بقلم الطالب: عبد الكريم ضوبيل، نائب الكاتب العام لفرع أوطم بأكادير
مرت من الأيام 100 يوم، مدة من الزمن “ما كيجمعها غير الفم” كما يقول المغاربة في لسانهم الدارج. في دول الديمقراطيات العريقة، تكون الشعوب على موعد مع حكوماتها مئة يوم بعد انتخابها لتعرض لها حصيلة عملها في المائة يوم الأولى هذه. أما في “دولة” المغرب فلم تشفع هذه الأيام التي يقضيها ثلاثة طلبة مطرودين أمام أبواب مؤسسات يفترض فيها الاحتضان و فتح أبوابها لكل طالب؛ لم تشفع؛ في زعزعة ضمير ساكن لا يلقي بالا لمظلومية ثلاثة طلبة، و لم تشفع في أن تفتح بابا لحل هذا المشكل الذي طال أكثر مما يجب.
في حديثنا عن دلالات هذا الصمود البطولي الذي قل أن نجد له مثيلا إلا في السير، لا بد أن نستعرض سياق هذا الملف، ففي هذا السياق تستمد هذه القضية معاني أخرى تزيد أصحابها عزا إلى عز و شرفا إلى رفعة.
جاءت قضية طرد طلبة أكادير في سياق وطني سمته الهجوم على الحركة الطلابية المغربية و الزحف على مكتسباتها، فكانت محاولة السطو على مقر أوطم المركزي من طرف الدولة المغربية، و جاء في سياق الإعداد لمشروع “إصلاح تربوي” يهدف إلى إعادة هيكلة النموذج البيداغوجي للجامعة المغربية.
باستحضار هذه المعطيات و غيرها من الشواهد كثير لا يمكن لكل ذي عقل سليم أن يعزل قضية طرد طلبة أكادير عن سياقها العام الذي يوضح حقيقتها أنها قضية 3 طلبة مناضلين داخل نقابة طلابية في مواجهة جهات ضاقت ذرعا بالعمل النقابي و الأصوات الحرة.
تلك أولى الدلالات، أما ثانيها فهي طبيعة معدن هؤلاء الطلبة، صمود قل نظيره كما قيل سابقا. مئة يوم من المرابطة أمام أسوار الكلية و بعدها الجامعة قضيت مجمل ساعاتها في المطالعة و المناقشات الرصينة لهي خير دليل على أن هؤلاء هم نخبة الجامعة المغربية، و أن هاته الأخيرة لا تريد أمثال هاته النماذج..
في قول ينسب إلى الأديب الروسي ديستوفسكي “البدايات للكل و الثبات للصادقين” و كفى بمئة يوم دليلا على صدق هؤلاء الطلبة. إننا بهذه الكلمات لا نخلد المئوية الأولى للمعتصم المفتوح للطلبة المطرودين و فقط، بل نجدد التذكير بأن هذا الملف لن يطاله نسيان و لا تقادم، و أنه قضية مركزية عندنا لا نرضى فيها بما دون الإنصاف.