"تهور وخرق".. القصة الكاملة لفصل الطلبة الثلاثة من الدراسة بأكادير
فجأة.. دون مبرّر أو سابق إنذار!
قررت رئاسة جامعة ابن زهر بأكادير، الخميس 20 فبراير 2020، فصل ثلاثة طلبة نهائياً من الدراسة، يجمعهم مشترك الانتماء إلى فصيل طلبة العدل والإحسان، والنضال تحت لواء الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من داخل مكتب التعاضدية في كلية العلوم، وذلك بدون أسباب منطقية في تجسيد واضح للسياسة البوليسية التي تدار بها الجامِعة عندما تواجه مكونات الحركة الطلابية، وتضيّق على حقها المُكتسب تاريخياً في النشاط الطلابي النقابي والثقافي والعلمي.
وحسب القرار، الذي نشرته إدارة كلية العلوم بأكادير، صباح يوم الخميس، فإن الأمر يتعلق بـ عمر الطالب، ومحمد الحميد، الطالبين في مسلك علوم الحياة، وعبد الناصر طوني، الطالب في مسلك علوم الرياضيات.
جدير بالذكر، أن عمر الطالب وعبد الناصر طوني يَمثُلان رفقة طالبٍ آخر مجَاز في علوم الجيولوجيا، عبد اللطيف الغازي، أمام المحكمة الابتدائية في أكادير ظلماً، بسبب نشاطهم الطلابي داخل كلية العلوم.
كيف بدأت القصة؟
مطلع الموسم الجاري 2019/2020، انتُخِب الثلاثة ضمن ممثلي طلبة الكلية في انتخابات لتجديد مكتب التعاضدية. ومنذ ذلك الحين، كما الحال في كل موسم، برز نشاط أعضاء المكتب في تأطيرهم للفعاليات الطلابية الثقافية منها والتعليمية، والنقابية أيضاً..
ومن بين هذه الفعاليات، حملة استقبال الطالب الجديد، التي اجتهد فيها الطلبة الثلاثة إلى جانب زملائهم في المكتب ومناضلي الاتحاد الوطني لطلبة لمغرب (أوطم)، خدمةً وإرشاداً وتوجيهاً ..
اجتهاد يشهَد له طلبة كلية العلوم، عكس الإدارة، بالسلوك الحسن، والجد، والإتقان والمسؤولية.
وكان من بين المبادرات أيضاً، حصص دعم دراسي استعداداً للامتحانات، استفاد منها أزيد من 7000 طالب وطالبة أسبوعياً.
فضلاً عن الفعاليات النقابية، والاحتجاجات ضد المشاكل التي تتخبّط فيها الكلية، ويعاني منها الطالب الذي أنهكت كاهله سياسات المنظومة الفاشلة. إذ عوَض أن تبحث الإدارة حلولاً لتجاوزها تستمر في نهج المقاربة البوليسية التي من شأنها إحباط العمل النقابي المزعج لها وللجهات الوصية على قطاع التعليم العالي.
المتابعة القضائية ثم الطرد!
في 21 يناير 2020، أعلن وكيل الملك في المحكمة الابتدائية بأكادير متابعة كل من عمر الطالب، وعبد الناصر طوني، وعبد اللطيف الغازي، في حالة سراح بناء على شكاية من كلية العلوم في شخص كاتبها العام، بسبب النشاط النقابي الطلابي لهؤلاء.
وكانت أولى جلسات محاكمة “النشاط النقابي” في السابع من فبراير 2020، قبل تأجيلها إلى اليوم السادس من مارس المقبل.
وبينما يتابع الرأي العام الطلابي أطوار هذه المحاكمة، يُفاجأ بتاريخ 20 فبراير 2020، بقرار رئاسة الجامعة فصل الطالبين عمر وعبد الناصر، ومعهما الطالب محمد الحميد، بناء على مجلس تأديبي صوري عقدته إدارة كلية العلوم دون حضور المعنيين بالأمر، ولم يتوصل الطلبة الثلاثة بخبر عن عقد مجلس تأديبي في حقهم إلا بعد حوالي شهر.
وفي الـ21 من فبراير الجاري، انتفض طلبة كلية العلوم بأكادير، في وجه إدارة مؤسستهم بعمادتها وكتابتها العامة، بعدما أعلنوا مقاطعة شاملة للدراسة، ونظموا مظاهرة احتجاجية حاشدة طالبت بالتراجع عن قرار فصل زملائهم من الدراسة، وإنصافهم، مؤكدين أن الطرد هو عِقاب للنشاط الطلابي داخل كليتهم، يستهدف نقابة “الاتحاد الوطني لطلبة المغرب”، ويهدد جميع الطلاب في الكلية.
تهوّر وخرق للحقوق
وبالتزامن مع الاحتحاجات، تفاعل عدد من السياسيين والحقوقيين مع قرار الفصل الذي اعتبروه “متهوراً وطائشاً”.
رئيس الجمعية المغربية لحقوق الإنسان، عزيز غالي:
“نعتبر هذا القرار خرقاً سافراً للحق في التنظيم، والحق في متابعة الدراسة، وسنتحرك من أجل حق الطلبة الثلاثة للعودة إلى فصولهم الدراسية”
الرئيس السابق للعصبة المغربية للدفاع عن حقوق الإنسان، عبدالرزاق بوغنبور:
“في خطوة متهورة وطائشة، أقدمت رئاسة جامعة ابن زهر بأكادير على اتخاذ قرار الطرد النهائي في حق 3 طلبة مناضلين في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بكلية العلوم بهدف الإجهاز على الحرية النقابية والحق في التنظيم والتعبير.
كل الإدانة لهذا القرار غير المقبول بحرمان طلبة مناضلين من مواصلة تعليمهم الجامعي، فقط لأنهم تفانوا في خدمة الطلبة وتأطيرهم نقابياً وعلمياً وثقافياً”
عضو الدائرة السياسية لجماعة العدل والإحسان، حسن بناجح:
“عندما تتحول الجامعة إلى ثكنة أمنية، وعندما تتحول الإدارة من مهامها الأكاديمية والتربوية إلى أداة في يد السلطة لتصفية حسابات سياسية مع أصحاب الرأي، تكون النتيجة طرد ثلاثة طلبة بقرار بعيد كل البعد عن المقاربة التربوية في جامعة ابن زهر بأكادير التي دأبت إدارتها على اصطناع الأزمات”
لماذا هذا الاستهداف؟
“الصورة واضحة، الغرض من الطرد هو ذر الرماد في العيون، وإشغال الطلبة عن العبث الكبير والارتجالية المطلقة في تنزيل مشروع البكالوريوس”، يقول الكاتب الوطني لأوطم صابر امدنين.
ويضيف: “تابعنا جميعا منذ انطلاق الموسم الجامعي حجم التجاوزات والتضييقات، التي قامت بها الإدارة عن سبق إصرار وترصد، و التي وصلت لحد متابعتهم قضائيا، و منعهم من القاعات، وتكسير سبوراتهم وحرق إعلاناتهم ليلاً”.
وبهذا يعتبر امدنين أن “الجامعة فقدت استقلاليتها وجعلت من مؤسسة العلم والمعرفة ملحقة أمنية تأخذ تعليماتها من الأجهزة الأمنية”.
للتواصل:
نائب الكانب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب
الحسين كوكادير
652-815658 212+