الطالب، أمل المجتمع، إطار الغد ورهان المستقبل، بتقدمه يتقدم المجتمع، وبتخلفه يتخلف أيضا، هو الأستاذ والمهندس والقاضي، وهو المسؤول، في الدول التي تحترم نفسها، توفر له ظروف العيش الكريم ، فتقنعه أن نجاحه نجاح لها وأن تخلفه وضياعه ضياع لها، أما في دولتنا دولة “الحق والقانون” فلها رأي آخر، فبعد حصول التلميذ على شهادة الباكالوريا، يأتي إلى الجامعة وكله خيبات أمل، بعد أن صرفته عديد من المعاهد والمدارس الخاصة، إما لنقطته الدّنيئة التي لا تخوله للولوج إليها، وإما لظروف مادية لا يستطيع أداءها ولا دفع ثمنها، يضع قدمه عند باب الكلية لينضاف كرقم إلى الأرقام المهمشة حقوقهم، يأخذ وصل تسجيله، لتكون تذكرة دخوله إلى عالم الجامعة، فتبدأ سلسة العقبات، فلا يجد في القسم مكانا ليجلس فيه، فيضطر لإكمال المحاضرة واقفا، في جو غير لائق لتحصيل المادة العلمية وقد أعياه الوقوف، ومن ثمة إلى مشكل الأستاذ الذي لا يرضى الا بمكتوبه، وغالبا ما يكون باهض الثمن، وهذا كله يهون أمام السكن المحروم منه، والمنحة التي لا يأخذها إلا بمحنة، فحتى أبسط الحقوق الاجتماعية غير متوفرة له، فيدخل في سلسة نضالات لا تنتهي، فيندم فيه على اليوم الذي قرر أن يكمل فيه الدراسة، فيكون أمامه خياران، إما أن يسحب أوراقه وينصرف راشدا، وإما أن يصمد ويكمل المشوار، فيكون مع هذا الانضمام إلى صفوف المناضلين الطالبين لحقوقهم، فإلى متى سيضل الطالب همه الوحيد تحسين وضعه الاجتماعي و النضال الخبزي المعاشي لينحصر هم الطالب في هذه الدوامة التي لا تنتهي؟ فإلى متى؟ وإلى أين؟
بقلم الطالب: وليد الاحساني الايوبي