الشباب بين ألم الحاضر وأمل المستقبل
لا تقوم الأمم إلا بهمم الشباب العالية و الأخلاق الراقية و العقول النيرة التي تسهم في بناء مستقبل يافع و زاخر للأمة و صنع كرامتها و عزتها، فهذه الأجيال بما تملك من طاقة وقدرة على الإنتاج قادرة على تطوير الأمة وإخراجها من براثين الإنحطاط باعتبارها فئة قوية وحيوية، وإلى هذا تسعى الدول التي تحترم إرادة الشعوب بالتوجيه الحسن إلى خلق الفرص والبحث عن المواهب وتحرير الطاقات التي من أجلها أن يخطوا البلد خطوة خطوة نحو الرقي والتقدم.
نعود بكم إلى بلدنا الحبيب الذي قبع الأصوات الأبية وزج في السجون خيرة أبناءه ،إذ أنه من المؤلم أن ترى ربيع هؤلاء الفتيان يتلاشى مع خريف هذا الوطن الجريح، حيث ينحرف الشباب ويسلكون مسالك فتاكة لاحول لهم بها ولا قوة.
إن استشراء الفساد والإستبداد بكل أنواعه الذي يهمش قدسية الفرد وحريته،ليبين حجم الإهتراء بهذا الشعب المكلوم ، حيث الإحصاءات تنذر بما آل إليه وطننا الجريح، إذ تبلغ البطالة مستويات مخيفة يجب أن تؤخذ على محمل الجد، إذ تطاول مستوى البطالة أكثر من أربعة من شبان المدن من أصل عشرة أي مايقارب 42 في المائة من شباب المدن، أضف إلى ذلك نسبة الأمية التي تبيد أكثر من 11 في المائة على الصعيد الوطني، ومستويات الهدر المدرسي الذي كشف عن أرقام صادمة بخصوص واقع النظام التعليمي بالمغرب بحيث غادر مايقارب 61 ألفا و1431 تلميذ مقاعد الدراسة خلال السنة الماضية، وهذا ليس ببعيد عن دولة “تحترم نفسها وتخدم شعبها” ،بل أصبح الشغل الشاغل لشباب هذه الأمة الهروب من الواقع المرير والتفكير بالهجرة إلى الخارج لتحقيق ما عجز عنه بلدهم الحبيب، والأمثلة عديدة في هذا الباب.. فكل هاته المشاكل تنفك إن أعطيت فرصا للشباب وتظافرت الجهود من أجل ضمان مستقبل شبابي ذو أخلاق نبيلة و قادر على حمل عبئ هذه الأمة.
بقلم الطالب أحمد منصف