بوريحان: يُحذر من الاستمرار في الزحف على مكتسبات الطلاب مع ختام الولاية الحكومية
خص الطالب أسامة بوريحان نائب الكاتب العام للاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومسؤول اللجنة التنظيمية موقع الاتحاد بحوار مفتوح من ثلاث أجزاء حول الدخول الجامعي لهذه السنة وأبرز القضايا المُجتمعية المتعلقة بالجامعة المغربية.
فيما يلي نص الجزء الثالث والأخير من الحوار.
س: بعد تعيين الحكومة سنة 2011 وماصاحبه من آمال معقودة على تغيير الواقع الطلابي للأفضل؟ كيف تنظرون في الكتابة العامة للاتحاد أداء الحكومة مع متم هذه الولاية ؟
أوافقك أن هذه الولاية صاحبتها آمال كبير لشرائح مهمة من المجتمع المغربي نظرا لعدة اعتبارات: أولها أن الحكومة جاءت نتاجا لنضالات شعبية عرفها المغرب سنة 2011 بالتوازي مع الحركات الاحتجاجية في عالمنا العربي والإسلامي وثانيها أن الحكومة قدمت مجموعة من الوعود للرقي بعدة قطاعات. لكن، ومع ختام الولاية الحكومية فأهم القطاعات المهمة والحساسة مثل قطاعي التعليم والتعليم العالي والصحة لم تعرف تقدما يذكر، بل على العكس لم تعرف إلا التراجعات والانتكاسات. فيما يخص الطلاب فأهم ما يمكن الحديث عنه هو جودة المنتوج التعليمي وقدرة البنية التحتية والتجهيزات العلمية على استيعاب أعداد الطلاب وتطلعاتهم وكذا توفير مناصب شغل في القطاعين الخاص والعام بما يناسب عدد خريجي الجامعة. وبالنظر إلى حصيلة 5 سنوات من عمل الحكومة الحالية فلا تقدم يذكر في هذه المجالات إلا بعض الروتوشات هنا وهناك. فالمنتوج التعليمي لا يزال يحمل نفس الإرادة السياسية بتخريج أجيال من الطلاب مفرغين من كل حس علمي أو إبداعي، لا زالت الإصلاحات التعليمية تستنسخ من “الماما” فرنسا وتغيب رأي الطلاب ورأي أهل الاختصاص. البنية التحتية من أحياء جامعية ومطاعم لا توازي أعداد الطلاب المتزايدة، لا زالت المدرجات والأقسام تكتظ بالطلاب، المعدات العلمية التجريبية نادرة جدا ولا توازي التقدم العلمي والتكنولوجي. كل ذلك يفسر معدلات النجاح المتدنية بالجامعات كما يفسر المراتب الدنيا التي تحصدها جامعاتنا في جميع الإحصاءات الدولية لترتيب الجامعات. أما قضية التشغيل فتبقى الهاحس الأكبر للشريحة الطلابية وهي ترى رأي العين أصحاب الشهادات العليا تهشم عظامهم أمام قبة البرلمان.
كل ذلك يوازيه التوجه الحثيث لأصحاب القرار لخوصصة الجامعة والإجهاز على آخر أمل للفئة المستضعفة من أبناء الشعب في التعليم كما توازيه القرارات المجحفة للدولة أمام حرية العمل النقابي والتضييق المتزايد على المناضلين وتطويق الجامعات ومجموعة من الانتهاكات الحقوقية المتكررة، في حين أن أعدادا وكتائب من المخربين تعيث في بعض الجامعات فسادا، سلبت على أيديهم أعداد من أرواح الطلاب وهشمت جماجم وأطراف دون حسيب أو رقيب.
س: كيف سيتعاطى الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مع هذه التراجعات الهادفة لخوصصة الجامعة المغربية وتمييع العمل النقابي داخلها؟
عملنا في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب ومهمتنا الأولى هي الدفاع عن مصالح الطلاب المادية والمعنوية، وليست لنا حاليا أولويات أكبر من الوقوف سدا منيعا أمام الزحف على مكتسبات الطلاب والعمل بجد لانتزاع مطالب الطلاب. طريقنا لذلك هو الصمود واليقظة أمام كل قضية طلابية ورائدنا هو طول النفس وبعد النظر من أجل جامعة العدل والكرامة والحرية.
س: ماهي الرسائل التي تودون توجيهها لمناضلي الإتحاد ولعموم الطلبة والطالبات؟
رسالتنا لمناضلي الاتحاد منطلق هذه السنة الجامعية هو التفاني في خدمة الطلاب والوقوف على مطالبهم، ويا فرحة من يسر الله له خدمة فئة مستضعفة من عيال الله “ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهراً”|1| أما رسالتنا لعموم الطلاب خاصة الجدد منهم فرسالة ترحيب ومحبة، أقول لهم حللتم أهلا ونزلتم سهلا ونسأل الله لهم أن تكلل سنتهم بالنجاح والتفوق في كل المجالات كما أهيب بهم الانخراط الفاعل والالتفاف حول إطارهم العتيد الاتحاد الوطني لطلبة المغرب.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
|1|: حسنه الألباني -رحمه الله-