أسامة حمدان: “إننا اليوم أمام حقيقة مهمة أن التطبيع مع هذا الكيان لا يمكن أن يوفر حماية للمطبعين”
عندما تحدث أسامة حمدان إلى طلبة المغرب في زمن الطوفان
استضافت الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب يوم الجمعة 22 مارس 2024 القيادي البارز في حركة المقاومة الإسلامية حماس أسامة حمدان ضمن ندوة سياسية نظمتها عبر تقنية التناظر المرئي تحت عنوان: “أي دور للشعوب والحركات التغييرية والنخب المجتمعية في الاستثمار الاستراتيجي لطوفان الأقصى”.
بُثَّت الندوة السياسية عبر الصفحة الرسمية للاتحاد على الفيسبوك بحضور جمعٍ من التوجهات السياسية المناصرة للقضية الفلسطينية. ويأتي تنظيمها بهذا الشكل تزامنا مع المنع الذي عرفه ملتقى القدس في نسخته السادسة، ليؤكد طلبة الاتحاد على موقفهم التاريخي تجاه القضية الفلسطينية ويثبتوا أن برنامج الملتقى لا زال مستمرا، وذلك كما أقر مسؤول العلاقات الخارجية للاتحاد الطالب عدنان ندير في كلمته خلال الندوة الصحفية المنعقدة على خلفية المنع مؤكدا أن “للاتحاد وسائله في تصريف محتوى البرنامج الذي سُطر للملتقى رغم المنع والحصار”.
افتتح عضو المكتب السياسي لحركة حماس وممثلها بلبنان كلمته بالحديث عن أهداف معركة طوفان الأقصى والمقاصد الاستراتيجية التي ترنو المقاومة الفلسطينية بفصائلها المختلفة إلى تحقيقها لتكون بداية تحرر وتحرير لأرض فلسطين من الكيان المغتصب.
واعتبر القيادي أسامة حمدان أن معركة طوفان الأقصى أنفذت لحدود اللحظة إلى رسم أبعاد ومآلات لخصها في نتيجتين استراتيجيتين؛ مشيرا بذلك إلى الهزيمة الاستراتيجية التي لحقت بالعدو الصهيوني والتي عبَّر عنها حمدان “بالفشل الأمني والعسكري والاستخباراتي يومَ نجحت المقاومة في العبور إلى الأراضي المحتلة سنة 1948”. كما أشاد القيادي البارز بصمود وصبر الشعب الفلسطيني على ضعف إمكانياته أمام آلة التجويع والتقتيل، قائلا بأنه “يقدم نموذجا مميزا وأسطوريا في الصمود والثبات والصبر على البلاء والالتفاف على المقاومة”.
وفي نفس الصدد، أكمل المتحدث ذاته في عرض حجم الضرر الذي تكبله الكيان من وراء طوفان الأقصى، والذي بدا على حد قوله “عاجزا ومتخبطا عن خوض المعركة دون اللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكية”. وارتباطا بالدعم الذي يتلقاه المحتل الصهيوني من طرف الإدارة الأمريكية والدول الغربية، أوضح أسامة حمدان بشكل تفصيلي واجب الأمة والنخب السياسية والمجتمعية للتحرك الضاغط بكل الأساليب المتاحة سياسيا واقتصاديا من أجل وقف إجرام الكيان الصهيوني.
ولم يكتفِ القيادي في حركة حماس وعضو مكتبها السياسي بهذا، بل فصَّل في مسألة ثانية فيما يترتب على النخب والجماهير الشعبية من ضرورة توجيه “طاقة فعلية وحقيقية” لدعم المقاومة ومساندة كفاح الشعب الفلسطيني بما “يحدث نقلة نوعية في المواجهة”.
وأضاف في السياق نفسه، أن الطوفان أعاد الصراع إلى تكافؤ السلاح والعتاد موضحا الوضع الاقتصادي لغزة المحاصرة 17 عاما والتي استطاعت بقدرتها العسكرية فرض معادلة جديدة، في إشارة منه إلى التطور الذي يمكن أن تحدثه المقاومة على مستويات عديدة بمساندة الدول العربية والأمة ونخبها والوقوف في صف واحد لتعزيز القوة واجتثاث العدو الصهيوني من المنطقة؛ الأمر الذي عبَّر عنه أسامة حمدان بأن المعركة تحتاج “إلى دعم نوعي إضافي يرفع من وتيرة القدرة في تحقيق الهزيمة في ساحة العدو”.
ومع الهَّبة البئيسة التي تعرفها الأنظمة السياسية العربية لتوقيع اتفاقيات التطبيع مع الكيان الإسرائيلي، وسط رفض شعبي واستنكار صارخ لكل القوى المجتمعية؛ قال الزعيم السياسي أسامة حمدان بصيغة واضحة “إننا اليوم أمام حقيقة مهمة أن التطبيع مع هذا الكيان لا يمكن أن يوفر حماية للمطبعين”، وهو الشيء الذي أثبته الطوفان بكشف الوهم العسكري والقوة الأمنية الضاربة التي سوَّق المحتل لامتلاكها، فقد قال حمدان في نفس الطرح “كيف لكيان لا يملك القدرة لحماية نفسه أن يوفر حماية أمنية للآخرين!”.
وأوضح ذات المتحدث أن تسطير برامج تحرر حقيقية من وجود الكيان المغتصب تعتبر من أولويات المرحلة إلى جانب إسقاط عمليات التطبيع، والتي تَبين من عملية طوفان الأقصى أنها “عبء على المطبعين ولا تمثل لهم امتيازا أو إنجازا”.
وختم صاحب الكلمة القوية القيادي السياسي أسامة حمدان حديثه بتوجيه رسالة إلى القوى الحية بالأمة وحركاتها المجتمعية وشبابها المعطاء، بأهمية تنشئة جيل قادر على مجابهة الاستعمار العالمي والتحرر من القيود والضغوط التي يفرضها منطق القوة والاستكبار والتجبر.