ما موضع هؤلاء النِسوة في يوم يُحتفى به مرة في السنة تتبجَّل به تلك السيدات الأنيقات ؛ مصففةً شعرها و مقلمةً أظافرها لها خادمة تحمل عنها أعباء البيت . وفي مثل هذه المناسبة قد تُستدعى لندوة فكرية أو حفل تُبرِز فيه زينتها أو تُلقي شذرات ٍ اعتزازًا بنفسها و موقعها .
أما عن هذه المرأة البدوية تحمل عناء البيت و خارجهُ فقدت ملامح أنوثتها تحت الشمس الحارقة و هَمِّ تسيير أمور البيت، ربما قد لا تعلم عن هذا اليوم و لماذا خُصِّص و لِمنْ ! كل ما يمكن أن يحدث ؛ بَثُّ صور معبرة لهن أو كلمات شكر تتطاير في الهواء لا يَعرِفُ لها الواقع أثرا ! فلا مكان لحقوقها ضمن أصوات الإحتجاج النسائية المُنادية بالحرية الجسدية لا الكرامة، بالمساواة التي اهلكت طاقتها لا العدل فسنحت المجال لأمهات عازبات شاء القدر أو شئن بِمِلْئ إرادتهن خَوض مغامرة نتج عنها طفل ضائع مُحَيِّينَها على جرأتها. أما الشريفات الكريمات بالمجال القروي كمواطنات من الدرجة x كلفت الدولة عناء نفسها بإدخال الكهرباء لهذه المناطق التي تفتقد لأدنى أسس العيش الكريم .. يسرع رب الأسرة فرحا بعمود و أسلاك لا يَدري أيُّ صعقة ستصيبه بعدْ ليقتني تلفازا صغيرا يُدخِله بين أفراد أسرته و يَفْتَرِشُ له أفضل مكان .
و بتحكم الرأسمالية و البنك الدولي تسقط المرأة البدوية بجهل و أمية و فطرة الاكتساب ضحية لتلتهم ما سُوِّق من منتوج تَلفزي من أفلام و مسلسلات تدمر أواصر القرابة تشجع على الخيانة الزوجية : أسرة متكاملة يطل بطل وسيم تغرم به الزوجة فتنكسر روابط متينة هي اس المجتمع و تحت ذريعة العشق الذي أَعْلَوْ شأنه فوق كل شأن و بإسم الحرية تتخلى عن واجبها من الحافظية نحو خيال ضيق الأفق . و مشهد اخر يطمس مكانة الأب و دوره في القِوامة الذي طالما عُهِد بحفظ زهرات بيته بقراراته الرزينة و حكمه العقلي تحت لواء عاطفة الأب . و قتل تلك الطاعة لأب يخشى على فلذة كبده من ذئاب الغاب .. مشهد يصف بطلة شابة جميلة تلعب دور الشَّجَاعة بالتصدي لعائلتها من أجل حب خيالي، فتنبهر البدوية لهذا الموقف القوي و تراه صورة من التحضر تتخذه منهجا و مثلا تحتدي به. و لا تغدوا البادية تخلو من حالات الانتحار بسبب فتاة جراء عشق مكفوف أو هروب حبيبين إلى القدر المشؤوم . فلا هي درست ولا وعت ولا تعلمت!
و سيمر هذا اليوم من السنة و سينتهي اللغط عن عضو مهم في تنمية المجتمع ليأتي التاسع و ما بعده من الايام ليغلق الملف.
بقلم الطالبة : جهاد العكري