
أولا : لا بد لنا إدراك حجم المسؤولية التي تقع على عاتقنا كوننا طلبة علم ، طلبة رسالة الى الإنسان ، بالبحث عن السبل للإنعتاق هذا الإنسان من جحده الذي شكلته المادية الفارغة فصار وحشا بعيدا عن الشعور و الإحساس بإنسانيته فإدراك الطالب لذاته انه طالب علم و حامل رسالة و طالب حق و خبز أمر هام للإنعتاق من الإنتظارية . وقد خبرنا الله في كتابه عن مكانة العلاماء في قوله تعالى:وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طـه:114 وقوله تعالى:قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر:9] وقوله تعالى:يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات [المجادلة:11] وقوله تعالى:شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ آل عمران:18] وقوله تعالى:وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران:7] وقوله تعالى:إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء[فاطر:28. وفي نفس السياق يحدثنا الله التعالى عن حكم من كتم عن الناس العلم مع حاجتهم إليه وما أحوجنا اليه في عصرنا لبيان لعامة الناس لحقوقهم وليس الاقتصار هنا على علوم العبادات و انما كل العلوم النافعة للناس بما فيها العلوم الإنسانية و القانونية ، فقد ارتكب ذنباً عظيماً لقوله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون). البقرة:159
ثانيا : بعد إدراك الطالب لدوره المنوط به داخل مجتمعه كونه صاحب رسالة خالدة يأتي الفعل وهي المبادرات الطلابية التي تسعى الى التحرر من الجاهزية بما فيها المعارف المقدمة لنا في صفوف الدرس بإنشاء حلقات للبحث و المعرفة بغيت البحث عن المعرفة النافعة التي تساعد الأمة على التحرر ونشرها في وسطنا الطلابي فكم من طالب علم كان نابغة زمانه وسابقا لعصر فأولى ان يفيد من معه .
تالتا : لا يستقيم العلم دون عمل فبعد البحت العلمي و المعرفي لا بد له أن يكون مصاحب للفعل الذي يعكس الوعي الطلابي وهذا سيشكل بداية التأسيس للتغير المنشود.
بقلم: الطالب محمد بلصفر