فاتحة أيت القاضي: الطالبات يعنفن ويضربن وينتزع حجابهن على مرأى الجميع في مشهد حاط بالكرامة الإنسانية.
خلال الندوة التواصلية التي نظمتها الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بتاريخ الجمعة 19 مارس 2023 ، تزامنا مع المنع الذي طال الملتقى الطلابي الوطني 17 بعلة واهية.
سلطت فاتحة آيت القاضي مسؤولة لجنة العلاقات العامة والتواصل بالكتابة الوطنية الضوء على مجموعة من الخروقات والتجاوزات الفاضحة وأبرز الانتهاكات الحقوقية والأخلاقية خلال التدخل الأمني يوم الخميس 16مارس 2023.
تابعت المتحدثة أن القوى القمعية لم تكتف فقط بمنع النشاط الطلابي المبرمج تنظيمه في الفترة الممتدة ما بين 13و18 من نفس الشهر، و لكنها تجاوزت ذلك بفرض سلطتها على رئاسة الجامعة، فضلا عن تجريد الرئاسة من السلطة التقريرية واستقلاليتها في اتخاد القرارات لصالحها، وهو الشيء الذي أظهر نوعا من العشوائية في الإعلانات المتعلقة بتعليق الدراسة لأسباب غير منطقية وفي ظروف زمنية غامضة، وأضافت أنه تم إخراج الطلبة والطالبات بالقوة وتحت وابل من الضرب والسحل والسب والشتم الشيء الذي خلف إصابات جسدية متفاوتة الخطورة، ناهيك عن الآثار النفسية التي خلفها في نفوس الطلبة والطالبات والساكنة المجاورة للكلية على حد سواء.
كما تناولت فاتحة أيت القاضي في مداخلتها أيضا أبرز الانتهاكات الحقوقية التي مُورست على الطلبة والطالبات يوم الخميس 16 مارس 2023، فضلا عن التجاوزات التي شهدها اليوم الأول من الملتقى الطلابي الوطني 17، من اعتقالات وتهديد بإفراغ المدرج، و استعمال لقوة لفض الحلقات والأشكال الاحتجاجية.
وقد أبدت فاتحة آيت القاضي أسفها الشديد مما تعرضت له الطالبات من انتهاك لأجسامهن ومس بخصوصيتهن في مشهد حاط بالكرامة الإنسانية، وكان من أبرز الانتهاكات ما يلي :
_ الحق المطلق للطلبة في الممارسة النضالية والحق في تنظيم الأنشطة والتظاهرات الثقافية داخل الساحات الجامعية بما يكفله لهم القانون.
_حق الطلبة في الولوج إلى الجامعة وعبرت على أن الجميع قد شهد على حد سواء حضوريا أو على وسائط التواصل الاجتماعي الأساليب المستعملة، التوقف المفاجئ للدراسة دون سابق إنذار، التوقيفات والاستئنافات الدراسية المتكررة والمفاجئة في أوقات متأخرة، فضلا عن الرسائل التي كانت تروج على “الواتساب” من أجل بث الرعب في صفوف الطلاب وإخلاء الكلية بدريعة الحفاظ على السلامة، وكلنا يعلم أن القرارت تصدر بناءا على عقد لقاء مجلس الكلية.
_تواطؤ بعد الأساتذة و الأطر الجامعية مع سيناريوهات الترهيب والترويج لإخلاء الكلية أو عدم الحضور، كما نتج عنه حرمان الطلبة من الدروس وتضييع الزمن الجامعي، بحيث أن أغلب الحصص الملغاة كانت حصص وعروض مهمة وتكوينات لطلبة الماستر والدكتوراه.
_استهداف الطالبات بشتى أنواع العنف، في دولة ترفع الشعارات المناهضة للعنف ضد النساء، فإذا بالطالبات يعنفن ويضربن وينتزع حجابهن على مرأى الجميع في مشهد حاط بالكرامة الإنسانية، وتضيف فاتحة أيت القاضي أن من بين المشاهد التي رصدتها عدسات الهواتف، طالبة ينتزع حجابها ويتم ضرب رأسها بوحشية مع باب الكلية، واصفة هول المشهد قائلة ” لم أشهد هذا، المنظر في حياتي… وهو المشهد الذي سيظل راسخا في ذاكرة جميع الطلبة”، مضيفة أن الطالبة عبرت قائلة “يقتلني ولا ينزع حجابي”، فضلا عن مشاهد الركل والعنف وصفع الطالبات بوحشية مقيتة، هي مشاهد لم نعهد رؤيتها ودخيلة على الأعراف والمروءة.
_الحق في التنظيم و التجمع السلمي، فبعد إقفال الأبواب في وجه الطلبة، لم يتبقى خيار أمام المنظمين غير الاحتجاج السلمي أمام الكلية كوسيلة يقر بها الدستور من أجل الضغط، فإذا بالمنع يطال الاحتجاج أيضا.
_المساس باستقلالية الجامعة وترك السلطة لجهات أخرى في تقرير مصير السير الجامعي بتلك الفترة، وهو الشيء الذي عبر عنه عميد الكلية بصريح العبارة، و بأنه لا يملك السلطة التقريرية والاستقلالية في اتخاد القرار، وإنما هي قرارت تأتي من وزارة الداخلية، وكل المعطيات تثبت بما لا يدع مجالا للشك أن الجامعات أصبحت ملحقة تابعة لوزارة الخارجية.
_مصادرة تجهيزات الملتقى وإتلافها، فالوفود الطلابية استعدت خلال اليوم الأول بالإضافة إلى الاستعداد الفكري والمعرفي بتجهيز أروقة تعريفية لكل فرع، جهود في الإعداد على مستوى الشكل والمضمون، ليتم أخيرا تمزيق اللافتات ومصادرة الأروقة وإتلاف أجهزة الملتقى دون مراعاة الجهد المبذول في إعداد الأروقة ماديا ومعنويا.
_الحق في الأمن والأمان داخل الجامعة بحيت عمدت عمادة الكلية توظيف عناصر مشبوهة”بلطجية” لفض الاعتصام، لينهالوا بالضرب والرفس بالعصي والهراوات على الطلبة بلا موجب قانون يبرر ذلك ويعطيهم تلك الصلاحية وذلك الحق.
_ الحق في الإسعاف، فأمام مجزرة طلابية، تعددت أشكالها وتلاوينها، فبين معطوب ومكسور ومغمى عليه، الأجهزة الأمنية وقفت موقف المتفرج ولك تكلف نفسها عناء الاتصال بالمسعفين درءا لحدوث كارثة بشرية أكثر شدة وحدة، عشرات الإصابات قابلها شح في سيارات الإسعاف وتأخرها أمام حالات كانت في حالات حرجة وتحتاج إلى التدخل السريع.
وأضافت فاتحة أيت القاضي أن الطالب صابر إمدنين الكاتب الوطني للاتحاد الوطني لطلبة المغرب خير مثال على التماطل في تقديم الإسعافات، حالته كانت حرجة وتستدعي التدخل السريع، ولولا تدخل بعض سكان المنطقة لإسعافه والإتصال بسيارة الإسعاف لكانت النتائج وخيمة.
كما وصفت فاتحة أيت القاضي أنه بعد الدخول إلى المستشفيات التي كانت تعج بالطلبة المصابين، لاحظنا تواجد عدد مهم من رجال البوليس، فإذا بقطاعات التطبيب تحولت إلى قاعات التحقيق، بحيث يتم استدراج الطالبة أو الطالب المصاب إلى قاعات خصصت للتحقيق ولا يتم تسريحهم إلا إذا أدلى بمعلوماته الشخصية كاملة، بالإضافة إلى اعتما العنف والترهيب في مشهد يحط من الكرامة الإنسانية، فضلا عن تزوير التقارير الطبية الشيء الذي دفع الطلبة للولوج إلى مستشفيات خاصة من أجل الحصول على التقارير الصحيحة.
و في إحصاءات أولية حصرية عن الحالات المتضررة جراء التدخل، قالت فاتحة أيت القاضي أنه تم رصد 250 مصابا، و16 عشر إصابة على مستوى الرأس، و12 كسرا، و48 إصابة بليغة، كما تم تسجيل 154 طالبا نقلوا إلى المستشفى، و50 طالبا طلب منهم قدم فحوصات طبية، ناهيك عن ما يفرق 30 حالة من الاغماءات، وأضافت مسترسلة أن هذه المعطيات قابلة للارتفاع، لأن هناك طلبة لم يزوروا المستشفى ولم يتم اكتشاف درجة خطورة حالاتهم، لتختتم كلامها بتحميل المسؤولية الكاملة للدولة وأجهزتها مغبَّة ما ستؤول إليه الأوضاع.
هيئة التحرير.
