إن حركة التغيير تبدأ من قلب الوعي الإنساني الكفيل باستيعاب مجريات وأحداث وتفاصيل الأمور ، والسعي إلى تحصيل القدرة المؤهلة للإنخراط في هموم المجتمع وتهمماته، ونفث غبار سياسات التجويع والتفقير التي تزيد الغني غنا والفقير فقرا.
نتكلم هنا عن إعادة بناء منظومة القيم التي من دونها لا يمكن الحديث عن الحياة الإنسانية ولو بشروطها الدنيا.
نتحدث اولا عن كرامة هذا الإنسان الذي خلقه ﷲ في أحسن تقويم وجعله خليفة في هذه البسيطة، إن العالم اليوم منزوع الضمير منزوع الآدمية… فالكرامة من أجلها يحيى الإنسان ومن أجلها يقدم روحه رخيصة.
عوام الناس أصبحوا مطيۃ للمتسلطين المستبدين الذين يأكلون أموال فقراء شعبهم ويحتكرون ثروات بلدهم.
لقد فقد الانسان إنسانيته ولم يعد يشعر بأي شيء تجاه أخ له يموت رخيصا من أجل لقمة خبز سوداء وسط أبار قد تنهار عليه في لحظة.
كيف لهذا الأدمي أن يكابد مر الحياة وهو تحت العاصفۃ ينتظر موته المحتوم، لهذه الدرجة أصبح الإنسان وليمة للوبيات مناجم الفحم و الذهب والفضة، مقهورا بئيسا منهمكا في مدخوله اليومي الذي لا يتعدی 50dh لا تكفيه لسد حاجاته، والبلد الحبيب يزخر بثروات هائلة لو وزعت علی فقراء المغرب لنال الفقير والغني منها علی حد سواء.
لكن هذا راجع إلی مسألة قيم قبل كل شيء، فالشعب قاسی من الويلات ولايزال، مات في خائية أزبال ومن أجل حفنة دقيق وفي أبار أبار الفحم الحجري…. هذه مقدمات لرياح عارمة لن تذر شيئا أتت عليه إلا جعلته كالرميم فاليوم جرادة أخرجت أثقالها، والبارحة أهل الريف البواسل الذين ما ضعفوا وما استكانوا ضد سياسۃ العسكرة إيمانا منهم بمطالبهم العادلة والمشروعة وغدا سيستنشق الشعب وعيه بما أصبح علنا ومكشوفا ، وستكون للشعب كلمته.
بالأمس كانوا يحدثوننا عن مغرب العدل و الحريات ,عن مغرب العيش الكريم ،عن مغرب الكفاءات… واليوم سيبقی الوطن الحبيب شاهداً علی عصر تقبع فيه الأصوات المغردة بالحرية والكرامة والعدالة الإجتماعية وشاهدا علی زيف الشعارات التي ترفع بين ثنايا الإعلام الخادم لسياستهم وعبقريتهم .
فقد سئم هذا الشعب منكم ومن سياستكم التي تسمن بطونكم وبطون أبنائكم كما سمَّٓنت بطون أبائكم من قبل أيها الضالون… كل يوم يسمع صدی الشباب المخنوق بغازات قاتلة هنا وهناك في كل بقعة من بقع هذا الوطن الجريح، ويتكلم الطوافون في القری عن سياسة المخططات (الأزرق،الأخضر،الأبيض،…) والأسماء كثيرة هي مسجلة علی الأوراق نصيبنا منها إلا الفتات والغبار.