بقلم الطالب: عثمان أنجا
يعتبر الحق في التعليم من الحقوق الأساسية التي كفلتها جل القوانين والمواثيق الدولية بما فيها الاعلان العالمي لحقوق الإنسان، و التشريعات الوطنية المغربية وعلى رأسها الدستور المغربي؛ و القانون الأسمى والسند الذي تنبثق منه باقي القوانين. غير أن حال الطلبة الثلاثة المطرودين بأكادير والمحرومين من حقهم الأساسي في التعليم، الشيء يتعارض وبشكل كلي مع نصوص القوانين السالفة الذكر.
فبعد أن قضى الطلبة ما لا يقل عن عقد ونصف من حياتهم في مختلف المؤسسات التعليمية آملين في مستقبل يساهمون فيه بعلمهم، بتكوينهم، بعملهم في بناء مغرب الغد، مغرب التقدم والإزدهار، مغرب الكرامة والحرية، بين عشية و ضحاها تفاجأ الطلبة كما تفاجأ الجميع بعد كل التضحيات الهائلة المادية، النفسية منها والمعنوية. فقد أفنى هؤلاء الثالثة جهدهم، وقتهم، علمهم، مالهم، في خدمة طالب العلم. بقرار طردٍ نهائي، أقل ما يقال عنه أنه قرار ظالم وفاقد للشرعية والمشروعية، ليكون بمثابة إقبار لمسارهم الدراسي ومستقبلهم التعليمي، واتسهدافا آخر ينضاف إلى موجة الإستهدافات التي تطال كل حر وغيور على حرمة هذا الوطن.
وها هم الآن قد أكملوا شهرين متتابعين بالتمام و الكمال في معتصهم، معتصم العز والرجولة ، معبرين عن نضجهم ومستواهم العالي الأخلاقي والخلقي، مقديمن النموذج الحقيقي للطالب المناضل الحر الأبي والقدوة الحسنة في الدفاع عن حقوق الطلبة باستماتة مهما كانت الكلفة والثمن.
في حين أبت الجهات المعنية إلا أن تضع نفسها أمام إختبار ووضع صعب مفضلة الصمت والركون في ملفٍّ أجمع الجميع على بطلانه ومظلوميته ضاربة عرض الحائط كل ما رفعته من مخططات ومشاريع وشعارات عوض أن تذهب في إتجاه إعادة الطلبة الى مكانهم الطبيعي بجانب زملائهم في الدراسة حفاظا على ماء الوجه إن كان للوجه ماء.
لا يمكن لنا إطلاقا بإعتبارنا طلابا نطمح لمستقبل مشرق وغد أفضل أن نختار ما اختارته الجهات المعنية من صمت وركون، النضال سبيلنا ولو كان الطرد مصيرنا، وما يتعرض له الطلبة الثلاثة من ظلم يحفزنا أكثر على المضي قدما في الدرب الذي اخترناه واعين بثمنه وعواقبه، معركتنا مستمرة ونفسنا طويل إلى أن ينقطع، أعيدوا الطلبة إلى مقاعدهم وكفوا عن صب الزيت في النار.