يعيش العالم بأسره هلعا كبيرا، والسبب مرض كورونا، فهو عبارة عن سلسلة كبيرة من الفيروسات تسبب العديد من الأمراض التي تتراوح بين نزلات البرد الشائعة والأمراض التنفسية الحادة، وهو مرض فيروسي يصيب الشخص وينتقل عن طريق العطاس أو السعال، انتشرت عدواه بشكل متسارع عبر دول العالم. فأصبح الجميع خائفين على أنفسهم من العدوى، جميع الدول أغلقت الحدود الجوية والبحرية والبرية حتى تتمكن من محاصرته، وصرنا نرى الناس تزدحم في الأسواق وتتسارع لشراء المأكولات والمشروبات وتخزينها وكأنها نهاية العالم.
وهذا يجعلنا نطرح السؤال التالي ما هي الاثار الاقتصادية لمرض كورونا على المغرب وعلى العالم كله؟ وكيف نتعامل مع هذا الوضع نحن كمسلمين ؟
الإجابة كالاتي على الصعيد الوطني سنلاحظ ارتفاع أسعار معظم المنتوجات بسبب ارتفاع الطلب وقلة العرض، أيضا أصبحت العديد من الشركات متوقفة عن العمل بسبب هذا المرض وبالتالي انحطاط وتراجع اقتصاد البلاد. وأخيرا قلة العملة الصعبة في البلاد فنحن نخاطر بنفاد العملة الأجنبية وبالتالي سيتعين علينا تقييد وارداتنا وسيكون لها تأثير كبير على الاستثمارات لأننا سنفتقد المعدات.
أما على الصعيد العالمي فقد شهد العالم حدوث انهيار في أسعار النفط حيث عرفت معظم الدول كالسعودية انخفاض حاد في عائدات النفط على المدى القريب ولفيروس كورونا دور في تراجع الطلب بشكل كبير. أيضا تراجع الأسواق العالمية حيث سجلت الأسهم الأمريكية تراجعا حادا في مستهل تعاملاتها اليوم. بالتالي هناك من يقول أنه يتوقع حدوث انكماش الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي على مستوى العالم حوالي % 1 في عام 2020 وهو ما يفوق معدل التراجع الاقتصادي الذي تسببت به الأزمة المالية العالمية عام 2008. والحدث المهم هو أن الصين ستصير قوة اقتصادية صاعدة فمعظم الشركات الكبرى استأنفت العمل، وبدأ اقتصاد الصين يظهر بعض المؤشرات على العودة إلى الوضع الطبيعي عقب صدمة ناجمة عن الفيروس.
لقد بلغ عدد المصابين بفيروس كورونا عبر العالم أكثر من نصف مليون حالة معلن عنها.
ومنه يجب علينا أخد الاحتياطات اللازمة للوقاية من هذا المرض كغسل اليدين وعدم الخروج إلا للضرورة، و على الشعب اليوم أن يمتثل لأوامر الدولة لكي يتم القضاء على هذا الفيروس بشكل نهائي وان يعلم أن أمره بيد الله لا بيد المرض.
إن هذا المرض كسائر الأمراض التي خلت من قبل، هو درس لنا وعبرة لنا، لذلك علينا أن ندرك أن أمرنا بيد الله، وأن الذي خلقنا لن يسلمنا إلى أحد غيره، إليه يرجع الأمر كله، إذن فأمرنا ورزقنا وصحتنا هي بيد الله، وأننا إذا كنا مع الله كان الله معنا، فإذا كان العبد مع الله أنشأ الله حقا عليه ألا يعذبه، قال تعالى {ما أصاب من مصيبة إلا بإذن الله ومن يؤمن بالله يهدي قلبه والله بكل شيء عليم} سورة التغابن. وأننا سنموت لا محالة، قال تعالى {قل إن الموت الذي تفرون منه فإنه ملاقيكم ثم تردون إلى عالم الغيب والشهادة فينبئكم بما كنتم تعملون} سورة الجمعة.
فالناس لا تخشى المرض فحسب وإنما تخشى الموت، لكن الأعمار بيد الله إليه المصير، إذن فعلينا ألا نفكر في الموت وإنما وراء الموت. وختاما أدعوا الله أن يرفع عنا هذا البلاء ويكشف عنا الوباء نستغفره ونتوب إليه.