تذكروا الرقم 15
عرف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب منذ بداية التسعينات و بالضبط في سنة 1992 تنظيم الملتقيات الطلابية الوطنية لأهداف التواصل ، فقد أثبتت هذه المحطات نجاعتها في مد جسور التواصل بين مختلف طلاب جامعات المغرب و بين طلاب المغرب و بعض طلاب دول أخرى ( تونس – الجزائر –السنغال – فلسطين – موريتانيا …) ، و تبادل التجارب على مستوى الفعل النقابي داخل الجامعات و كذا الاسهام في خلق جو ثقافي و فني بعيد كل البعد عن ما تنتجه آلة المخزن من سفه و قلة ذوق .
استمرت مسيرة الملتقيات الطلابية الوطنية في الانتقال الزماني و المكاني حتى بلغت زمانا عرف حركية كبرى على جميع المستويات و الأصعدة داخل الحركة الطلابية المغربية ، ابتدأ سنة 1999 بتأسيس لجنة التنسيق الوطني و انتخاب أول كتابة عامة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب ، و مر بسنة 2001 التي شهدت دعوة الكتابة العامة من داخل كلية الآداب بجامعة محمد بن عبد الله فاس كل الفصائل الطلابية و جميع الطلاب داخل المغرب و خارجه إلى المشاركة في عقد المؤتمر الاستثنائي الذي علق بعد ذلك نظرا لبزوغ أمل التوافق الشبيبي باجتماع جل المنظمات الشبابية في ندوة نظمت من طرف أسبوعية الصحيفة و اجماعها على الملف المطلبي الوطني ، وكذا خروج كل المكونات عن صمتها وتعبيرها عن استعدادها للعمل المشترك الذي لا يقصي أحدا .
و في خضم كل هذه الوقائع و الأحداث التي بصمت تاريخ منظمة الاتحاد نظم في الفترة الممتدة بين 24 فبراير و 01 مارس سنة 2003 الملتقى الوطني الثامن بجامعة المولى اسماعيل – مكناس و رفع له نفس شعار المؤتمر الاستثنائي – “كرامة – تعليم – حرية … حقوق تؤطر نضالنا” – لينخرط عدد كبير من طلاب و طالبات مختلف المواقع الجامعية في إنجاح برنامجه بالنقاش و الاسهام في طرح أفكار و إرسال رسائل لمن يهمهم الأمر لأجل النهوض بواقع التعليم المغربي .
بعد ما يزيد عن 14 سنة ستستضيف نفس الجامعة الملتقى الطلابي الوطني في نسخته 15 في سياق أقوى ينبئ أن هذه المحطة سوف تكون ساخنة خصوصا أن ظرفية التنظيم تأتي بعد ما تشهده الساحة التعليمية من ارتدادات خطيرة تجلت في إجهاز الدولة على جميع المكتسبات بتبينها سياسة الأرض المحروقة – الترسيبات و الإعفاءات و خوصصة التعليم و … – و تأتي كذلك بعد ما يشهده الوطن من حراك اجتماعي متزايد ظهر أن من يقوده و يضحي لأجله هم شباب وشابات تخرجوا من قلعة النضال – الجامعة – .
ستحضى جامعة المولى اسماعيل – مكناس بشرف احتضان الملتقى و حق لها فالتاريخ يسجل أنها كانت دائما على موعد مع التاريخ بفضل مناضليها الذي سطروا أسماءهم بمداد من ذهب في صفحات ذاكرة الاتحاد و لايزالون .
في الأخير أوجه رسالة إلى كل الوفود القادمة من جميع كليات المغرب تذكروا الرقم 15 فإنه سيبقى مطبوعا في أعماق أعماق ذاكرتكم و قلوبكم سيبقى رقما مرتبطا بمحطة تعلمتم فيها الكثير الكثير .