بيان الحملة الوطنية للاحتجاج: الاستهتار بالشباب و الجامعة، استهتار بمستقبل الوطن
بيـــــــــــــــان
الاستهتار بالشباب و الجامعة، استهتار بمستقبل الوطن
تابعنا في الكتابة العامة للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بشكل دقيق خلال لقائنا الأخير أهم ما طبع وضع الجامعة المغربية منذ الدخول الجامعي، كما نحن بعين كذلك على واقع قضايا مجتمعنا المغربي، الذي تميز مؤخرا بعودة الاحتقان الشعبي إلى الشارع تعبيرا عن السخط المتزايد نتيجة سياسات الريع المنتهجة من طرف المؤسسات الرسمية و التي تزرع اليأس في نفوس الشباب وباقي فئات المجتمع الفقيرة، بتوسيع الفوارق بين شرائح المجتمع. أما بخصوص القضية التعليمية فالمرحلة تتسم بتمدد أزمة المنظومة التعليمية، بعد الإعلان الرسمي عن فشل مسلسلات الإصلاح و تعاقب التدابير الترقيعية التي لا تزيد الوضع إلا تأزما من خلال جعل القطاع محكوما بسياسة الاستثمار وفتح أبوابه على الشركاء الاقتصاديين، إيذانا بخوصصته في أفق أن ترفع الدولة يدها عنه بشكل كامل، دون أيما اهتمام بالاختلالات الكبيرة المتعلقة بالجوانب التنظيمية والبيداغوجية، من اعتماد برامج ومناهج لا تتلاءم مع هوية المجتمع كما طبيعة سوق الشغل، ناهيك عن مشاكل البنيات التحتية العاجزة عن استيعاب التحولات الديمغرافية، التي تفرض اكتظاظا مهولا في كافة أقسام الأسلاك التعليمية .
هذه الاختلالات في السياسة التدبيرية للقطاع برزت تجلياتها في العديد من الاحتجاجات التي همت فئات واسعة و مختلفة، فبعد الأساتذة المتدربين والطلبة الأطباء، يطفو على السطح ملف خريجي البرنامج الحكومي 10000 إطار، وملف طلبة المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، وملف المدرسة الوطنية العليا للكهرباء والميكانيك …، ينضاف إلى هذا عزم الحكومة تفويت المقر التاريخي للاتحاد الوطني لطلبة المغرب لوزارة الشباب والرياضة، وهو الأمر الذي اعتبر محاولة للإجهاز على رمز من رموز ومكتسبات الحركة الطلابية المغربية وإرثها النضالي الكبير.
إننا في الكتابة العامة للجنة التنسيق الوطني لأوطم، بناء على عشرات الملفات الاحتجاجية اليومية التي يسهر مناضلو الاتحاد على تأطيرها بمختلف الجامعات المغربية، احتجاجا على المشاكل البيداغوجية، والتأخر في فتح الأحياء والمطاعم الجامعية، ومشاكل النقل وتأخير المنح، بعد مرحلة استقبال الطلبة الجدد التي أبلوا فيها البلاء الحسن وتصدوا لهذه المهمة تحفيزا وتوجيها وترشيدا، رغم تخلف إدارة الجامعات الدائم عن القيام بها.واستحضارا لما يعرفه المجتمع عموما والجامعة على وجه الخصوص من احتقان، نعلن للرأي العام ما يلي:
- إدانتنا للجرائم المخزنية في اغتيال مستقبل شباب الوطن من خلال كل سياسات الإقصاء والتهميش.
- تعازينا الصادقة لأهل الشهيد محسن فكري، سائلين المولى عز وجل أن يتقبله في زمرة الشهداء.
- تحميلنا الدولة كافة المسؤولية عن التردي الخطير الذي تعرفه المنظومة التعليمية ببلادنا.
- رفضنا لسياسة الدولة الساعية للتملص من مسؤولياتها اتجاه قطاعي التعليم و الوظيفة العموميين تنفيذا لتوصيات المؤسسات الدولية المانحة.
- تضامننا المبدئي مع حراك الفئات الطلابية والشبابية التي تناضل من أجل حقوقها المشروعة (الأقسام التحضيرية، المدارس الوطنية للعلوم التطبيقية، المدرسة الوطنية للكهرباء والميكانيك، كليات الطب، الأساتذة المتدربون، 10000 إطار تربوي…)، والشعب المغربي عموما.
- دعوتنا كافة المكونات الطلابية و الحقوقية و السياسية و مكونات المجتمع المدني، إلى الوقوف صفا واحدا ضد سياسات العبث و الإستهتار بمستقبل الجامعة خصوصا و شباب الوطن عموما.
- إطلاقنا حملة وطنية بمختلف الجامعات المغربية من 21 إل 26 نونبر الجاري للتنديد بسياسات الدولة اتجاه الجامعة و الشباب، تحت شعار:” الاستهتار بالشباب و الجامعة، استهتار بمستقبل الوطن“، بكل الأشكال الاحتجاجية السلمية والمسؤولة.
و دمتم و دمنا للنضال أوفياء
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
الكتابة العامة للتنسيق الوطني
الرباط في 17 نونبر 2016