طالب العلم…" يشهر السلاح "
بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف المرسلين سيدنا محمد وآله وصحبه
تعيش مجموعة من جامعات وطننا الحبيب أحداثاً متتالية ومتوالية، وكأنها سيناريوهات منسقة ومتكاملة. لا تكاد تطوى مسرحية في جهة معينة من ربوع الوطن، وتخمد شرارتها حتى تعلوا أخرى أكثر قداحة وأكثر استفادة من سابقاتها. سيناريوهات موحدة التصور والأحداث. إنها الأحداث الجامعية كما أصبحت تسمى.
الجامعة للعلم، سلاحجندها القلم، ومخططاتهم التعلم والتكوين والنقاش العلمي الهادف.
الجامعة قطاع لتكوين شخصيات الوطن البارزة لمستقبل قريب، فيه يقود طالب اليوم مؤسسات الغد. وفي هذا الباب سالت أقلام وكتبت قنطرة.
فما حالك يا جامعتي اليوم ؟!
في زمن قيس بالبعيد كان التلميذ الثانوي المكانة الراقية والاحترام الكبير في أوساط المجتمع المغربي لأنه وبكل بساطة سيصبح في مستقبل قريب ” طالبا في الجامعة سلاحه القلم “. التلميذ محترم لاقترابه من ولوج الفضاء الجامعي، فما بالك بالطالب حامل سلاح العلم في “الحرم الجامعي” !
وأنا أكتب هذه الاسطر لازالت جامعة محمد الأول تعيش أحداثاً أخرى بعد ” سيناريوهات “متتالية متشابهة هذا الموسم، أحداث دامية بين طلاب العلم ” حاملي السلاح “.
أحداث لم ترق فيها دماء الأقلام فداء للعلم، لكنها دماء المتعلم ” الطالب ” !
هي حرب أخرى يقودها عناصر ممن حملوا السلاح، نعم إنه السلاح الأبيض الذي اسود بدماء عمار الجامعة بكل أنواعه، إنه زمن أصبح (الطالب) يعتدي على الطالب في رحاب الحرم الجامعي، فضاء العلم والتعلم والبحث والتواصل وإفتاء الرصيد الفكري وكذا الحركي، تناقض لم يشهد له مثيل.
بل الادهى والامر من هذا أن (الطالب) يعتدي بسيف البتار على طالب للعلم ولا يكتفي بها جريمة، بل يلتقط صورة لسلاحه ملطخا بدماء سالت بغير حق وينشرها دون استحياء أو مروءة !
أي جيل هذا الذي يعتدي في رحاب العلم والفضيلة ويتباهى بسلاحه الملطخ بالدماء ؟ !
جامعة محمد الأول في هذا الموسم عرفت سلسلة من الأحداث المتتالية وكأننا نتابع سلسلة درامية بشعة من مخرج متفنن في الدماء اراقة لها ونشرا. وطبعا البطل المعتمد في هذه السلسلة واحد، رغم اختلاف ضيوف الحلقات المستضافين إما قهرا أو سهوا أو مشاركين شرفيين. فقد كانت الاعتداءات ضد طلبة عزل لا انتماء ولا حماية، تتحدث وتحث في دولة الحق والقانون، وكدا اعتداءات بالجملة على فصائل طلابية تنبذ العنف، ولم يثبت عنها يوما ابتداءه أو الدعوة له.
إنه بطل ممثل في مجموعة تشهر سلاحها وتهد بالعنف وتطبق ” سيناريوا المخرج” بالحرف الواحد وتخلق مشاهدات عديدة للضحايا، وتكرس نظرة البعيد للجامعة بالقتامة التي ترجى من السلسلة.
تعتدي هذه المجموعة في كل فترة وفي كل مرحلة، حسب الاحداث الوطنية والجامعية بالموازاة مع ذلك، فهذه هياكل أوطم من تعاضديات وكتب فرع يعتدى عليه أثناء النضالات مع الجماهير الطلابية، وهذه فصائل باقتراب موعد أنشطتها تبعثر برامجها وأخرى تمنع من ولوج فضاءات النقاش والحوار الجاد…
إن هذه الأحداث الخطيرة، حيث أضحى (الطالب) يعتدي ويشهر سلاحه الملطخ بالدماء يجعلنا ويدعونا لأن نقف وقفة جد باحثين، في حوار طلابي-طلابي، عن بنود ميثاق موحد مفاده نبذ العنف والتصدي له بما يوافق مكانة طالب العالم.
على عقلاء العلم، من طلاب وأساتذة وفصائل، أن يوحدوا الجهود لإرجاع مكانة الجامعة على رحاب حرمها، والمساهمة في بناء جيل يورث الفضائل والاخلاق الحميدة لا أن يساهم في تشجيع ” مجرمي الجامعة” إلى التوغل في غيهم ولو بالسكوت القاتل، السكوت عن الحق يجعلك شيطانا اخرص.
والدعوة إلى الحوار والمساهمة في إنجاحه أولى الخطوات نحو جامعة للعلم وليست لكم “مجرمي الجامعة”.
مصطفى السعيدي
30/04/2015