بغيرة مشتعلة في قلب ينبض بدرجات ألوان العلم الفلسطيني، وبهمة عالية لا يزحزحها منع جبان يروم إقبار نشاط يجسد فيه الطلبة المغاربة رفضهم للتطبيع المخزني الصهيوني، خرجنا من مساكننا بنية التوجه نحو جامعة ابن طفيل، قصد الاحتجاج على بلاغ يوحي مضمونه بأن صياغته تمت خارجة الجامعة، حتى وإن كان هذا البلاغ حاملا لشعار وتوقيع الجامعة.
عند اقترابنا من محيط الجامعة تجلت لنا مشاهد عديدة، لكنها تحمل طابعا واحدا، هو الطابع القمعي، قوات أمنية بشتى الألوان والأسماء الخاصة بالأجهزة التي تنتمي إليها، تقوم بسؤال أي شخص يشتبه فيه أنه طالب جامعي عن الوجهة التي يقصدها، ناهيك عن وجود أفراد الأمن السري الذين يتجولون قرب محيط الجامعة بهدف تعداد ومحاولة معرفة هويات الطلبة الوافدين.
وفي لحظة من اللحظات ظهر الكاتب العام للكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، ظهور كان بمثابة الإعلان عن انطلاق الشكل النضالي الاحتجاجي عبر رفعه للشعار الأول في الوقفة؛ “فلسطين أمانة والتطبيع خيانة”، أمر نتج عنه تجمع ورفع للشعارات الرافضة للتطبيع من طرف الطلبة الذين حضروا هذه المحطة، لتبدأ بذلك الآلة القمعية عملها عبر الضرب بالعصي دون سابق إنذار، ويا ليتهم اكتفوا باستعمال العصي!، بل إن الأمر قد تعدى ذلك بكثير، فقد خرج علينا أحد الأفراد تظهر بذلته بأنه مسؤول عن إحدى الوحدات، يوزع الصفعة تلوى الأخرى على وجوه الطلبة الذين يرفعون الشعارات وينادون بإسقاط التطبيع.
استمر الطلبة في رفع الشعارات، إلا أن القمع الوحشي المكثف بمحاولاته المتتالية لتفريق الطلبة أدى بدفع الطلبة نحو التوجه إلى المحيط الغابوي، وقد استغلت قوات القمع ذلك شر استغلال من خلال رفعها لمستوى ودرجة العنف، عنف أدى إلى إغماءات وكسور في صفوف الطلبة.
هكذا انتهت الوقفة الاحتجاجية، ولم تنتهي معها رغبة الطلبة في إسقاط التطبيع الذي لا يهدد فلسطين فقط بل يهدد الوطن أيضا.