الرئيسيةرأي حرقضايا الأمة
شكرا ترامب..
تسارعت إشعارات الهواتف و احتل ذلك الشريط الأحمر كل الشاشات العربية معلنا عن خبر عاجل … تساءلنا جميعا ما الذي يجري؟ فتحنا هواتفنا فوجدنا تلك العبارة تتكرر في كل الصفحات بشتى اللغات..تفاجأ الجميع و كأن القدس لم تكن محتلة و كأننا لم نكن نعلم بخطة بني صهيون و بعملهم الحثيث منذ آلاف السنين، وكأن معاناة أمة منذ قرن من الزمان لم تكن مهمة بقدر أهمية هذا الخبر الجديد الذي يقول : “ترامب يعترف بالقدس عاصمة لإسرائيل” مهلا ! من هو ترامب ؟ هل هو نفسه ذلك الكائن الأحمر اللون الذي لا يتقن إنشاء جملة مفيدة في خطاباته ؟ هل هو نفسه الذي انتشرت له مجموعة من مقاطع الفيديو يتحدث فيها عن التحرش بافتخار؟ هل هو ذلك الشخص الذي لطالما تهرب من دفع الضرائب ؟ نعم ! هو كذلك..إنه ذلك الشخص الذي وقف متلعثما في مناظراته ضد هيلاري إنه نفسه الذي تعرى جهله وأخلاقه أمام كل الشعوب..هاهو اليوم يقوم لينفض عنه غبار ما قيل عنه…يقف أمام المنظمات و اللجان و الإتحادات..يقف أمام الحكام العرب..ليقرر مصير “القدس”!! بخطوة جريئة ما كان ليقدم عليها لولا يقينه التام بتكالب الحكام العرب تجاه فلسطين المغتصبة و القدس المحتلة.. أين أنتم يا من صدعتم رؤوسنا بكلماتكم المنددة و تأسفكم الشديد ؟ سئمنا شعوركم بالقلق و الغثيان فهذه أعراض حمل و ليست مواقف سياسة ! نعلم جيدا أنكم مستعدون لبيع شعوبكم و مقدساتكم كي تنعموا بدفئ الكراسي و المناصب ..سقطت عنكم الأقنعة و انكشفتم أمام كل من لا يزال يثق بمسرحياتكم..هاهو ذا صهيوني نتن ضرب ببياناتكم عرض الحائط.. شكرا ترامب ! فبفعلتك هذه ستوقظ الغافلين الذين لا يفرقون بين السياسة و المسارح الدولية.. شكرا لأنك كشفت وجوه الصهاينة العرب ! شكرا لأنك عريت عن ما يسمى ب”المنتظم الدولي”، و أحرجت كل من كان يغني و يتاجر و يدعي نصرة القضية.. خلصتنا من صداع النفاق المزمن الذي تمارسه الأنظمة العربية العميلة على الأمة منذ أكثر من نصف قرن. سحبت من أيديهم الفزاعة التي كانوا يستخدمونها لخداعنا لسنوات. رفعت الستار عن لعبتهم القذرة وأكدت لنا أن الجميع باعوا القدس منذ البداية وليس الآن فقط . شكرا ترامب فقد كشفت للجميع الوجه الحقيقي لأمريكا و نزعت عنها كل مساحيق التجميل التي لطالما خذعت الكثيرين.. شكرا لأنك كنت واضحا و لم تحم حول الكلمات و لم تستبدل العبارات بأخرى و أظهرت للغافل و النائم كيف تكون ضريبة النوم. شكرا لأنك خلصتنا من وهم الأنظمه العميلة وألقيت بالكرة في مرمى الشعوب العربية صاحبة الحق والأولى بنصرة القضية. شكرا لأنك أحييت حب القضية من جديد في قلوب شباب هذه الأمة..ذكرتهم بقدسية ممتلكاتهم و استفززت رجولتهم، حركت مشاعر الغيرة في نفوسهم،جعلتنا نجدد الإيمان بموعود الله، فأعدنا توجيه بوصلتنا نحو مقدساتنا و توجيه أيدينا بالدعاء لمالك الأرض و من عليها.. شكرا ترامب لأنك كنت صهيونيا أمريكيا قذرا و لم تحاول أن تكون شيئا آخر غير ذلك.. أما نحن فنؤمن بموعود الله جل جلاله ونؤمن بحكمة تدبيره كما نؤمن بهلاكك و هلاك من معك، سندخل المسجد كما دخلناه أول مرة..القدس ثمرة سنجنيها لا محالة ولكن بعد بناء صرح جماعة المسلمين عقيدة وسلوكا..بعد التخلص من قيود أنظمة الاستبداد وجبروتهم، ..حينها سيحق لنا أن نذوق طعم الحرية و الانتصار..حينها سينتقم الله لنا و سيرفع الظلم و يهلك الظالمين.. وإلى ذلك الحين سيكبر ذلك الإيمان في قلوبنا، سترى الأمل مشعا في نظرات الصغير و الكبير. نعم! هو خطاب تاريخي ولكنها ستكون هبة تاريخية أيضا ترفع الباطل من أرض المسلمين.. وفي الأخير، وبعد كل عبارات الشكر التي تلقيتها اليوم، أقول لك ما قاله رب العالمين في كتابه العزيز : ( وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلون علواً كبيراً * فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا .. ثم رددنا لكم الكرة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا .. فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا .. عسى ربكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنم للكافرين حصيرا ).