المناظرة التعليمية السادسة : سبب فشل التعليم بالمغرب مرده إلى تحكم الاستبداد في القرار التربوي
وسط حماس جماهيري كبير و وعي طلابي عال، انطلقت أشغال المناظرة التعليمية السادسة للتعليم العالي تحت عنوان: “ مستقبل الجامعة المغربية بين المقاربة الرسمية و انتظارات المجتمع “ ، افتتحت المناظرة الدكتورة أمينة بوسعداني التي فصلت في السياقات التي تحكم الوضع التعليمي الراهن، انطلاقا من السياق العام : “ يتميز السياق العام باستشراء الفساد في جميع مؤسسات المجتمع، و يتميز باستمرار الزواج بين الثروة و السلطة”، كما “نعيش دينامية كبيرة في المجتمع المغربي تعكس احتقان الشعب بجميع الفئات”، مرورا بالسياق الخاص: “لا شك أن الأزمة العامة التي يعيشها المغرب لا بد بالضرورة أن ينعكس على قطاع حيوي كالتعليم “، هذا السياق الذي يتميز ب “ اعتراف رسمي بوجود الأزمة و التهرب من فضح المسؤولين الحقيقيين في أي حال من الأحوال “، وصولا للسياق الأخص الذي يعطينا سمات عامة : “إرتهان قراراتنا بالخارج في ظل التبعية للمؤسسات المالية مما يجعل الفاعل المغربي لا يتحرك إلا في إطار الاشارات والمبادرات الفوقية ”، في المقابل “ كل النقاشات الآنية هي نقاشات مسيسة و مسقفة مسبقا “، كما ذكرت ملاحظات شكلية “ يتميز بمحدودية القانون التشريعي “، “ اللغة المستعملة فيه هشة إنشائية وليست قانونية وتحتمل تأويلات متعددة ولا تحدد المسؤوليات بدقة.“، و “ غياب قواعد ملزمة و آجال مضبوطة “، إضافة إلى الملاحظات الجوهرية “ بناء المشروع على الميثاق الوطني الذي يعرف اختلالات كبيرة “، “ الإطار يضرب أحد مكونات الهوية ضربا مباشرا و يكرس التبعية اللغوية للمستعمر السابق من خلال التناوب اللغوي”، ليؤكد الدكتور مصطفى شكري أن “ أي نقاش حول التعليم لا يستحضر المقاربة السياسية هو سير في الاتجاه المعاكس “،كما أشار إلى أن “ القانون في صياغته يغلب المقاربة التقنوية” و “ ما يقع في التعليم هو جريمة ضد الإنسانية، وسبب فشل التعليم بالمغرب مرده الى؛ تحكم الاستبداد في القرار التربوي، الخضوع للإملاءات الخارجية،غياب مشروع مجتمعي”، و أكد على أن “ التعليم أداة من أدوات الدولة للتحكم الاجتماعي من أجل صناعة المواطن الصالح لها”، و أن “ هذا القانون سوف ترهن التعليم كما يريده الحكام لمدة زمنية طويلة”، و ختم مداخلته بخلاصتين : “ نحن بصدد مشروع قانون غير دستوري، غير قانوني، غير شعبي، غير تربوي، غير علمي، و غير وطني “، “ يراد للتربية أن تتحول إلى صناعة، و المدرسة إلى مقاولة، و المتعلمون إلى زبناء، و المعلمون إلى أجراء “.
و جوابا على سؤال الطلبة حول الحل المناسب للمشاكل التي تتخبط فيها المنظومة التعليمية تجيب الكتورة أمينة بوسعداني قائلة ” الحل هو مدخل سياسي لن يأتي إلا بقطيعة مع السلوكات السابقة و بناء سلوكات جديدة و الترفع عن الاديولوجيات و الحس العالي بالمسؤولية هو الطريق نحو التوحد”، و يضيف الدكتور مصطفى شگري ” الحل هو فك رقبة التعليم العالي من الاستبداد و فتح نقاش وطني شعبي لبناء جبهة موحدة “،. مضيفا:” المستقبل أنتم و أنتم المستقبل “.