لقد ولد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من رحم الوطن، وقد كان مخاضه عسيرا من خلال المراحل المتنوعة التي مر منها إلى حين اشتد عوده وتصلب و بلغ أشده ورشده بعد أن أدى ثمنا باهضا لذلك، تمثل في مطاردة المناضلين واعتقالهم وتعذيبهم واغتيالهم..لذلك فالمساس بذاكرة أوطم وبمناضلي أوطم وبالتراث التاريخي له هو إهانة للحركة الطلابية المغربية التي ما يزال جرحها غائرا نتيجة السياسات التخريبية المستمرة لضرب الطالب ومحاولة طمس كل ما يربطه بذاكرة أوطم النضالية.
كما أن التداعيات التي كانت سببا في تأسيس أوطم ما تزال نفسها سارية..لذلك سيظل أوطم حاملا للمشعل ووفيا لدماء مناضليه ولن يذهب نفس كل مناضل صدع بكلمة حق من داخل حلقيات أوطم هباء.
إن حملة أوطم: الاستهتار بالشباب والجامعة..استهتار بمستقبل الوطن. لها سياق ودلالات. وقد تمت الإشارة إلى بعضها في بيان الحملة الصادر عن الكتابة العامة للتنسيق الوطني الأوطامية، لكن الشيئ إذا تكرر تقرر..
طحن الشهيد محسن فكري:
لقد وجد الاتحاد من أجل الدفاع عن الوطن دحرا للاستعمار الخارجي وممانعا للاستبداد الداخلي سواء داخل الجامعة أو خارجها، ولعل قتل الشهيد محسن فكري كان له تأثير كبير في نفوس الشباب وحضور داخل الساحة الجامعية من خلال الطريقة البشعة التي قتل بها على مرأى ومسمع كل مشاهد ومتتبع، لذلك كان الاتحاد ولا يزال حاضرا في الوقفات الاحتجاجية التنديدية بقتل الشهيد والمطالبة بمحاكمة كل المتورطين في قتله، وسيظل حاضرا إلى جانب كل الشهداء والمعتقلين الشباب حتى يتم إستعادة كرامتهم.
الاستمرار في تخريب التعليم:
إن استمرار الدولة في الاستهتار بالتعليم من خلال السياسات التخريبية المتبوعة بالحقنات المسكنة، ليزيد من احتقان الوضع التعليمي بالوطن أكثر من ذي قبل، والاتحاد لطالما ندد ولا يزال لم يمل من التأكيد على أن استمرار الدولة في نهج نفس الأساليب لأزمة التعليم لن يزيد الطين إلا بلة وما الخطوة الأخيرة القاضية بالمصادقة على مشروع القانون الاطار للمنظومة التربوية المتعلق بإلغاء مجانية التعليم في السلكين العالي والثانوي إلا استمرار في الاستهتار بالتعليم وبمستقبل الشباب وما ستخلفه من ردود من قبل الطلبة سيكون مغايرا لما هو كائن.
تفويت مقر أوطم:
إن محاولة الدولة تفويت مقر أوطم لهو ضربة لتراث تاريخي لماضي الاتحاد وضرب لذاكرته النضالية وإهانة للمناضلين والشهداء ولطلبة المغرب ككل، وقد قام الاتحاد في هذا الصدد بإصدار بيان تنديدي لهذه الخطوة بتاريخ 25/10/2016 دعى فيه كل المكونات الطلابية للتصدي لهذه المحاولة البئيسة التي تنم عن حقد دفين للاتحاد داخل النظام السياسي المخزني من خلال رغبته في طمس المعالم التاريجية لأوطم لكن مناضلي هذا الأخير ما زال بجعبتهم الكثير فيما يخص التصدي لهذه المحاولة الفاشلة.
أوطم أقوى مما كان:
إن الدلالة الأخيرة للحملة يمكن إجمالها في أن أوطم بات أقوى تنظيميا ومؤسساتيا وبشريا مما كان بسبب الالتفات الجماهيري الطلابي عليه من داخل الجامعات بربوع الوطن، وأكبر دليل على ذلك هو الاستجابة الجماهيرية لأي نداء ودعوة من قبل قيادة الاتحاد، التي يتلو ها تفاعل ميداني آني يطبعه التخطيط الجيد والتنزيل المحكم ولهذا دلالة قوية لحاضر و مستقبل الحركة الطلابية بالمغرب.
بقلم: سعيد غزالة