“الاستثناء المغربي” في التعليم عن بعد: اختلال وارتجال
بـقـلـم الطالب: عثمان أنجا – عضو المجلس الوطني لأوطم
من أبرز العاهات التي خلفها تدبير الوزارة الارتجالي منذ بداية الجائحة للتعليم عن بعد في أغلب الكليات، هو النقص الكبير في التكوين الذي “تلقاه” الطلبة خلال هاته المرحلة. إذ يعتبر الطلبة الجدد الفئة الأكثر تضررا؛ كونهم لم يتمكنوا من التأقلم مع واقع الجامعة لحد الآن، الشيء الذي جعل استيعابهم للدروس الموضوعة في المنصات الافتراضية محدودا جدا، خصوصا الشُّعب التي تدرس باللغة الأجنبية، دون الحديث عن صعوبة وإمكانية الولوج لهاته المنصات والمشاكل التقنية التي تعتريها.
هذا الواقع سيفرض ثلاث إشكالات محتملة:
الأولى، عدم تمكن هذه الفئة من اجتياز الامتحانات والنجاح في الوحدات، ما يعني ضياع نصف سنة من عمرها وتكرار الوحدات (إن عادت الأوضاع في الأسدس الثاني كما كانت عليه سابقا، وإلا سنتحدث عن سنة بأكملها).
الثانية، نجاح هذه الفئة في الوحدات رغم عدم تمكنها فعليا منها، إما بسبب التخفيض في مستوى الامتحانات والتسهيل في تصحيحها، أو بطرق أخرى غير لائقة يكون الغش أولها،.
أما الإشكالية الثالثة، فـتتمثل في لجوء البعض إلى تغطية الخصاص الحاصل عبر حصص الدعم مدفوعة الثمن، وهذا أمر ليس في استطاعة عموم الطلاب، وحصيلة ذلك في الأخير هو ضرب مبدأ تكافؤ الفرص عرض الحائط.
أمام كل هذا ودون الخوض في تفاصيل الفئات الأخرى، يبقى تكوين الطلبة تكوينا مشوها منقوصا غير سليم، ستكون له انعكاسات حادة على المستوى القريب، المتوسط والبعيد، تتحمل مسؤوليته الوزارة الوصية ويذهب ضحيته آلاف الطلبة. ليبقى المغرب بامتياز “بلد الاستثناء” إلى ما شاء الله، ويبقى الرهان معلقا على الطلبة من خلال الإطار العتيد الذي كان ولازال الصرح الذي يقف أمام كل المخططات المشؤومة الى جانب السادة الأساتذة.