مهرجان القدس بالرباط يسدل الستار رغم المنع والحصار
على إيقاعات الصمود والحرية للشعوب العربية و أنغام التحرير لفلسطين أسدل مهرجان القدس الستار في نسخته الثالثة تحت شعار ” فلسطين تقاوم وأمة تتحرر” و الذي نظم من قبل لجنة قضايا الأمة والتضامن فرع الرباط بكلية الحقوق السويسي يومي 25 و 26 .
أبريل 2017، وقد عرف تنظيم هذا المهرجان عدة أشكال تضييقية من قبل إدارة الكلية ابتدأت بشد الخناق على مدخل الكلية حيث تم إجبار الطلبة على الكشف على بطاقة الطالب ثم غلق مكتبة الكلية حيث منع الطلبة من طبع البحوث والمراجعة وسحب المراجع ليتلوها بعد ذلك قطع الكهرباء على الكلية..مما جعل الطلبة في حالة استياء كبيرة اضطرتهم إلى القيام بأشكال تنديدية من مسيرات, حلقيات وكلمات استنكارية تصدت لها الادارة بآذان صماء واستهانة بكرامة الطلبة، لكن بالرغم من كل ذلك استطاع مناضلوا الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالرباط رفقة الجماهير الطلابية الاستمرار في تنظيم وتنزيل برنامج المهرجان وفاء للقضية الفلسطينية ونصرة لقضايا الأمة.
وقد افتتح اليوم الأول باستقبال مشاركات الطلبة في مسابقة الرسم التي حملت عنوان “ارسم للقضية” إلى جانب معرض الكتب والمنتجات. هذا بالإضافة إلى فقرات تواصلية لاستطلاع أراء الطلبة حول القضية الفلسطينية, تلتها مسرحية لطالبات جامعة محمد الخامس والتي تعبر عن واقع المجتمع العربي وعن هموم الأمة الإسلامية تجلت شخصياتها في أربع دول;المغرب,مصر, سوريا وفلسطين واختتم اليوم الأول بوصلة إنشادية من تقديم الفنان المتألق “سفيان بن الهاشمي” وفرقته المبدعة.
انطلق اليوم الثاني باستمرار التواصل عبر الأروقة وكذلك معرض الكتب وبالموازاة أقيمت مسابقة سرايا صلاح الدين الأيوبي, ليختتم اليوم الثاني بحفل تعددت فقراته ووصلاته, بدأ بآيات من الذكر الحكيم, لتتوالى الفقرات الإبداعية من إنشاد ومسرح وشعر وزجل, أيضا تم تتويج الفائزين بمسابقة سرايا وأحسن لوحة.
وتخللت هذه المواد كلمات:
أولها كلمة للكاتب العام للاتحاد الوطني عبد الكبير سحنون التي عبر فيها قائلا: “لتبقى القضية الفلسطينية هي المؤتتة لمسار مناضلي الاتحاج الوطني لطلبة المغرب وأحييهم لتحديهم الظروف التي صادفتهم من منع وتهكم ” مسترسلا: “يأبى مناضلوا أوطم إلا أن يُبرزوا ويُذَكروا بالقضية الفلسطينية بأشكال بسيطة في حين رسالتها تكون قوية للأنظمة, فإن كانت الأنظمة طبَّعت مع الكيان الصهيوني فإن الشعوب تندد ولا تتنازل في النضال والدعم للقضية الفلسطينية وتؤكد أنها روح قضيتهم.” كما جاء على لسانه : “إن المغاربة كان لهم حضور فعلي في القضية الفلسطينية في الميدان بحضورهم في ساحة الجهاد وكان لهم أثر كبير الذي شهد به المجاهد صلاح الدين الأيوبي وأَمَّنَهُم عليها كما أن لنا في فلسطين حارة المغاربة وباب المغاربة“.
ثم كلمة ممثلة لجنة قضايا الأمة والتضامن لفرع الرباط فاتحة آيت القاضي تقول فيها: ” فلسطين هي روح الأمة وقلبها الخافق ومركز وحدتها, وتحريرها والحفاظ عليها مسؤولية كل من ينتمي لهذه الأمة , فإن حال الأمة من حال فلسطين, فإن كانت فلسطين بخير فالأمة بخير وكل تطور تشهده الأمة في اتجاه الحرية والعدل والديموقراطية يمثل خطوة في اتجاه تحرير فلسطين .”
ثم تلت آيت القاضي وثيقة العهد الأبدي الذي سطرها ووقعها كل من رائد صلاح وعكرمة صبري وحامد الشناوي والتي رددها معها الجمهور الحاضر كلمة كلمة وعبارة عبارة وفاءا للعهد واستمرارا في الوعد.
ثم كلمة مسؤولة اللجنة الوطنية لقضايا الأمة والتضامن دعاء العلوفي تعبر فيها : “ليس العدو الصهيوني فحسب من يحارب فلسطين بل إن كل الأنظمة المساوِمة و المستبدة تحاربها و تساهم في الظلم الذي يتعرض له إخوتنا الفلسطينيين بتطبيعهم مع العدو ومساندتهم له.. لكننا سنظل على العهد باقين ووفاءا بالوعد الذي قطعناه لفلسطين سنظل صامدين في وجه المستبد بكل ما اوتينا من قوة و لن ننسى فلسطين حتى يأذن الله بتحريرها.“
كما استنكرت العلوفي المنع الذي تعرض له المهرجان من طرف إدارة الكلية والسلوكات اللامسؤولة التي نجهتها قائلة: “أن كل أجهزة الدولة ومؤسستاها تحارب فلسطين بشتى الوسائل بل وتطبع مع الكيان الصهيوني,وأن تنظيم هذا المهرجان هو تجديدٌ للعهد ووفاء بالوعد مع فلسطين لأن مايجمعنا بفلسطين هي علاقة دينية وعلاقة مبنية على الفطرة منذ الولادة ومبنية على الجهاد“.
كما أشارت السعدية الولوس عضو حركة BDS العالمية في مستهل كلمتها : “ندعوا كافة الأحرار بضرورة مقاطعة العدو الصهيوني و رفض التطبيع معه في كافة المجالات من خلال نضالاتنا و تنديداتنا المستمرة, كما أن المنع الذي تعرض له هذا المهرجان ما هو إلا جزء من سياسة الدولة لطمس القضية الفلسطينة و إلهاء الشعب عنها, لأن التعريف بها و الوعي بأهميتها لا يصب في مصلحة الدولة, و إدارة الكلية جزء من هذه الدولة.” وكعادتها في جميع تصريحاتها تُذَكِّر السعدية الولوس بضرورة وعي الشعب بأشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني من خلال مقاطعته استهلاك المنتوجات الإسرائيلية التي تعتبر موردا لشراء الأسلحة التي تُدَمَّر بها فلسطين, وأيضا يقوي من اقتصادها الذي يعتبر نقطة القوة لديها .ومساهما في استمرارها.
وأيضا الضيف الإيفواري الذي جاء من الساحل العاج ليحضر بهذا المهرجان السيد مبارك وهو نائب رئيس منظمة الشباب الأفارقة للتنمية والاندماج بمالي عرض هو الآخر كلمته في الحفل الختامي قائلا : “إن الطريق الأمثل لمحاربة العدو المستبد يكون بالوحدة بين الأبيض والأسود و المغربي والإيفواري والفلسطيني, لأن كل دم يسيل في فلسطين هو دم مغربي و دم إيفواري و دم إفريقي وجبت الانتفاضة من أجله.” وأن الشعب المغربي رائد في احتضانه للقضية الفلسطينية منذ زمن ولازال يدافع عنها حتى الآن .
كما قام الجمهور بختم المهرجان بالدعاء للمظلومين بفلسطين وسائر البلدان العربية والناس أجمعين بأن يفرج الله عليهم وينصرهم . ويأتي هذا النشاط في سياق مهرجان القدس النسخة الثالثة الذي تنظمه لجنة التضامن وقضايا الأمة فرع الرباط .