منصات رقمية”.
ويضيف نفس المصدر “أن هذه الانطلاقة وإن كانت إيجابية في بعض الجامعات التي استغلتها استغلالا رائعا، إلا أن هذه التجربة التعليمية عن بعد كانت على العموم تجربة فاشلة جدا”. مفسرا ذلك بالأمر الذي يشترك فيه كل من قطاع التعليم العالي وكذا الثقافة التكنولوجية وسرعة تدفق الانترنت؛ مما جعل تجربة التعليم عن بعد” أمرا شكليا مجاراة لباقي الدول”
وجدَّد الإعلامي تأكيده على أن “تطبيق التعليم عن بعد صعب جدا، ولا يعدو أن يكون مجرد حل ترقيعي تلتجئ إليه الدولة اضطرارا، إذ أنه ليس بالحل الذي قد يطمح إليه البعض”، موضحا ذلك بعدم جاهزية كل من “القطاع الإداري” و”الأساتذة” ولا حتى “الطلبة”، وغياب الثقافة الالكترونية ، “فضلا عن كون واقع الجامعة الجزائرية منوط تقريبا بالوضع السياسي المنتقل حديثا من نظام مألوف إلى آخر مغاير تماما”.
وفي سياق الأسباب التي دفعت الاتحاد العام الطلابي الحر للمطالبة بتنحية الوزير السابق، أشار زرقاني إلى أن “الوزير السابق لم يستطع أن ينهض من تحت أعباء الجامعة، ومواكبة التعليم عن بعد؛ وتداعيات الجائحة على التعليم العالي”، واصفا هذا التغيير الوزاري بالأمر الإيجابي لتدارك ما فات.
وأضاف مؤكدا على أن الوزارة الجديدة الآن “أمام تحد كبير” ، بخصوص التباين في طريقة التدريس، “ما يجعلها الآن مضطرة إلى إيجاد تدابير متباينة تناسب كل فئة على حدة؛ نظرا للفوارق الشاسعة بين التخصصات، فهي الآن مطالبة بوضع خريطة الطريق لتدارك الأزمات التي خلَّفها كل من الوضع السياسي السابق، والحالة الاستثنائية التي وقعت فيها الجزائر”.