عطاء ونضال وإبداع…شعار أوطم الخالد
في مسيرة حافلة بالعطاء والنضال دامت لعقود، ظل الاتحاد الوطني لطلبة المغرب طليعة الحركة الطلابية بالجامعات المغربية، وفيا لدرب الشهداء والمعتقلين والمناضلين الذين ضحوا في سبيل الحرية والكرامة، ولا يحيد عن طريق الحق ونصرة المستضعفين في كل مكان بحضوره الفعال ونشاطاته المتنوعة داخل ساحة الجامعة وخارجها، مساهما بذلك في معركة الوعي والتحرر من قيود الاستبداد، كما ظل وفيا لخطه النضالي الذي لم يحد عنه رغم التغيرات التي يعرفها المجتمع.
في مارس من سنة 2015، عرف المشهد الطلابي تنظيم الملتقى الوطني الرابع عشر الذي كان بطابع خاص، ذلك أنه لأول مرة في تاريخ الملتقيات الطلابية ينظم هذا الحدث الكبير في ثلاث جامعات متباعدة في أسبوع واحد، بين الشرق والغرب والجنوب، على شكل قافلة حطت رحالها بجامعة الحسن الثاني عين الشق بالبيضاء، ثم جامعة محمد الأول بوجدة، ليكون الختام بجامعة ابن زهر بأكادير.
كان هذا الملتقى اختبارا حقيقيا لقدرات إطارنا العتيد، الذي نجحت قيادته الوطنية فيه باقتدار، وأعطت نموذجا للإطار الطلابي المبدع، القادر على الوصول بأنشطة الملتقى إلى أكبر قاعدة من الطلاب في تلك الجامعات.
كانت القيادة الوطنية الساهرة على تنفيذ أنشطة الاتحاد، معروفة باسم: “الكتابة العامة للجنة التنسيق الوطنية” قبل تغيير اسمها إلى “الكتابة الوطنية” في الملتقى الوطني السادس عشر، بمدينة الجديدة سنة 2019.
حضر جزء من أعضاء الكتابة العامة في أنشطة محور البيضاء، وبعضهم حضر في أنشطة محور وجدة، وبعضهم الآخر حضر بأكادير، وبعض منهم استطاع حضور أكثر من محطة، فاستطاعوا خلق الحدث، وتصويب أعين طلاب المغرب نحو هذا الحدث الطلابي البارز.
اتخذت الكتابة العامة لهذا الملتقى شعار: “إبداع تنمية نضال من أجل جامعة مساهمة في التغيير الحقيقي”، وهو شعار يبرز الأهداف الكبرى للاتحاد في تلك المرحلة، التي تمثلت في الاستمرار بإطار الاتحاد الوطني لطلبة المغرب في القيام بمهامه الطلائعية في بناء نخب تعمل بكل جهد من أجل التغيير الحقيقي في هذا البلد، ولا سبيل إلى ذلك إلا بتخريج أجيال من الطلاب بمسوى عال من الوعي بما يجري في البلد وفي كل مجالاته السياسية والاقتصادية والاجتماعية والحقوقية.
فإن كانت رسالة هذا الشعار هي بناء جامعة مساهمة في هذا التغيير المتوخى، فلا بد لذلك من أساسات هي الإبداع والتجديد في الوسائل والآليات والخطاب حتى يكون كل ذلك مناسبا للأجيال المتعاقبة. ثم التنمية التي تحمل من المعاني الكثير منها الاستمرارية والنماء والإشراك، ومن منطلق الإيمان كذلك بأن التغيير لا يأتي فجأة فإن بناء الشخصية الطلابية القادرة على أن تكون محور العملية التغييرية، كان هم الاتحاد وما يزال، وكل ذلك لن يحصل إلا بتنمية قدرات تلك الشخصية وتأهيلها علما وفكرا وأخلاقا وخبرة في مختلف علوم التدبير والإدارة لتستوعب حجم مهامها في بناء الوطن الذي نريد… أما النضال بما هو انخراط قوي وكفاح ومجاهدة، فبدونه لن يكون للأساسين الاولين أي معنى، وقد كرس الاتحاد مساره في سبيل بناء شخصية طلابية متشبعة بتلك المعاني.
اخترنا هذه الصورة الحدث ضمن سلسلة “صورة تحكي” لننعش الذاكرة القريبة، وهي من جامعة محمد الأول بوجدة في المحطة الثانية للملتقى 14