الكتابة الوطنية لأوطم: التعليم عن بعد كشف بالملموس غياب تكافؤ الفرص واختلالات بالجملة
بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
الكتابة الوطنية
بيـــــــــــــــــــــــان
- التعليم عن بعد كشف بالملموس غياب تكافؤ الفرص واختلالات بالجملة
- التعليم عن بعد بين أن الجامعة المغربية غير مهيأة لاستقبال أي مشروع بيداغوجي جديد
- مشروع قانون 22.20 لشبكات التواصل الاجتماعي استكمال لمسار الزحف على كرامة الشعب
عقدت الكتابة الوطنية لقاءها في دورته العادية عن بعد يوم الثلاثاء 28 أبريل 2020، في ظل تمديد حالة الطوارئ الصحية ببلادنا، وقد تم التداول في مجموعة من النقاط الأساسية المتعلقة بمتابعة البرنامج الدراسي والتكويني الوطني الذي سطرته الكتابة، وكان اللقاء أيضاً فرصة للتنويه والإشادة بالمجهودات الجبارة التي بذلها مناضلو الاتحاد في جميع الفروع، إسهاماً في استمرارية عملية التحصيل العلمي والدراسي، وقد وقف أعضاء الكتابة كذلك وقفة إجلال وإكبار، أمام المجهودات التي قام بها مجموعة من الأساتذة طيلة الفترة الأولى من الحجر الصحي، لتأطير الطلاب ومواكبتهم ضماناً لاستمرارية العملية التعليمية ومحاولة لإنقاذ الموسم الجامعي.
وتناول أعضاء الكتابة مشروع قانون 22.20 المتعلق باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات البث المفتوح والشبكات المماثلة، الذي يعد مسمارا آخر يدق في نعش الحريات في هذا الوطن، وبعد ذلك شرعوا في متابعة مستجدات القضايا الطلابية وكذا تقييم عملية التعليم عن بعد، في الفترة السابقة، ومن خلاله تم الوقوف عند مجموعة من الاختلالات، وتسجيل مجموعة من الملاحظات:
- أولاً: إن عدم استجابة الوزارة الوصية لمطلبي توفير الأنترنيت المجاني وتوفير الأجهزة الإلكترونية بأثمنة رمزية للطلاب، كما فعلت بعض الدول، كان له أسوأ الأثر على التكافؤ في سير العملية التعليمية، حيث حرم عدد هائل من الطلاب، ذوو وضعية اجتماعية هشة، من ولوج مواقع التواصل وكذا المنصات التعليمية التي تتم عملية التكوين؛
- ثانياً: كشف التعليم عن بعد عن واقع الهندسة والمقاربة البيداغوجية، وعن موقع إدماج المجال الرقمي فيها، فالعملية التعليمية، خلال الفترة السابقة، اعتمدت بالأساس على مبادرات فردية لبعض الأساتذة وتطوع بعض الطلبة، وذلك بسبب غياب منصات تعليمية جامعية تشمل جميع التخصصات، وكذا غياب بيئة إلكترونية تيسر للأساتذة سبل إعداد الدروس والمحاضرات، الشيء الذي أدى إلى ظهور تفاوت كبير بين الجامعات والكليات والتخصصات، وهذا ما يؤكد أننا بعيدون كل البعد عمّا تقوله “الشعارات” و”المشاريع” التي لا وجود لها في الواقع؛
- ثالثاً: تبيّن بالملموس حقيقة طالما نبهنا إليها، كون الجامعة المغربية غير مهيأة بالمطلق لاستقبال أي مشروع بيداغوجي جديد، لا يجيب عن معضلتي ضعف الموارد البشرية وهشاشة البنيات التحتية. فالوضعية الحالية أكدت بما لا يدع مجالاً للشك في أن مشروع “الباشلر” سيسقط في أول اختبار له، حيث أنه يقترح التعليم عن بعد وسيلةً داعمة للتعليم الحضوري للهروب من أزمتي الاكتظاظ وقلة الموارد البشرية.
وعليه تعلن الكتابة الوطنية للرأي العام ما يلي:
- مطالبتنا الوزارة الوصية بوقف تنزيل مشروع “الباشلر”، وإعادة فتح نقاش عمومي حوله، بإشراك جميع مكونات الجامعة، وتأكيدنا على أن أي إصلاح تجزيئي لا يرتبط بإصلاح المنظومة برمتها، ولا يسعى إلى توفير الموارد البشرية الكافية والبنيات التحتية اللازمة لن يكون إلا هدراً للوقت والمال والجهد؛
- تنديدنا واستنكارنا للحكم الجائر الصادر من المحكمة الابتدائية بأكادير والقاضي برفض الطعن في قرار الطرد الصادر في حق مناضلي الاتحاد بكلية العلوم، وعزمنا الاستمرار في الدفاع عن قضيتهم؛
- دعوتنا الوزارة الوصية إلى الإعلان الفوري عن مصير الامتحانات والكشف عن طريقة استدراك المحاضرات والدروس، وكذا الحصص التطبيقية لطلبة كليات العلوم والعلوم والتقنيات بعد رفع حالة الطوارئ الصحية؛
- مطالبتنا الوزارة الوصية تدارك وضع الطلاب، من ذوي الوضعية الاجتماعية الهشة، بتوفير الأجهزة والأنترنيت المجاني لاستدراك ما فاتهم من دروس ومحاضرات؛
- تثميننا للمجهودات الجبارة التي يبذلها الأساتذة لتأطير الطلبة لضمان استمرار العملية التعليمية؛
- رفضنا المطلق لمشروع القانون رقم 22.20 المتعلق باستعمال شبكات التواصل الاجتماعي وشبكات البث المفتوح والشبكات المماثلة، ونعتبره استكمالا لمسار الزحف على حرية الشعب المغربي وعلى كرامته.
- دعوتنا كل الطلاب وجميع المواطنين إلى مزيد من الالتزام بإجراءات الحجر الصحي، والاستمرار في حملة توعية وتحسيس أبناء الشعب المغربي لمنع تفشي الوباء.
الكتابة الوطنية للاتحاد
فاتح ماي 2020