المغاربة والقدس إقرار وعزمة
#المغاربة_والقدس_إقرار_وعزمة
شارك المغاربة بقيادة الشيخ المجاهد أبي مدين شعيب الأندلسي التلمساني في معركة “حطين” لتحرير المسجد الأقصى و القدس الشريف من يد الصليبين تحت إمرة صلاح الدين الأيوبي. ولقد أبلوا بلاء مشهودا في القتال والخدمة، واستشهد منهم رجال وأصيب آخرون، وعلى رأسهم القائد أبو مدين، الذي بترت ذراعه فدفنت هناك في القدس.
أبى أجدادي المجاهدون إلا أن يسقوا أرض فلسطين بدماءهم الطاهرة، وأن يغرسوا في أرضها ما اقتطع من لحمهم في سبيل الله، دفاعا عن مسرى رسول الله صلى الله عليه وسلم. وبعد تحرير القدس، عاد بعضهم إلى المغرب صحبة أبي مدين فرحين بالنصر، بينما فضل آخرون أن يرابطوا هناك بالمسجد الأقصى، مرابطة تجسد لحمة الولاء الجامع لشرق الأمة بغربها. وإكراما لحسن بلاءهم في معركة “حطين”، و لرباطهم المتواصل وخدمتهم المتفانية للمسجد الأقصى، أوقف السلطان ابن صلاح الدين الأيوبي لهم وقفا يمتد من باب المغاربة إلى باب السلسلة غرب المسجد الأقصى، بمحاداة حائط البراق. إن الوقف لازال وقفا للمغاربة، أبا عن جد، والباب لازالت تسمى “باب المغاربة”، غير أن اليهود الغاصبين احتلوه اليوم ودنسوه.
#####
بناء عليه، أقر أنا المسلم المغاربي أن أجدادي تركوا لي حقا في فلسطين الحبيبة والقدس الشريف، وكلفوني بحمايته، أما وقد احتله اليهود الغاضبون، فإن المساهمة في تحريره أمست مسؤولية على عاتقي، لا أنكرها جحودا و لا تهربا، وأعزم على أن أبذل ما في وسعي للتعريف بالقضية الفلسطينية ودعمها، ومناصرة الشعب الفلسطيني ومساندة مقاومته، ومناهضة التطبيع مع الكيان الصهيوني، و فضح المطبعين معه والخائنين … والله المستعان، والسلام. اطلعت عليه، ووقعت بالموافقة في يومه.
إتماما للفائدة، أذكر بأن الشيخ المجاهد أبو مدين ولد في إشبيلية بالأندلس، وعاش في فاس؛ وتتلمذ على يديه الولي الصالح عبد السلام بن مشيش، الذي أخذ عنه أبي الحسن الشاذلي، وبعدها استقر في بجاية في زمن المنصور الموحدي، لتوافيه المنية بتلمسان، وبها دفن رحمه الله.
محمد بن مسعود الكاتب العام للاتحاد الوطني لطلبة المغرب سابقا.