في ظل الأزمات التي يعاني منها الشعب المغربي تحت وطأة الاستبداد و القهر الاجتماعي من زيادة في الأجور و تقليص فرص الشغل بدهس حقوق المواطنين تحت اتفاقات الولاء بخصخصة القطاعات العمومية ،و تحطيم أمال الشباب المغربي من خلال التسويق لنهاية الحياة الأكاديمية بضرب جودة التعليم بالجامعات العمومية على حساب نظيرتها الخاصة . ويبقى الطالب المغربي وسط الزحمة السياسية وفوضة الخطاب السياسي مغيب عن سجال الكراسي المكيفة و المكاتب العاجية فوق حقوق المستضعفين من أبناء هذا الوطن الجريح الذي يعاني من طعنات الغدر و الخيانة على مر التاريخ من طرف من سوق لهم أنهم حراس هذا البلد الأمين في طفرة من طفرات التاريخ.
بالأمس الغابر كان اليسار المخزني يتفاوض باسم المنتفضين في وجه فرعون زمانهم فكانت الحصيلة اعتقال و اختطاف وتصفيات للشرفاء و مناصب لنذلاء، و كانت لأوطم حصة الأسد في التضحيات فكانت جائزتها الحضر العملي و القانوني وتهميش وتهشيم عظام حراسها الذين ناضلوا بصدق حتى ينال هذا الشعب كرامته وحريته ولعل المقولة الشهيرة تتحقق في تاريخنا المعاصر الثورة يخطط لها العباقرة وينفذها الأبطال و يستفيد منها الأغبياء، ومع الصمت المطبق على الوضع المزري للجامعة المغربية عامة وخاصة وضع الطالب ظل الاتحاد الوطني للطلبة المغرب المدافع الوحيد من داخل أسوار الجامعة عن حرمتها و مستقبلها فحق علينا نحن الآن الحفاظ على هذه المنظمة العريقة التي ظلت تابثة على مبادئها مدافعة عن مطالب أبناء الشعب في تعليم كريم وعن فضاء حر للحوار الأكاديمي و المعرفي …، من خلال العمل بواجب الوفاء و تفعيل بالوفاء للواجب اتجاه هذه المنظمة العتيدة .
واجب الوفاء :
يقتضي منا واجب الوفاء اتجاه اوطم المحافظة على مبادئها الأصيلة والتي ضحت من أجلها أرواح مناضلة و هشمت عظام من أجل المحافظة على هياكلها الشرعية المنبثقة من جماهيرية الطلبة،التي لا تتحقق إلا بمبدئها الأساسي وهي الديمقراطية التي لا يمكن لها أن تتحقق إلا عن طريق صناديق الاقتراع التي يحدد من خلالها الجماهير الطلابية قيادتهم الأوطامية التي تكون خادمة لمتطلباتها و حارسة لهياكلها ، فهذا واجب الوفاء اتجاه من بنوا سرح اوطم بداية أو من أعادوا هياكله بعد الفراغ التنظيمي إبان فشل وإفشال مؤتمر 17 .
فواجب الوفاء يتطلب من كل الفصائل الطلابية و كافة الطلبة المشاركة في الانتخابات الطلابية لأنها السبيل الوحيد التي تضمن استمرار الفعل الطلابي داخل الساحة الجامعية بشرعية جماهيرية من خلال مده بدماء جديدة تشتغل وفق المبادئ الأصيلة لاوطم وفاء لدماء الشهداء و المعتقلين ووفاء للأمانة الموكولة لكل طالب و طالبة يصدع بالحق للحق سبحانه تعالى .
فعملا بواجب الوفاء لما قدمه رجال الحركة الطلابية من عطاء ودفاع عن القضايا الطلابية و تقدمية المواقف الأوطامية عبر التاريخ تضع الفصائل الطلابية المنسحبة من الهياكل الاتحاد أمام إحراج كبير بخذلان دماء الشهداء وخاصة من أعلنوها على أن اوطم لم تعد في مستوى تطلعاتهم هذا قد يتعدى بعد الخذلان ليصل إلى درجة التواطئ على الحركة الطلابية و خدمة أجندة المخزن الرامية إلى إضعاف الطالب المغربي ليقينه التام في قدرة الطالب المغربي على دحره و قطع الأيادي الآثمة و اجترار قلاع الجبر على وطننا الجريح .
وفاء للواجب :
أما وفاء للواجب فيتطلب منا الأمر معرفة واجب مرحلتنا في الجامعة فإن كانت الحركة الطلابية قد اخدت مرحلة متعددة في الزمان ، فإن مرحلتنا تتطلب منا العمل بمقتضى الوفاء لواجبنا في هذه المرحلة التاريخية وهي الممانعة اتجاه الظلم و الاستبداد ممانعة الميوعة الممنهجة في الجامعة المغربية الرامية إلى إفراغ الطالب من محتواه ليصبح رقما في سجلات الدولة . فالواجب يقتضي منا صناعة وعي طلابي يساير مرحلتنا الحالية لبناء شباب بناة لغد أفضل،وهذا لا يتم إلا عن طريق الإقرار بالشهادة بالقسط داخل الساحة الجامعية ورفع الظلم عن الطلبة وتنوير عقولهم بتربية ربانية تحررهم من الميوعة التي تشربوها في مرحلتهم التلمذية . فلا يمكننا أن نتذمر من طلاب تربوا على الخواء الفكري و العقلي و الفراغ القلبي طيلة 12 سنة من التهجين المخزني، و لا يمكن القيام بهده الحركة الهادئة إلا بواسطة منظمة شرعية جماهيرية تستمد قوتها من انتخابات طلابية مسؤولة ، فعملا بالوفاء للواجب الطلابي اتجاه الطالب يقتضي منا الأمر العمل على وحدة الجسم الطلابي وهذا لا يتحقق إلا بواسطة مبدأ الديمقراطية الذي يخول لنا بناء هياكل أوطامية قوية بعيدا عن سياسة الإقصاء أو الاحتواء السياسي وهذا تضمنه لنا الانتخابات الطلابية التي تساهم في بناء هياكل أوطامية تستمد شرعيتها ومقرراتها من الجماهير الطلابية ، فالانتخابات الطلابية هي صمام الشرعية الطلابية لأوطم وهذا إرث طلابي أصيل يستوجب الحفاظ عليه بالمشاركة في عملية التصويت أو الترشح وهي دعوى صريحة للأطراف لفتح حوار طلابي مسؤول حول وضع الحركة الطلابية عموما ووضعية الجامعة المغربية خاصة بطرح ميثاق طلابي تجتمع حوله كل مكونات الحركة الطلابية .
بقلم: محمد بلصفار