تخطى إلى المحتوى

النظام أسقط الشعب

 
 
جلست اليوم أتأمل الوضع الذي يعيشه الوطن العربي عامة والمغرب بشكل خاص من فشل على مستوى السياسات العمومية، حاولت ما أمكن أن لا أكون متشائمة. تذكرت سنوات الإحتجاجات الشعبية أو ما يصطلح عليه بالربيع العربي، الذي كان زلزالا ضرب بقوة أسطقت بعض الكراسي وزعزعت أخرى. كانت من بين أهم الشعارات التي رفعت أنذاك هي الشعارات المطالبة بالكرامة والحرية والعدالة الإجتماعية، وهي أبسط ما يمكن أن يضمن للإنسان عيشا كريما كباقي البشر. لكننا اليوم نجد العكس أن العكس هو الذي حدث، ففي المغرب مثلا وبعد الخريف العربي الذي إختزلته الإنتخابات الصورية و الدستور الممنوح زاد الطين بلة، وصار التغيير الذي وعد به الشعب ليخمد من جماهريته مجرد وهم لا أكثر. ففهم الشعب جيدا أن الحكومة ليست إلا مجرد كراكيز لا يمكن أن تتحرك إلا بوجود أيد تختفي وراء الستار. ونقول هنا أن النظام قد أسقط الشعب. أسقط الشعب في مستنقعات الظلم والحكرة والأحكام الباطلة التي أدت بشباب خرجو للإحتجاج السلمي إلى سجون الذل والعار، أسقط النظام الشعب بالزيادات التي لا تنتهي في كل شيء دون إستثناء وهو ما يخترق جيوب المواطنين الغارقين في الديون من أجل قفص للسكن وطعام لسد رمقهم، أسقط النظام الشعب بمنظومة تعليمية فاشلة تترقع يوما بعد يوم بقوانين تزيد من فشلها، ولا أدل على ذلك من ترتيب المغرب في ذيل قائمة الدول على مستوى التعليم. أسقط النظام الشعب بالإرتفاع المتزايد للبطالة والأجور الزهيدة التي تتقاضاها الشغيلة العاملة بالمغرب، والإستغلال الشنيع للقطاعات الخاصة التي تجعل من العمال عبيدا أو آلات لخدمة مصلحة الطبقة المخملية صاحبة الرأسمال. أسقط النظام الشعب بقتل الأمل والأحلام في آلاف الشباب الذين ركبوا قوارب للهجرة بحثا عن وطن أفضل لتتلقفهم أمواج البحر بأحضانها الباردة وألقت البعض منهم على جوانب الشواطئ بينما احتفظت بآخرين… هنا توقف تفكيري ورف قلمي وجفت أسطري قبل أن تجف عيون أمهات ترى أبنائها وقد تخرجو أطرا وها هم يجلسون في أحد الغرف في وحدة قاتلة….

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *