ندوة تواصلية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب على خلفية منع النسخة السادسة من ملتقى القدس
نظمت الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب يوم الخميس 24 مارس 2024 ندوة تواصلية على خلفية منع النسخة السادسة من ملتقى القدس بجامعة عبد المالك السعدي-تطوان الذي كان من المزمع تنظيمه أيام 21، 22، 23 مارس 2024 تحت شعار “طوفان الأقصى..شرف الأمة وعزتها، عنوان نصرها وسبيل تحررها”
وقد كانت الكتابة الوطنية قد أعلنت عن الندوة عبر بلاغ على صفحتها الرسمية في الفيسبوك، ودعت فيها مختلف المنابر الإعلامية ووكالات الأنباء والهيئات الحقوقية والمجتمعية وعموم الجماهير الطلابية إلى متابعتها عبر البث المباشر على الصفحة الرسمية
ابتدأت الندوة بكلمة لمسيرتها الطالبة أميمة أيت لقتيب المكلفة بلجنة الطالبة بالكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب، إذ وجّهت من خلالها تحية لكافة الطلبة والطالبات والمنابر الإعلامية والهيئات الحقوقية والمجتمعية والفضلاء الذين يتابعون الندوة التواصلية، لتوضح من بعدها السياق الذي جاءت فيه هاته الندوة التواصلية وملتقى القدس، حيث عبرت أنه جاء في سياق يعرفه العالم وهو الإبادة الجماعية على قطاع غزة والمجاعة الممنهجة التي يشنها الكيان الغاصب على مرأى العالم، ليظهر أن طلبة المغرب كانوا ولا يزالون أوفياء للقضية الفلسطينية باعتبارها قضية مركزية، وأردفت أن هذا المنع جاء ليؤكد أن المؤسسات الرسمية لا زالت وفية لمسار التطبيع المرفوض من طرف الشعب بكافة فئاته، لتعرف بعد بذلك بمن يرافقها في الندوة من الكتابة الوطنية للاتحاد، الكاتب الوطني الطالب صابر إمدنين، والمسؤول عن العلاقات الخارجية الطالب عدنان ندير، والمكلف باللجنة النضالية الطالب عبد الكريم الضوبيل، لتحيل الكلمة بعد ذلك للطالب عدنان ندير ليتحدث عن سياق الملتقى وأهدافه..
بدأ عضو الكتابة الوطنية والمكلف بالعلاقات الخارجية الطالب عدنان ندير مداخلته بالتعريف بملتقى القدس، إذ عرف أن الملتقى قد دأب الاتحاد على تنظيمه منذ 2012 وجرت العادة على تنظيمه كل سنتين لينتقل بعد ذلك للتعريف بالسياق الاستثنائي الذي نظم فيه هذه السنة والذي لا يخفى على الجميع وهو معركة طوفان الأقصى التي سطرتها المقاومة الباسلة وحرب الإبادة الجماعية التي يشنها الكيان الغاصب بشكل ممنهج تجاه قطاع غزة، وأضاف أنه يأتي في سياق استمرار وإصرار النظام السياسي المغربي على التشبث بالتطبيع رغم الرفض الشعبي، لينتقل بعد ذلك لتحديد الأهداف، وحسب قوله أن أول هدف للاتحاد والذي كان مسطرا من خلال هذا الملتقى هو إسقاط التطبيع الأكاديمي والتطبيع بشكل عام، والتعبير عن صوتنا كطلاب مغاربة أحرار من التطبيع الذي وقعت عليه الدولة المغربية والموقف الرافض لهاته السياسات التطبيعية وخصوصا التطبيع الأكاديمي الذي قامت مجموعة من المؤسسات الجامعية بالانخراط فيه، لينتقل في معرض كلمته لإرسال رسالة للدولة المغربية ووزارة التعليم العالي “كفاكِ عبثا” وطرح تساؤلا بعدها مفاده “الطلاب المغاربة ضد التطبيع فلماذا كل هذا الإصرار على التطبيع؟”، ليختتم كلامه بعرض برنامج الملتقى الذي عبر أن الأقدار شاءت أن يُمنع الطلبة من تنظيم الملتقى في فضائهم الطبيعي فضاء الجامعة ولكن للاتحاد وسائله في تصريف محتوى ملتقى القدس في نسخته السادسة.
ليأخذ بعد ذلك الطالب عبد الكريم الضوبيل الكلمة ويتحدث عن سياقات وتداعيات منع ملتقى القدس، إذ بدأ مداخلته بالتعبير على أن سياق منع ملتقى القدس يتجلي في محددين اثنين أولهما التغول الأمني المتجلي في اعتبار السلطة السياسية بالمغرب القبضة الأمنية جوابا على كل الأسئلة المطروحة سواء الأسئلة السياسية أو الاقتصادية أو الاجتماعية، ففي السنوات الأخيرة أصبحنا نجد تغولا أمنيا للعقلية الأمنية في تدبير القرار السياسي والاجتماعي بالمغرب، وهذا ما يتجلى في مجموعة من المحاكمات والزحف في الحق على تنظيم أنشطة مختلف مكونات المجتمع المغربي، وأردف أن هذا ما عانوه في الاتحاد الوطني لطلبة المغرب مع مجموعة من الأنشطة المركزية التي ينظمونها بشكل دوري منذ ثلاثين سنة وثانيهما الموجة التطبيعية التي عرفها المغرب منذ توقيع اتفاقية التطبيع، فتوقيع هذه الاتفاقية منح السلطة المغربية شعورا بنوع من القوة حيث أصبحت تتغول في زحفها على جميع الحقوق، وهو ما تجلى في مجموعة من القرارات الجائرة والتعسفية التي هضمت مجموعة من الحقوق المدنية والسياسية داخل المجتمع المغربي، لينتقل للحديث عن تداعيات منع الملتقى وأوضح أنه ستكون هناك تطورات وتداعيات خطيرة خصوصا في بلد يسوق لخطاب يتعلق بحقوق الإنسان ودولة الديموقراطية ومجموعة من الشعارات الرنانة لكنه يقابلها على العكس بممارسات لا صلة لها بحقوق الإنسان، ليختتم مداخلته بدعوة للتعقل ورفع الحصار على كل الأنشطة التي تنظمها القوات الحية داخل المجتمع المغربي..
وفي المداخلة الأخيرة استهلّ الكاتب الوطني صابر إمدنين بتحية لكل الطلبة الأحرار المتشبثين بحقهم في التنظيم ولكل الشعب المغربي الذي لم يغادر الميادين منذ السابع من أكتوبر وللمقاومة الفلسطينية التي صنعت هذا النصر الاستراتيجي الكبير، وحسب قوله أن هذا المنع بهذه الطريقة التي عبر أنها “فجة وبئيسة” أصبح يوفر على الاتحاد الكثير من الوقت للتعبير عن مجموعة من الحقائق، منها ثلاثة أساسية وهي أن هذه الدولة دولة تعليمات لا دولة مؤسسات، والصورة التي رسمت في ملتقى القنيطرة وملتقى البيضاء وملتقى تطوان الآن أبانت ذلك، والحقيقة الثانية هي أن القضية الفلسطينية هي قضية أحرار الشعب المغربي لا قضية النظام السياسي، والعالم كله تابع ما فعله المغاربة قبل طوفان الأقصى وبعده، وفي المقابل نسلط الضوء على ما قدمه المخزن فنجد أنه لا توجد أي مبادرة، فقط بيانات مكتوبة بلغة خجولة كمغاربة نخجل منها ولا تمثلنا لأنها تساوي بين الضحية والجلاد، ولا يوجد بيان يؤكد أن الصهاينة مجرمي حرب، وأضاف أن الحقيقة الثالثة هي أن الطلبة والمتتبعين للشأن الجامعي يلمسون درجة الاختراق الصهيوني للمؤسسات الجامعية من خلال عدد الاتفاقيات المشؤومة التي وقعتها رئاسات الجامعات والعمادات مع جامعات صهيونية وجامعة عبد المالك السعدي لم تكن بدعا من هذا الأمر بل كانت من السباقين والمهرولين للتطبيع مع جامعة حيفا الصهيونية، وهذا المنع يؤكد أن هناك ضغطا كبيرا ولم تعد المؤسسات الجامعية قادرة على أن تقول لا أمام ماكينة التطبيع، ليؤكد في الختام أن الاتحاد مستمر بتنظيم أنشطته أبى من أبى وكره من كره، ومستمر في تنزيل فعاليات ملتقى القدس السادس
وفي ختام الندوة قدمت مسيرتها الطالبة أميمة أيت القتيب الشكر لأعضاء الكتابة الوطنية وللطلبة والطالبات مناضلي الاتحاد الذين أبانوا عن صمودهم وثباتهم في الميدان، والمنابر الإعلامية التي تابعت هذه الندوة، ولمدرسة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب التي تعلم في كل محطة أن الحق ينتزع ولا يعطى.
هيئة التحرير