مهرجان النصر.. و آخر لبنة في صرح الهيكلة
تعرض أعضاء مجلس القاطنين، منذ بداية الموسم الجامعي 2013-2014، إلى مختلف أنواع القمع و الترهيب من طرف إدارة الحي الجامعي في محاولة لثنيهم عن دربهم النضالي الذي عاهدوا عليه الطلبة بصفتهم ممثليهم داخل مؤسسة الحي الجامعي، حيث تم احتجاز ثمان طالبات و طالبين اثنين داخل إدارة الحي لمدة أربعة أيام و دون أدنى مقومات الحياة بعد أول خطوة نضالية قام بها مجلس القاطنين بعد “هدنة” ثلاثة أشهر كانوا يأملون بأن تفتح فيها الإدارة باب الحوار أمامهم من أجل استعادة حقهم القانوني في السكن الذي حرموا منه قسراً. إلا أن هذه المعركة التي حملت اسم “معركة الكرامة” عادت فيها الكلمة الأخيرة إلى الطلبة أعضاء و عضوات مجلس القاطنين الذين تسببوا في طرد مدير الحي الجامعي الذي عمر لأزيد من عقدٍ من الزمن، إضافة إلى استعادة حقهم المشروع في السكن.
إن الهدف الوحيد لإدارة الحي الجامعي من خلال هذا الطرد التعسفي، و من خلال مختلف الممارسات التي تقوم بها كل موسم، هو نسف هياكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في شخص مجلس القاطنين، الذي كان و لا يزال يتصدى لمختلف مخططاتها الإقصائية و التهميشية، إلا أن مكتب فرع الاتحاد بجامعة محمد الأول بوجدة كان له رأي آخر في الموضوع بأن أعلن عن تنظيمه للانتخابات الطلابية أيام 17-18-19-20 دجنبر 2013، و هي الانتخابات التي نجحت بمختلف كليات الجامعة، و تعذر تنظيمها آنذاك بالحي الجامعي نظراً لظروف المرحلة خاصة باقتراب موعد الامتحانات.
مع طرد مدير الحي الجامعي، و استعادة الطالبات المطرودات لحقهن في السكن، نظم مكتب فرع الاتحاد تظاهرة احتفالية بانتصار الطالبات و ذلك يوم الاثنين 31 مارس 2014، و التي اعتبرها مجلس القاطنين الفرصة الأنسب ليعلن من خلالها عن تنظيمه لانتخابات تجديد أعضاءه خلال الثلاثة أيام الموالية ليتم بذلك استكمال هيكلة مكتب الفرع بنجاح هاته الانتخابات. و قد فاقت نسبة المشاركة في هاته الانتخابات النصف حي تجاوزت نسبة 56% بقليل و هي نسبة تعتبر جد مشرفة. و قد نظم مجلس القاطنين في اليوم الثالث من الانتخابات أمسية الفرز تحت شعار “مهرجان النصر” الذي أقيم بمكتبة انطلاقاً من الساعة التاسعة ليلاً.
و تميز ت الأمسية بحضور طلابي كثيف تفاعل بشدة مع مختلف الفقرات، كما وقف وقفة افتخار و احترام للطالبات المنتصرات في مشهد مهيب أثر في مختلف الحاضرين. و بعد الافتتاح بتلاوة آيات من كتاب ربنا عز وجل، قدمت “مجموعة المحبة” أول وصلاتها الإنشادية، تم بعدها استقبال الطالبات “المنتصرات” و تهنئتهن قبل أن تقدم إحداهن كلمة استنكرت فيها غياب “الوازع الإنساني” لدى الإدارة التي عاملتهن بطريقة قد لا تكون حاضرة حتى في مخافر الأمن أو زنانزين السجون.
كما شهد “مهرجان النصر” إلقاء كلمة لعضو بهيئة دفاع الطالبات أشاد فيها ببطولتهن، مشيراً إلى أنه لم يتفاجأ كثيراً حين سمع بقضية الاحتجاز، و اعتبر أن الأمر ليس بغريب على إدارة الحي الجامعي التي كانت تمارس هكذا أفعال منذ أن كان “كاتباً عاماً لمجس القاطنين”، إضافة إلى كلمة لأحد أعضاء رابطة قدماء مناضلي أوطم ذكر فيها بأن بطولة الطالبات “استثنائية” و شدد فيها على وجوب الالتفاف حول هياكل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب من تعاضديات و مجلس القاطنين مشيراً إلى أنهن يجب أن يفخرن بهذا الانتصار “التاريخي”.
و تخلل فقرات البرنامج مشاركة طلابية، ألقت فيها إحدى الطالبات قصيدة شعرية على مسامع الحاضرين، بالإضافة إلى موعظة ألقاها أحد الطلاب، قبل أن يختتم النشاط بعرض ساخر للفكاهي “يوسف حامدي”، الذي يلبي دائماً دعوة الحضور إلى الأنشطة الطلابية، ما يجعله محبباً عندهم بشكل خاص، خاصة و أنه يقدم وصلات فنية فكاهية هادفة و طريفة في آن واحد.