من عُمق الذاكرة..ملتقى القدس الأول
استقبلت جامعة الحسن الثاني -بنمسيك- النسخة الأولى من ملتقى القدس في 29-30-31 من شهر مارس 2012، رفعت له الكتابة العامة للجنة التنسيق الوطني آنذاك شعار:” الشعوب تريد تحرير القدس… الشعوب تريد تحرير فلسطين”. خطوة اتخذها الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بشراكة مع الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، بعد تاريخ حافل بالنضال دعما للقضية الفلسطينية وتأكيدا على موقفه الراسخ إزاء هذه الأخيرة، باعتبارها إحدى مبادئه المحورية.
محطة وطنية حاشدة حج إليها الطلبة من كل حدب وصوب، تضامنا مع أصحاب الحق ومطالبة بتحرير الأراضي الفلسطينية من البحر إلى النهر. وعبر فيها مناضلو أوطم بشتى الأشكال النضالية طيلة الأيام الثلاثة عن رفضهم التام لما يقوم به الاحتلال الصهـيوني من جرائم وتدنيس للمقدسات.
تضمن المهرجان الافتتاحي ندوة مركزية حول “القدس بين مخططات التهويد ومسؤولية الأمة”، تناول خلالها ذ. حسن الجابري واجب الأمة العربية والإسلامية في النصرة، مذكرا بأهمية أولى القبلتين ومسرى نبينا عليه الصلاة والسلام، ومخططات الصهاينة لتهويد المسجد الأقصى الشريف وتدنيسه.
كما تلقى الاتحاد ضمن فعاليات المهرجان الخطابي اتصالا من عضو المكتب السياسي لحركة حمـاس الدكتور إسماعيل رضوان، صرّح فيه عن الخطر الذي يواجه الأمة مادام المسجد الأقصى في خطر، وأضاف معاهدا أوطم وكل أحرار العالم أن المقــاومة لن تقف متفرجة أمام عدوان الاحتـلال بل ستستمر صامدة حتى تحرير الأقصى وكل فلسطين.
واستضاف الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في ثاني أيام الملتقى، الدكتور محمد ضريف باحث وأستاذ بكلية الحقوق عين الشق، والدكتور عمر أمكاسو عضو مجلس مؤسسة أمناء القدس اللذان تطرقا لعلاقة الربيع العربي الذي أحيا الأمة بعد سبات بتحرير فلسطين، ولاقت الندوة تفاعلا واسعا من الطلبة والطالبات وأغنوا النقاش بمداخلاتهم وأسئلتهم. حيث عبر الدكتور أمكاسو كون الربيع العربي خريفا على الكيان الصهيـوني وندير شؤم عليه، لأنه يؤسس لمرحلة تغلب فيها إرادة الشعوب، وتسقط الأنظمة التي كانت حليفا للكيان المحتل، وكلما نجح الشعب في إسقاط الأنظمة سيكون ذلك نصرا للقضية الفلسطينية وسيفقد هذا الكيان عنصرا من عناصر استقراره.
أما الدكتور ضريف فرهن تحرير فلسطين بإعادة النظر في كيفية اشتغال الأنظمة العربية، مضيفا أننا كنا دائما منخرطين في المنطق القومي، لكن في الوطن العربي لم يتم احترام شروط القومية، لذا انتقلنا من الإيديولوجية القومية إلى إيديولوجية تعطي شرعية لدول لم تكن قائمة.
وتلقى مناضلو أوطم في المهرجان الختامي مكالمة هاتفية من الحدود الأردنية الفلسطينية مع الأستاذ عبد الصمد فتحي، مسؤول الهيئة المغربية لنصرة قضايا الأمة، ورئيس الوفد الممثل لها في المسيرة العالمية المليونية آنذاك، الذي شدد على استحضار المعاناة التي يعانيها الفلسطينيون، مضيفا أنه ارتقى عدد كبير الشهداء المقدسيين، مضيفا أن دماء الشهداء تزكي وتنمي وتحيي هذه الامة حتى تبقى القضية حية أمام أعينهم.
وفي الختام تقدم سي عبد الصمد فتحي بالشكر للجماهير الطلابية التي شاركت بالملتقى المقدسي وساهمت بالمسيرات، مشيرا إلى أن هذا يدل على كون القضية الفلسطينية سكنت أعماق المغاربة ولا يحول بينها وبين التضامن مع فلسطين شيء.