مكتب فرع فاس سايس يندد بانتهاك حرمة الجامعة بفاس
بيان للرأي العام
تنديدا بالتدخل المخزني بموقع سايس
جريمة أخرى في حق الجسم الطلابي، تنضاف إلى السجل الدموي الحافل للنظام القمعي الاستبدادي، بعد ما عرفه الموقع الجامعي بفاس سايس يوم أمس الثلاثاء 1 مارس 2016 من تدخل وحشي أتى على الأخضر واليابس من طرف مختلف ألوان القوات العمومية، التي قامت بإنزالات مكثفة وبأعداد هائلة من دراجات وسيارات صغيرة ومتوسطة وكبيرة للأمن الوطني والقوات المساعدة والتدخل السريع، ورشاشات المياه… مستعينة في ذلك بأعداد كبيرة من عناصر الاستعلامات والمخابرات التي تزيَّت بالزي المدني، لارتكاب هذه الجرائم الشنعاء.
ففي الحي الجامعي الذي كان مسرحا للجريمة منذ قرابة الساعة الثامنة والنصف إلى ما بعد منتصف اليوم، ورسمت فيه أشنع صور الخراب، والدمار، والاعتقالات، وبعد تهشيم العظام ونشر مناظر الرعب والهلع والخوف؛ عمدت جحافل المخزن إلى تكسير أبواب غرف الطلبة والعبث بمحتوياتهم وسرقة ممتلكاتهم (قرابة 105 معتقلين، وأزيد من 40 حاسوبا بين مسروق ومكسر، عشرات الهواتف المحمولة الذكية المسروقة والمستولى عليها بالقوة، عشرات الكتب بين مسروق ومتلف وممزق ومحروق، عشرات الوثائق الإدارية والشهادات الرسمية التي تم العبث بها، عشرات الدراجات الهوائية المحروقة….).
أما في كلية الآداب والعلوم الإنسانية فقد عرفت جنباتها الخارجية تطويقا مكثفا منذ الساعات الأولى من الصباح من طرف مختلف القوات العمومية، لتدخل أعداد هائلة أخرى إلى الكلية مع دخول وقت الامتحان، وتسيطر على كل ممراتها ومرافقها وقمع كل التحركات الطلابية لضمان اجتياز الامتحانات. هذا الجو من الهلع والخوف؛ أرغم عددا من الطلاب الذين تحدوا الواقع على اجتياز الامتحانات تحت الضغط والإكراه، محاطين بالهراوات والعصي والأصفاد، أما أعداد أخرى فلم تقوَ على الاقتراب من مشاهد الرعب المعسكِرة في فضاءات العلم والمعرفة؛ مما دفعهم إلى مغادرة المحيط الجامعي نحو المجهول، مما ينذر من الآن بنتائج كارثية على مستوى التحصيل العلمي والدراسي لهذا الموسم.
أيتها الجماهير الحرة:
تبقى سلطة الاستبداد في صورة النظام المخزني، صانعة للأحداث المأساوية في حق الشعب المغربي، بنهجها للمقاربات الأمنية القمعية تجاه مطالب واحتجاجات الحركات الشعبية، كيفما كانت مشاربها ومرجعياتها، وما جرى بهذا الموقع الجامعي، لم يخرج عن هذه القاعدة المخزنية المشؤومة، حيث يرى المتتبع للأحداث منذ بداية الموسم؛ كيف عملت الإدارة ومعها رئاسة الجامعة على نهج سياسة الآذان الصماء تجاه المطالب الحقيقية والمشروعة للطلاب، بل وتجاوزت ذلك إلى الاستعانة بمضامين المذكرات الأمنية المتراكمة في رفوف النظام التي يعالج فيها ملف الطلاب والجامعة؛ لإرغامهم على القبول بالتغييرات البيداغوجية المجحفة، التي تندرج ضمن مسلسل الإصلاحات التخريبية المتتالية على الجامعة في تخل واضح ومفضوح عن كل المسؤوليات الأخلاقية والعلمية والسياسية والحقوقية، في الحفاظ عن حق الطلاب المقدس في التعليم، والحرية النقابية من داخل المنظمة النقابية أوطم.
أيها الأحرار في كل مكان
إننا في مكتب فرع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بفاس سايس، إذ نعيش هموم الطلاب، ونتابع بقلق بالغ ما يجري من تغول واضح لرئاسة جامعة محمد بن عبد الله، وإدارات الكليات التابعة لها، باعتبارها وسائل في أيدي الدولة الاستبدادية تمرر من خلالها مخططاتها المحبوكة؛ المملاة من قبل قوى الاستكبار والتحكم العالمي، على فئة فتية ليست استثناء من هذه السياسة المعممة على باقي فئات الشعب المغربي المقهور. نعلن للرأي العام المحلي والوطني والدولي ما يلي:
- استنكارنا للتدخل المخزني الهمجي الذي رسم أشنع صور الخراب، والدمار المادي والمعنوي في الحي الجامعي، وكلية الآداب سايس.
- استنكارنا لكل مظاهر العسكرة في الجامعة.
- تضامننا المبدئي واللامشروط مع كل الطلاب المعتقلين، والجرحى والمعطوبين، والمسروقين، والمهانين… الذين طالهم القمع والإرهاب المخزني.
- دعوتنا الجهات المسؤولة لإرجاع الممتلكات النفيسة للطلاب، وجبر ضررهم فيما ضاع منها.
- تحميلنا عميد كلية الآداب سايس، ورئيس جامعة محمد بن عبد الله المسؤولية الآخلاقية عن هذا الحدث الأليم. الناتج عن عدم الاستجابة للمطالب الحقيقية العادلة والمشروعة للطلاب.
- إدانتنا لكل أساليب العنف والعنف المضاد، الذي يمارس داخل الجامعة أيا كان مصدره وهدفه.
- تجديد دعوتنا كل الطلاب إلى التعقل وعدم الانجرار إلى الأساليب الملتوية التي تقحم الطلاب فيما لا تحمد عقباه، سعيا لرسم الصورة المثالية للطالب المناضل، المسؤول عن الفعل والمآل.
- استنكارنا لإقحام كل كل الطلاب في متاهة سببها طالبان أو ثلاث.
- دعوتنا كل الهيئات السياسية والحقوقية إلى استنكار التجاوزات الحقوقية التي ترتكب في حق الجسم الطلابي والتفاعل معها.
عن مكتب الفرع
02/03/2016