أي نتيجة تُنتظر من “إصلاح” تم تغييب باقي مكونات القطاع عن تدبيره
بقلم الطالب: محمد بولازروك
بالحديث عن وضعية التعليم بالمغرب فلا يسعنا إلا التكلم عن صفتي الارتجالية والاستعجالية التي ميزتا تدبير منظومة التعليم في حل الأزمات ومعالجتها خلال العقدين الأخيرين، وبالأخص أثناء أزمة كوفيد 19 التي اعتبرت فترة استثناء.
ارتجالية في مواقف تحتاج الحكمة ومشاركة ذوي الخبرة بالميدان وهذا الذي لم تلقي له الوزارة الوصية بالا، استعجال في تنزيل القرارات والمخططات التي لم تدرس بعقلانية وتقدم رؤية واضحة لمعرفة الهدف منها وأي نتائج يمكن أن تفرزها..
لا شيء يتوقع لهذه المخططات غير الفشل لأن الأمور أسندت لغير أهلها. أضف إلى هذا استجلاب تجارب منظومات تعلمية أجنبية من بيئة خصبة إلى بيئة جرداء قاحلة.
لا مجال للمقارنة بينهما!!
وهنا الحديث عن نظام البكالوريوس الذي أصبحت الوزارة تتغنى به صباح مساء لتنزيله إلى الجامعات المغربية العمومية بداية الموسم القادم 2021/2022 دون توفير الظروف المواتية لتزيله وإنجاحه وهنا نرى بوضوح المعنى الحقيقي للاستعجالية، والتلاعب بمصير أجيال ستعرف إعاقة في النمو التعلمي التعليمي بسب ضبابية هذا النظام.
من ما زاد الوضع سوء ما عرته أزمة كورونا عن وضعية التعليم بالمغرب ككل وخاصة عند إعتماد عملية التعليم عن بعد، هو الآخر تجربة جديدة على المنظومة التعلمية التي لا تعرف إلا التنويع في أسماء المخططات والروئ “اللإصلاحية”.. هذا الأخير أفرز لنا تعليم أعرج خاصة بالجامعة العمومية.
أتى وجلب معه المشاكل الكامنة في عدم توصل العديد من الطلبة بالمحاضرات وضعف صبيب الانترنيت والاستنزاف المادي للطالب في غياب “المنحة” وتأخرها و الأكثر من ذلك هو ضعف التكوين لدى بعض الأساتذة في الجانب المعلوماتي الذي هو الطريقة الأنجع في التعامل مع هذا النوع من التعليم، وكذا غلق الأحياء الجامعية التي تركت الطالب بين مطرقة السماسرة وسندان الشارع الموحش.
خبط عشواء سارت فيه المنظومة طيلة الأزمة والضحية فيه الطالب. ونذكر بقول الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم(رحم الله عبدا عمل عملا فأتقنه) صدق رسول الله وكذبت الوزارة الوصية.
نستغرب لما الارتجالية والخروج من حفرة والسقوط في مستنقع!! ولماذا الوزارة المسؤولة تجنبت إشراك الخبراء التربويين ذوي الخبرة بالميدان وكل من قدم حلول وأفكار حكيمة تصلح لحل الأزمة وفضلت البقاء منطوية على فشلها دون التمسك بالأيادي الرحيمة التي مدت لها؟؟ أقل مايمكن قوله أن الوزارة نهجت سياسة <كور وعطي العور> رغم تراكم التجارب وعدم الاستفادة من زلاتها السابقة وأن الاصلاح الذي تنشده للجامعة المغربية هو إصلاح (جرب صدق هو هذاك ماصدق جيب واحد أخر) كأن الطالب المغربي فأر تجارب..
لم نر من الاصلاح إلا الفواجع المؤلمة ونشوء أجيال مبتورة الوعي وذات عاهات تربوية تعليمية وتعلمية تنخر فكر الناشئة. كل هذا راجع إلى الخطوات غير المحسوبة التي لم يأتي من وراءها إلا الألام والأزمات أول من سيعاني منها الدولة نفسها ثم أبناء الجامعة العمومية برمتها.