بقلم الطالب: زكرياء عياش – عضو الكتابة الوطنية لأوطم
إن كان مِن بُدٍّ للحديث عن “الإرهاب” الذي مورس في حق من كادوا أن يكونوا رسلا.. فإن أضعف وأقل ما يمكن أن يقال عن المجازر الوحشية التي شاهدناها يوم “الثلاثاء الأسود”، أن الدولة لم تحترم نفسها، كعادتها، أما تقدير ومكافأة واحترام أبنائها، فلم يكن ذلك يوما ضمن أجنداتها.. وإن شئنا تحدثنا في ذلك ولاحرجٌ !!
– أليست هذه غربة على أراضي الوطن نفسه، الذي طالما غنينا “النشيد الوطني” لأجله، ورفعنا علمه يوم الإثنين عند الثامنة صباحا بكل فخر، بردا قاسيا، وصيفا حارا، في مدارسنا ومؤسساتنا؟
– لم يا أيها المغرب الحبيب؟ ومنذ متى كان حُرَّاسُ المدرسة العمومية التي لمْ يبقَ من مقوماتها إلا هم أنفسهم، يدخلون مدينة الرباط صامدين مناضلين، ويخرجون منها مكسورين، حاملين آلامهم في قلوبهم، عاجزين عن وصف هول ما فُعِلَ بهم .. .
– لماذا صار شباب هذا الوطن يفكرون مرَّةً وألفاً قبل أن يخاطروا للاِلتحاق بهذه المهنة الشريفة، التي كان الكل إلى وقت قريب يُمَنِّي النفس ويحلم بأن يمارسها ويكون جزء من جسمها؟
– دعونا من توجيه النقاش، والتركيز على الأشخاص، فسياسة “كبش الفداء” أصبحت قديمة، ولعبة التهرب من تحمل المسؤوليات أصبحت مكشوفة ومتجاوزة، والجريمة التي ارتكبت في حق الأساتذة ثابتة، لا يهمنا أن من “تكرفس” على الأساتذة أشخاص بزي مدني أو رسمي أو غير ذلك، طالما نعرف من أمرهم بذلك، والعقلية التي يحكمون بها؛ كيف يُقابلون من يعبر عن رأيه، ويطالب بحقه، ويعارض سياسات الاستبداد في هذا الوطن.
– لقد سُلِّطَ علينا أقذر من يمارسون السياسة على وجه هذه الأرض؛ اعتقالات واختطافات بدون وجه حق، أذية دون حساب، سرقة بدون إذن، يرون الوجع ولا يشفقون، يسمعون أنين المقهورين ولا من يواسي، يرون العاطلين عن العمل ولا من يتحرك، يرون كل شيء بعين نكَّل بالأساتذة تنكيلا، أعوانا وقيادا، لكنهم لا يجيدون إلا شيئا واحدا؛ كيف تجعل الفساد والاستبداد يتمدد!
أفكر مليا بما يلحق بأساتذتنا من أذىً، ويمر عليهم من أسىً، لا يعلم به إلا الله.. فأقول: “اللهم اجعل لنا من كلِّ هذه المهزلة مخرجا .. “.
إنَّا للَّهِ وإنَّا إليه راجعون.