بسم الله الرحمن الرحيم
الاتحاد الوطني لطلبة المغرب
لجنة الإعلام الوطنية
تقرير مصور عن مهرجان التراث بجامعة ابن زهر أكادير
-النسخة الثامنة 2022-
نظم مكتب فرع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بجامعة ابن زهر بأكادير، النسخة الثامنة من مهرجان التراث
تحت شعار: مهرجان التراث: إحياء للموروث الثقافي واستمرار للنضال الطلابي، أيام 30 _ 31 مارس و1
أبريل 2022.
ومهرجان التراث هو نشاط ثقافي إشعاعي يسعى إلى إحياء الموروث الثقافي الذي تزخر به المنطقة، كما
يهدف إلى تقوية التواصل الطلابي والعمل من أجل المشترك من خلال الحوار الثقافي وتشجيع الطلبة
والطالبات على المشاركة والإبداع، وقد نظم المهرجان الطلابي على شكل قافلة تنقلت بين ثلاث كليات، بدءا
بكلية الآداب وانتهت بكلية العلوم مرورا بكلية الحقوق.
على إيقاع التميز والتألق.. افتتاح مهرجان التراث في نسخته الثامنة
افتتحت صبيحة يوم الأربعاء 30 مارس 2022، بكلية الآداب بجامعة ابن زهر بأكادير، مجريات النسخة الثامنة من مهرجان التراث، التي نظمها مكتب فرع الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالجامعة ذاتها، بمشاركة تمثيلية من الكتابة الوطنية للاتحاد، وبعض الفروع الطلابية.
افتتح النشاط صباحا بحضور أعضاء عن الكتابة الوطنية للاتحاد، يتقدمهم الطالب الباحث الحسين ݣوكادير نائب الكاتب الوطني للاتحاد الذي عبر عن سعادته بحضور فعاليات هذه النسخة، والطالب الباحث زكرياء عياش مسؤول اللجنة النضالية، والطالب المحجوب البوداني.
وألقى كاتب فرع الاتحاد بأكادير الطالب عدنان نذير كلمة افتتاحية ترحيبية باسم مكتب الفرع ذكر فيها بشعار المهرجان وفقراته المتنوعة كما رحب بالضيوف الطلابية الوافدة التي أبت إلا أن تشارك في هذا العرس الثقافي الذي يعبر بالملموس عن التنوع الإيجابي الذي يعرفه بلادنا كما جاء في كلمة كاتب الفرع، الذي اختتم كلمته بتجديد الترحيب بطلاب الجامعة والتنويه بمستوى التنظيم العالي، ليضرب موعدا للجماهير الطلابية مع كلمات ممثلي الفروع الطلابية الحاضرة وفقرات أخرى.
ورافق صبيحة الافتتاح ورش إعدادي لترتيب معارض المهرجان المكونة من معرض الزي التقليدي، ومعرض التراث المخطوط، والتراث الفني.. بهدف عرض التراث الذي يزخر به قطب الجنوب باعتباره منبعا للتاريخ والحضارة.
نائب الكاتب الوطني: مهرجان التراث رسالة للجميع بأن الجامعة فضاء للحوار والنقاش الهادف والبناء
من كلمة نائب الكاتب الوطني في افتتاح المهرجان
عبر نائب الكاتب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، الطالب الباحث الحسين ݣوكادير، في كلمته باسم الكتابة الوطنية للاتحاد في حفل افتتاح مهرجان التراث، عن الاعتزاز والتقدير الذي يحظى به مهرجان التراث لدى عموم الطلبة المغاربة، وطلبة جامعة ابن زهر خصوصا.
واعتبر كوكادير أن “الاهتمام بالتراث هو بادرة فريدة، بإمكانيات طلابية بسيطة، تحقق على مستوى الإشعاع والتواصل داخل مكونات الجامعة، ما فشلت فيه مؤسسات رسمية”.
ووقف مع الشعار الذي اختير لهذه النسخة من المهرجان: “مهرجان التراث: إحياء للموروث الثقافي، واستمرار للنضال الطلابي”، موضحا أنه “ينم عن وعي طلبة الجامعة المغربية بالمرحلة الراهنة ومتطلباتها، كما أنه يحمل دلالات عديدة أهمها إعادة ترتيب العلاقة بين الجامعة والمجتمع وإبراز مواضيع هذه العلاقة ومجالاتها”.
وركز نائب الكاتب الوطني حديثه على إحدى مهمات الجامعة في تثمين المنتوج الثقافي الوطني الأصيل، والفرز بين الفن والتفاهة، والربط بين الأصالة وبين الأجيال، لما يحمله ذلك من خدمة لهذا الموروث الثقافي الممتد عبر الزمان.
واسترسل موضحا أن “مهرجان التراث رسالة للجميع، بأن الجامعة فضاء للحوار والنقاش الهادف والبناء، والتصالح مع الذات، بتأطير طلابي، يحمل معاني القوة الطلابية وقدرتها على التنظيم والتأطير، والتعالي على الحسابات الضيقة”.
وختم نائب الكاتب الوطني للاتحاد، بالتذكير بيوم الأرض الفلسطيني، الذي تزامن مع افتتاح النسخة الثامنة من مهرجان التراث، مشددا على أن يوم الأرض هو “بمثابة ذكرى وتذكير لنا جميعا بالجرح المفتوح للأمة على الأرض الفلسطينية، ولن يشفى هذا الجرح إلا باسترداد الأرض المغتصبة من الكيان الغاصب الذي ينكل بالأطفال والشيوخ”. ولم يفته التنديد بالتطبيع والمطبعين في هذه المناسبة.
باحثان يقاربان قضايا الموروث والقيم والتنمية في ندوة بمهرجان التراث
كانت الندوة الفكرية حول موضوع “الموروث الثقافي، أي إجابة لمسألة القيم والتنمية؟” ضمن فقرات اليوم الأول من المهرجان، أطرها الأستاذ الباحث امحمد مهدان أستاذ التعليم العالي، ومدير مختبر البحث في العلوم الاجتماعية والإنسانية، إلى جانب الأستاذ إدريس الدريسي أستاذ علم الاجتماع بجامعة ابن زهر بأكادير.
وقد تحدث الأستاذ مهدان عن أهمية تحويل الموروث الثقافي إلى قيمة لا مادية تساهم في التنمية، مبينا عمق استثمار التعدد الثقافي في بناء قيم التعايش، رغم اختلاف الأصول الاجتماعية.
واعتبر المتحدث في الندوة التي أدارها الطالب عبد الكريم ضوبيل، أن ذلك الاختلاف يعد سببا في تحقيق الائتلاف والرحمة بين المجتمعات الإنسانية، مبرزا نماذج من التراث الأمازيغي بالمنطقة المعبر عن قيم التعاون والتضامن. وحذر في مداخلته من التحول الهوياتي الذي يعرفه مجتمعنا، مبينا أهمية الرجوع إلى هويتنا، وجعلها منطلقا للتنمية، وتطرق أيضا لأهمية الحفاظ على الموروث الثقافي لتحقيق الحوار الحضاري والحفاظ على الوحدة الجماعية.
أما مداخلة الأستاذ إدريس الدريسي، فقد أكد فيها عمق رسالة المهرجان في بيان تنوع وخصوصية المنطقة، وشدد على ضرورة الحفاظ على المشترك الانساني في الموروث الثقافي المغربي، بما هو رأسمال اجتماعي، وبما يتضمنه من حمولة ثقافية، تتطلب منا التواصل والحوار نحو بناء العقل التواصلي.
ولفت الدريسي إلى أن أي حياة لا توضع تحت التأمل لا تستحق أن تستمر، وأشار إلى الحياة الثقافية، والحياة التراثية سواء كان التراث ماديا أو غير مادي، والحياة القيمية التي تختصر القيم الموروثة عبر مؤسسات الأسرة أو الشارع أو المدرسة وغيرها من المؤسسات الاجتماعية والسياسية التي تعمل في مجال التنشئة.
وفي حديثه عن موضوع التنمية، تساءل الدريسي عن أي تنمية نريد؟ قبل أن يجيب مؤكدا “التنمية الحقيقية هي تنمية الإنسان قبل كل شيء” وتنمية الإنسان تسبق أي تنمية في الحجر والإسمنت وغيرها من المظاهر المادية للعمران.
أروقة تواصلية ومعارض تراثية.. استمرار المهرجان في يومه الثاني بكلية الحقوق
تميزت الفترة الصباحية من اليوم الثاني31 مارس 2022 بعد انتقال المهرجان إلى كلية الحقوق بعرض مختلف الأروقة التراثية، والأوراش التواصلية الضاربة في عمق التراث المحلي الأمازيغي والصحراوي، وعمل المنظمون على إبراز المعارض وتقديم الشروحات اللازمة حول الزي التقليدي، والتراث المخطوط، والتراث الفني، والمعارض الخاصة بالمناطقية.. وكلها هدفت إلى التعريف بالتراث الذي تزخر به مختلف المناطق الممثلة في المهرجان، وقد عرفت إقبالا وتفاعلا مهما من طرف جموع جماهير الطلاب.
جلسة فنية مع الفنان الأمازيغي القدير حسن ديكوك
في الفترة المسائية من اليوم الثاني بكلية الحقوق حل الفنان الأمازيغي الحسن ديكوك رفقة أعضاء فرقته-فرقة الأنوار، ضيفا على الجمهور الطلابي بجامعة ابن زهر في جلسة فنية ضمن فعاليات هذا العرس الفني، وقدم مقدمات عن الفنون التراثية والتعريف بها، وتحدث عن فرقته وفكرة تأسيسها. فأكد أن الدافع الأساس وراء تأسيس الفرقة هو التنصيص على أن الفن رسالة نهدف من خلالها إلى ترسيخ قيم المحبة والتآزر والتوافق والاعتراف بين مختلف الأجناس، وليس مورد رزق يطغى عليه الاسترزاق على حساب الأذواق والمبادئ، وهو الأمر الذي حاولت الفرقة معالجته في مواضيع أغانيها.
وتطرق الفنان المهتم بقضايا الشعوب العادلة، وبالفن التراثي الهادف، للون الفني الذي يُدعى “الروايس” باعتباره من مميزات الثقافة الأمازيغية بالمنطقة، مبينا واقعه الذي يعلني التهميش من لدن المؤسسات الرسمية والتدنيس من قبل المسترزقين به.
كما نوه بالمهرجان وأهدافه وفقراته المتنوعة داعيا إلى استمرار هذا النشاط الوازن لما له من أهمية في الحفاظ على الموروث الثقافي بالمنطقة.
وفي الأخير قدمت فرقته -الأنوار- برئاسته مجموعة من أشعارها وأغانيها للجمهور الذي تفاعل معها، وعاش معها لحظات فنية امتزجت فيها الكلمات الفنية بالمعاني الجميلة، وتخللت الجلسة إبداعات قدمتها مواهب طلابية في الإلقاء والشعر والمسرح.
اليوم الثالث.. حلقية مركزية وأمسية ختامية
حلقية مركزية حول قضية الطلبة المطرودين:
حطت قافلة المهرجان رحالها في اليوم الثالث بساحة كلية العلوم، وكان للجماهير الطلابية موعد مع حلقة مركزية سلطت الضوء على قضية الطلبة المطرودين من كلية العلوم بأكادير ظلما وبغير وجه حق، رفعت خلالها شعارات قوية منددة بالظلم الذي تعرض له الطلبة المطرودون وحجم معاناتهم ومعاناة أسرهم.
تناول الكلمة في هذه الحلقة، الطالب الحسين كوكادير، وذكر بسياق الملف وبين مظلوميتهم وأكد أنهم ضحية عقليات تسعى إلى حصار العمل النقابي داخل الساحة الجامعة، مشددا على أن التضييق على الفعل الطلابي الجاد بمختلف الجامعات المغربية لن يزيد مناضلي الاتحاد إلا تشبتا بحقهم في النضال والانتظام في صفوف هياكل الاتحاد.
أما كاتب فرع الاتحاد بأكادير فقد تناول حيثيات الحدث والتجاوز القانوني والأخلاقي الذي طال الملف، مشددا على أن الحق لا يسقط بالتقادم، كما أكد أن ذلك لن يحول دون استمرار النضال، ليختم بشكر كل من ساهم من قريب أو من بعيد في الدفاع عن حق الطلبة المطرودين.
إسدال الستار عن مهرجان التراث بأمسية تراثية ختامية
كانت ساحة كلية العلوم يوم الجمعة 01 أبريل 2022 مسرحا للأمسية التراثية الختامية للمهرجان بعد محطات توزعت على الكليات الثلاث وتنوعت بتنوع برنامجها، حيث ضمت فقرات غنائية لفرق موسيقية محلية، مثل فرقة ݣناوة وفرقة الطرب الحساني الشبابي إلى جانب وصلة مسرحية قدمتها فرقة المسرح الجامعي. فضلا عن فن أحواش الذي قدمته الفرق المشاركة، وغيرها من الفنون التراثية بالمنطقة…
حوار مع مدير المهرجان..
البيه: من لا تراث له لا حاضر له
أجرى موقع الاتحاد حوارا مع الطالب أحمد البيه مدير مهرجان التراث، عقب انتهاء فعاليات نسخته الثامنة، سلط من خلاله الضوء على مجموعة من القضايا المرتبطة بمهرجان التراث. وفيما يلي نص الحوار:
- ما الذي يميز هذه النسخة من مهرجان التراث؟
ما يميز هذه النسخة من مهرجان التراث هو ترجمتها لإصرار المناضلين وحرصهم على استمرار المهرجان رغم جميع الإكراهات، ليتواصل الإبداع بنفس متجدد يتفاعل مع القضايا الواقعية التي تهم المجتمع المغربي، ولا شك أن الثراث أحد أهم هذه القضايا. فضلا عن أن المهرجان يأتي في ظرفية زمنية مهمة جدا بعد ما احدثته جائحة كورونا التي خلفت تداعيات عدة.
وما ميز هذه النسخة أيضا هو مشاركة بعض من الفروع الطلابية من خارج جامعة ابن زهر من أجل تلاقح وتبادل التجارب الطلابية، وفتح المجال للإبداعات الطلابية في مختلف الأشكال الفنية.
- لماذا اخترتم التراث كموضوع للمهرجان؟ وما أهميته؟
اختير التراث كموضوع للمهرجان لما يتعرض له التراث من تهميش وتمييع من طرف الجهات المسؤولة، وإقبار لرسائله القيمية المتمثلة في التواصل والحوار ونبذ الفرقة والتشتت. بالإضافة إلى تثمين الموروث الثقافي الغني الذي تزخر به المنطقة.
أما عن أهمية التراث، فتنبع من كونه قاعدة للبناء، وصلة من صلات الربط بين الأجيال، والربط بين الماضي والحاضر، لأن التراث هو رسائل مهمة لها دلالات متعددة إلى هذه الأجيال في الوقت الحاضر، ومن لا تراث له لا حاضر له.
- ما هي أهم الروافد التراثية بالمنطقة؟
الروافد التراثية بالمنطقة متعددة ومتنوعة، لكنه تنوع يخدم الانجماع والوحدة، وليس تعددا يؤسس للفرقة. حيث نجد التراث الأمازيغي والحساني، بالإضافة إلى تراث الجنوب الشرقي من أقاليم درعة تافيلات..
- ما أبعاد مهرجان التراث بالجنوب؟
أبعاد مهرجان التراث والذي اختير له شعار “مهرجان التراث: إحياء للموروث الثقافي، واستمرار للنضال الطلابي” نبذ العنف والفرقة المؤسسة على الاختلافات الجغرافية والإثنية، من خلال الحوار الثقافي. بالإضافة إلى إحياء القيم الثقافية الأصيلة. وتشجيع الطلبة والطالبات على المشاركة والإبداع.
- رسالة أخيرة من مدير المهرجان إلى طلاب الجامعة ومنها لطلاب المغرب
كرسالة أخيرة إلى عموم الطلبة والطالبات، وطلاب جامعة ابن زهر منهم خصوصا، الحفاظ على الموروث الثقافي وتثمينه، وتشجيع كل فن تراثي هادف، قصد إحياء المعاني النبيلة التي رسخها الأجداد.