ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﻘﻒ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺟﻨﺒﺎ ﺇﻟﻰ ﺟﻨﺐ ﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ , ﻭﺗﻬﺘﺰ ﺍﻟﺸﻮﺍﺭﻉ ﻭﺍﻷﺯﻗﺔ ﺑﺄﻫﺎﺯﻳﺞ ﺍﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ , ﻭﻳﺴﻮﺩ ﻋﻠﻰ ﻟﺴﺎﻥ ﺍﻷﻏﻠﺒﻴﺔ ﻣﺼﻄﻠﺢ ﻟﻨﻘﺎﻃﻊ ﺍﻟﻤﻬﺰﻟﺔ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﻴﺔ، ﺳﻨﻜﻮﻥ ﻗﺪ ﺩﺧﻠﻨﺎ ﻟﻤﺮﺣﻠﺔ ﺗﺰﻛﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ، ﻭﺗﻤﻜﻨﺎ ﻣﻦ ﺍﻟﻮﺻﻮﻝ ﺇﻟﻰ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺤﻘﻴﻘﻲ ﻭﺍﻟﻮﺍﻗﻌﻲ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﻛﻞ ﺍﻟﺘﺸﻨﺠﺎﺕ ﺍﻟﺘﻲ ﻟﺤﻘﺖ ﺑﻬﺎ , ﻭﻣﻦ ﻣﻨﻄﻠﻖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﺣﻘﻴﻘﺔ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺣﻜﻢ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻟﺸﻌﺐ ﻳﻤﻜﻦ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻷﺧﻴﺮ ﺃﻥ ﻳﻨﺘﻘﻞ ﺑﻨﻔﺴﻪ ﻣﻦ ﻏﻤﻮﺽ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﺔ ﺇﻟﻰ ﻭﺿﻮﺣﻬﺎ ﻭﻣﻦ ﻋﺠﺰﻫﺎ ﺇﻟﻰ ﻗﻮﺗﻬﺎ، ﻭﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻀﻤﻦ ﻛﺮﺍﻣﺔ ﺍﻟﻌﻴﺶ ﻭﺣﺮﻳﺔ ﺍﻟﺘﻌﺒﻴﺮ ﻭﻳﺤﻘﻖ ﺑﺬﻟﻚ ﺍﻟﻌﺪﺍﻟﺔ ﺍﻹﺟﺘﻤﺎﻋﻴﺔ .
ﺇﻥ ﻃﻤﻊ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻓﻲ ﺧﻄﺎﺏ ﺳﻴﺎﺳﻲ ﻭﺍﺿﺢ ﻳﺴﺮﻱ ﻣﻔﻌﻮﻟﻪ ﻋﻠﻰ ﺃﺭﺽ ﺍﻟﻮﺍﻗﻊ ﻟﻦ ﻳﺘﺤﻘﻖ ﺇﻻ ﺑﻪ ﻭﺫﻟﻚ ﻋﺒﺮ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﺷﻌﺒﻴﺔ ﻭﺍﺣﺪﺓ ﺗﺘﻤﺘﻞ ﻓﻲ ﻣﻄﺎﻟﺒﺘﻪ ﺑﺎﻟﺘﻐﻴﻴﺮ .
ﻗﺪ ﻳﻜﻮﻥ ﻣﻦ ﺍﻟﺼﻌﺐ ﺗﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻟﻜﻦ ﻣﻦ ﺍﻟﻤﺴﺘﺤﻴﻞ ﻧﺴﻴﺎﻧﻬﺎ ﺧﺼﻮﺻﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻔﺘﺮﺓ ﺍﻟﺘﻲ ﻳﻐﻠﺐ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺍﻟﺮﻳﻊ ﻭﺍﻟﻔﺴﺎﺩ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺑﻐﺾ ﺍﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ ﺃﺷﻴﺎﺀ ﻭﺃﺷﻴﺎﺀ ﻗﺎﺩﺕ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺇﻟﻰ ﻧﺴﻴﺎﻥ ﺃﺻﻮﻟﻪ،ﻭﺇﻧﻪ ﻻ ﺃﻣﺮ ﻋﻈﻴﻢ ﺃﻥ ﻳﻄﺎﻟﺐ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﻃﻌﺔ ﻭﻳﻌﻲ ﺟﻴﺪﺍ ﺃﻥ ﺍﻹﻧﺘﺨﺎﺑﺎﺕ ﻣﺴﺮﺣﻴﺔ ﺩﺭﺍﻣﻴﺔ ﻭﺃﺳﻄﻮﺭﺓ ﺧﻴﺎﻟﻴﺔ .
ﻭﻟﻴﺲ ﺛﻤﺔ ﺷﻚ ﻋﻠﻰ ﺃﻥ ﺍﻟﺸﻌﺐ ﻫﻮ ﺍﻟﻤﺤﺮﻙ ﺍﻟﻮﺣﻴﺪ ﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﻫﻮ ﺍﻟﺬﻱ ﺑﻴﺪﻩ ﺯﻣﺎﻡ ﺍﻷﻣﻮﺭ ﻭﻣﻔﺘﺎﺡ ﺍﻟﺘﻐﻴﻴﺮ ﻭﺑﺎﻋﺘﺒﺎﺭﻩ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻼ ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺑﺪﻭﻥ ﺇﺭﺍﺩﺓ ﻭﻻ ﻭﺿﻮﺡ ﻓﻲ ﺍﻟﻤﻨﻬﺠﻴﺔ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻴﺔ ﺑﺪﻭﻥ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ .
ﻭﻋﻠﻰ ﻏﺮﺍﺭ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﺍﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﺍﻟﻤﺘﺪﻧﻲ ﻓﻲ ﺃﻛﻔﺲ ﺍﻟﻤﺮﺍﺗﺐ ﻳﺼﺒﺢ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ ﻓﻲ ﻣﺄﺯﻕ ﻻ ﻳﺤﺴﺪ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﻨﺎﺗﺞ ﻋﻦ ﺗﺒﻌﺘﺮ ﺍﻷﻭﺭﺍﻕ ﻭﻣﻴﻮﻋﺔ ﺍﻷﺧﻼﻕ،ﻭﺍﻟﺘﺼﻔﻴﻖ ﻟﻬﺬﺍ ﺍﻟﻮﺿﻊ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺇﺑﺎﺩﺓ ﺟﻤﺎﻋﻴﺔ ﻷﻏﻠﺐ ﻣﻜﻮﻧﺎﺕ ﺍﻟﻤﺠﺘﻤﻊ ﺍﻟﻤﺪﻧﻲ ﺑﻤﺨﺘﻠﻒ ﺃﺷﻜﺎﻟﻬﺎ ﻭﺃﻟﻮﺍﻧﻬﺎ ﺣﻴﺚ ﺃﻥ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺘﻲ ﺗﺆﻣﻦ ﺣﻘﺎ ﺑﻮﺟﻮﺩ ﺩﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻔﻬﻮﻣﻬﺎ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ، ﻻ ﺗﺘﺨﺪ ﻣﻦ ﺗﻌﺪﺩ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻣﻨﺒﻌﺎ ﺃﺻﻴﻼ ﻟﻬﺎ ،ﻳﻜﻔﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺪﻭﻟﺔ ﺍﻟﺪﻳﻤﻘﺮﺍﻃﻴﺔ ﻭﺟﻮﺩ ﺣﺰﺏ ﺃﻭ ﺣﺰﺑﻳﻦ.
ﺑﻘﻠﻢ: ﺳﻔﻴﺎﻥ ﺍﻟﻮﺭﺳﺎﻧﻲ