الرئيسيةالملتقى الوطني 17

نحن جيل جديد..نحنُ على العهد ما حِدنا ولا نحيد

شهدت جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء حدثا مأساويا لا يليق بدولة تتغنى بشعار الحق والقانون، دولة تعتبر نفسها من دعاة الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية، والحديث هنا عن الملتقى الطلابي الوطني 17 الذي نظمه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب تحت شعار: “من أجل فعل طلابي مجتمعي يحصن الجامعة، ويدافع عن الحقوق والحريات”، والذي حدد بتاريخ: 13 مارس إلى حدود 18 من الشهر نفسه.

*الثقة الزائدة
تتجسد الدولة المتحضرة في قوانين وقواعد ومبادئ، وعلاقتها بالفرد هي علاقة إشراك لا إقصاء، وهو الأمر الذي يكسب مؤسساتها طابع الثقة، وغير ذلك هو ضرب في القوانين والقواعد والأعراف، فلئن منعت الدولة أفرادها من التعبير عن آرائهم ومواقفهم في إطار قانوني يكفله الدستور، كان ذلك سببا في تدهور الدولة وتدهور مؤسساتها، والحال أن ما حدث في الفترة الممتدة من يوم الإثنين 13 مارس إلى يوم الخميس 16 مارس بجامعة الحسن الثاني “منعرج خطير في مسار الدولة المغربية”، نعم إنه ليس حدثا جديدا في تاريخ الاعتداءات على طلبة المغرب، لكنه الأول من نوعه الذي أعاد صور التعذيب والتعنيف والاعتداء أمام أنظار جيل جديد لم يعيشوا ذلك التاريخ الأسود، وقد صدموا بما رأوه!

والحال، أن اختيار الدولة المغربية للعنف الدموي بدل الحوار، وتعمد تعنيف الطلبة العزل بطريقة وحشية وهمجية أمام عدسات الإعلام المحلي والعالمي، هو نتيجة “الثقة الزائدة” التي تجسدت في عدة أسباب، من بينها:

• اطمئنان الدولة المغربية للواقع المرصود، عن طريق ما يصلها من أرقام وإحصاءات تعبر عن الوضع المتدهور والهش الذي يعيشه الطلبة المغاربة سواء في الأسرة أو الجامعة؛
• الثقة في مخططاتها ومشاريعها التي تختبئ وراء شعارات رنانة تذهل الأذهان، بينما هي خطط لمحاربة القيم السامية والأخلاق الرفيعة والفكر والعلم الراشد؛
• اعتقادها أن القيم المنتشرة بين الطلبة هي قيم الذاتية والنفعية والأنانية بدل قيم التضامن والتآزر؛
• إدارتها لشبكة واسعة من المنصات والمنابر والقنوات الإعلامية التي تسعى إلى تدجين واستحمار الطلبة، وكذا بث اليأس والسلبية والحزن بينهم.

*الصدمة
أعدت آلة القمع البوليسية العدة لمنع الملتقى الطلابي الوطني، وهي في حلة من الثقة الزائدة والإعجاب بالذات، وظنت أنها فازت بالمعركة قبل بدئها، لكن حدثت “الصدمة”، الصعاليك حسب قولها كانوا في الميدان رجالُ، والمتهورون حسب ظنها كانوا حكماءُ، ومن ظنت أنهم سيتخذون مسار العنف ضدها كانوا ضد العنف سمحاءُ، فتجلت في الميدان الآية الكريمة: “ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين”، والميدان هو المدرج وقاعة الدراسة، والميدان هو الكلية المحاصرة التي أغلقت أبوابها في وجه الطلبة، والميدان يا سادة هو سيارة الإسعاف والمستشفى!

إن الناظر في الصمود الذي جسده الطلبة، يدرك أنه أمام جيل جديد، جيل ليس كما سوق له، إنه جيل مسالم، متضامن ومحب، ولعل قوة هؤلاء الطلبة تجلت في سلميتهم، وصمودهم، وثباتهم على حقهم في تنظيم نشاط ثقافي، فكري وتوعوي، وأدركت بذلك الدولة المغربية أن حساباتها هي حبر على ورق، وأن الأمل واللامفكر فيه في حساباتها يظل وارد الحدوث دوما، ومن جهة أخرى أكد صمود الطلبة المغاربة في إطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب، أن الاتحاد هو الحل الوحيد لحماية كرامة الطالب المغربي ولنيل الاعتراف، فضلا على أن النقابة هي أحد أسس الدولة التي سعت الدولة لتهميشها وإقصائها وإضعافها، فلا يزيد ذلك الدولة إلا ضعفا، مثل الحية التي تعض نفسها.

خلاصات
• استمرار الدولة المغربية في نهج العنف بدل الحوار لن يزيدها إلا تخلفا وضعفا؛
• النظام المخزني نظام مستبد، ولن يقبله الجيل الحالي من الشباب المغاربة؛
• التاريخ مليء بالدول والامبراطوريات التي علت وتجبرت ثم ضعفت وانتهت، فهل من متعظ؛
• المستقبل للكرامة والحرية والعدل؛
• الشباب المغربي شباب مسلم مسالم ضد العنف والظلم.

بقلم: الطالب حمزة الودان

اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium