سيرة مناضل من إعداد وتقديم الطالب سعد الزين
بسم الله الرحمان الرحيم وصلى الله وسلم على أشرف المرسلين، قرائي الأعزاء أقدم بين أيديكم هذا البرنامج المكتوب، سيرة مناضل، إسهاما فس توعية الطلاب بأهمية النضال، وللتعريف بمن حملوا على عاتقهم مسؤولية خدمة الطلبة، هذه أول نسخة منه نتمنى أن تنال إعجابكم، نبقى مع الحوار:
بداية الأستاذ عبد الكبير السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
ع: وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته
س: بداية نود من الأستاذ سحنون أن يعطينا ورقة تعريفية عنه.
ج: الاسم عبد الكبير سحنون، من مواليد مدينة سلا، بالنسبة للمرحلة الطلابية التي تهمنا أكثر، بدأتها بكلية العلوم بالرباط ، حصلت على الإجازة في الرياضيات والإعلاميات بعدها ماستر الإعلاميات والاتصال، ثم بدأت بحث الدكتوراه بالمدرسة المحمدية للمهندسين تخصص هندسة المعلوميات وحاليا أنا في السنة الثالثة من بحث الدكتوراه.
س: الأستاذ سحنون قبل أن نتحدث عنك كمناضل نريد أن نتعرف عن عبد الكبير الطفل ثم التلميذ والطالب؟
ج: بالنسبة للطفل كانت هذه المرحلة كباقي الأطفال بشكل عام، ولدت و نشأت بمدينة سلا، في المرحلة التلمذية بحمد لله كنت دائما من المتفوقين دراسيا سواء في الإبتدائي أوالإعدادي أوالثانوي، كذلك في البيت كان هناك تشجيع من طرف الوالدين بالخصوص من جانب الأب كان دائما يشجعنا على التفوق الدراسي و على حفظ القرآن كما لا أنسى دور صحبة مجموعة من الأصدقاء حيث كان لها تأثير كبير علي تربوياو أخلاقيا و دراسيا.
س: الأستاذ عبد الكبير نعلم أن قلة قليلة من الطلبة هي التي تتفاعل مع المعارك النضالية فبالأحرى أن تقودها، وبالتالي نريد أن نعرف كيف انتقل سحنون من الطالب إلى سحنون المناضل، وما هي العوامل التي ساهمت في هذه النقلة النوعية؟
ج: هو صراحة كما ذكرت هناك العديد من الطلبة الذين ربما لديهم نفور ليس من الجانب النضالي ولكن من العمل الجماعي بشكل عام، العمل المدني والعمل السياسي، لماذا؟ لأن الآليات التي تدبر بها الآن الممارسة السياسية والممارسة المدنية، خصوصا السياسية تجعل الشباب يحجمون عن الانخراط في مؤسسات العمل السياسيوهذا يلاحظ سواء من حيث الإقبال على الأحزاب السياسية أو في الإقبال على العمليات السياسة سواء في الانتخابات وغيرها فهذا واقع، لكن عموما الجامعة تخلق فضاء للشاب ليعبر عن آرائه وأفكاره في جميع التوجهات، غير أن هناك فئة من الطلبة التي تبقى لا مبالية أو مستقيلة أمام الواقع إن صح التعبير نتيجة مجموعة من عوال التأثير الخارجية، بالنسبة لي شخصيا تأثرت في بداية مسيرتي الجامعية بمجموعة من الأصدقاء المناضلين السابقين وجدتهم في الجامعة عندما التحقت بها كان لهم دور كبير فيتشجعي على النضال وعرفوني بأهميته فكانوا في نظري مدرسة، والنضال في الجامعة هذه طبيعته بشكل عام أجيال تأخذه من الأجيال التي سبقت، تتلمذت على يدهم في مدرسة النضال و العمل الطلابي عموما كما تكون بداية أي مبتدأ في المرحلة الأولى،ثم اقتنعت بجدوى ممارسة العمل النضالي الطلابي.
س: أجبتنا سيدي عن كيف انتقلت من الطالب العادي إلى المناضل، الآن نريد منك أن تقول لنا العوامل التي ساهمت في هذه النقلة؟
ج: العوامل كما سبق وذكرت التأثربعمل المناضلين إضافة إلى أنني آمنت بأهميةعمل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب من خلال مناضليه وآمنت أنه يجب تحمل مسؤولية المساهمة في الحفاظ على خط النضال لتوعية الطلاب بأهمية الإيمان بثقافة المطالبة بالحقوق، بثقافة المطالبة بظروف تدريس كريمة أو بظروف عيش كريمة بشكل عام، وبالتالي لا يمكن أن يحقق أي شعب مطالبه إن لم تأتي عن طريق النضال، خصوصا عندما نعيش في ظل واقع استبدادي كالذي نعيشه في المغرب من ظلم طبقي وتسلط الماسكين بزمام الأمور، إذن الأمل هو أن نتشبث بفكر النضال حتى نحقق مطالبنا المشروعة والعادلة و أن نساهم في تأطير فئة الطلاب،هذا الأمر يبدأ من مجتمعنا المصغر الذي هو الجامعة ليشمل المجتمع بشكل عام.
س: نعرف أن القليل من الطلبة من يستطيع الموازاة بين التفوق الدراسي والنضال من داخل الساحة الجامعية، فبالأحرى أن يصل إلى أعلى هيئة من داخل الإتحاد الوطني لطلبة المغرب وبالتالي نريد منك الأستاذ عبد الكبير سحنون أن تحكي لنا تجربتك أي كيف وازيت بين الدراسة بتفوق والنضال من داخل أوطم أو الوصول إلى أعلى هيئة في هذه المنظمة؟
ج: ليس منصفا أو ليس صحيحا أن نقول أن قلة قليلة من الطلبة هي من توفق بين الدراسة والنضال، بل على العكس هناك نماذج كثيرة سواء في الأجيال التي سبقت أو الحالية التي توازي بين الأمرين، أنا لا أقول أن الأمر هين، الجانب النضالي يأخذ الكثير من الوقت ويحتاج جهدا كبيرا وهذا يكون إلى حد ما على حساب وقت الدراسة والبحث العلمي لكن النضال هو بذاته مدرسة نتعلم من خلالها آليات التسيير وقيادة المعارك النقابية وآليات الحوار وبالتالي لا يمكن أن نفصل الجانب النضالي عن الجانب التكويني، ويجب على المناضل أن لا ينسى دراسته لأنه نحن نناضل أولا من أجل تعليم يرقى لتطلعات الشعب المغربي، وبالتالي هذا الأمر لا يمكن تحقيقه إن لم نغرس في الطلاب هم التفوق الدراسي لكي يصبح لدينا أطر ذات كفاءة علمية بإمكانها المساهمة في تطوير التعليم و البحث العلمي، إذن لا يمكن أن نتحدث عنه نظريا وعلى مستوى الواقع يكون مغيب، فالحمد لله كما قلت مجموعة من المناضلين الذين عاصرناهم نجدهم متفوقين وأغلبهم من بعد المسار النضالي كان لهم مسار مهني ناجح، وبالتالي المسألة بالأساس هي مسألة موازنة وتدبير الوقت.
س: الأستاذ عبد الكبير هناك العديد من الطلبة الذين يتساءلون عن كيف توفق بين النضال وقيادة الإتحاد الوطني لطلبة المغرب والإعداد لبحثك في الدكتوراه إذا علمنا أن هذا الأخير يحتاج إلى وقت وجهد كبير؟
ج: ما ذكرته صحيح خصوصا في مرحلة الدكتوراه لأنها تتطلب جهدا كبيرا، تتطلب تركيزا كبيرا، لكن إيماننا بحجم المسؤولية الملقاة على عاتقنا يجعلنا نضع مسألة تسيير الإتحاد الوطني لطلبة المغرب ضمن أولى اهتماماتنا، و هذا يدعوا إلىالتوفيق بين الأمرين وكما سبق وذكرت فهذا الأمرين رهين بتنظيم الوقت و ترتيب الأولويات.
س: بعد مرور أزيد من ثلاث عقود ونصف على فشل أو إفشال المؤتمر 17 ومرور 14 سنة على تعليق المؤتمر الاستثنائي الذي دعت إليه الكتابة العامة للتنسيق الوطني آن ذاك، هل الكتابة الحالية تفكر في الدعوة لمؤتمر استثنائي جديد من أجل لم واقع الحركة الطلابية الذي أصبح يتسم بالتشرذم؟
ج: نعم هذه المسألة لازالت مطروحة ولازلنا نأخذ هذا الأمر بجدية ولازلنا نسعى إلى توفير الشروط الذاتية والموضوعية من أجل عقد المؤتمر، لأن الأمر يحتاج إلى توافق بين المكونات الطلابية وهذا كذلك إن صح التعبير هدف قبلي لأننا نسعى إلى توحيد جهود الممارسين من داخل الساحة الجامعية من مختلف الأطياف، كانت لدينا مجموعة من المبادرات السابقة ولازلنا متشبثين بأمل توحيد جهود المناضلين، حصلت مجموعة من الإكراهات التي حالت دون ذلك منها الاختلاف الإيديولوجي و(الصراعات بين الأطراف)،أنا أظن أن هذا الأمر يحتاج إلى شيء من الوقت لنذيب ذلك الجليد المصطنع بين المكونات ونرى أن هناك مساحة كبيرة من المشترك، نسعى إلى استغلال تلك المساحة بتوحيد الجهود ولدينا مبادرات في المستقبل الآن نعد لها الآليات المساعدة عليها من أجل توحيد الحركة الطلابية، الأشكال نتفق عليها المهم أن نجلس معا إلى مائدة الحوار، لأن نجاح هذا الأمر يعني ضمان مستقبل أكثر إشراقا بالنسبة للحركة الطلابية.
س: الأستاذ عبد الكبير نحن على مشارف الذكرى 60 لتأسيس الإتحاد الوطني لطلبة المغرب فماذا يمكن لك أن تقول لنا حول هذا الموضوع؟
ج: هذه المناسبة سنحييها في بداية شهر ماي من هذه السنة و ستكون مناسبة لنتكلم عن واقع الإتحادالوطني لطلبة المغرب والتحديات والرهانات المطروحة عليه، فنحن الآن في مرحلة الإعداد النهائية لهذا الأمر، وهذه الذكرى في حد ذاتها ستكون فرصة لتقريب المساحات مع مختلف الفاعلين، وسوف نعلن عل تفاصيل الذكرى عما قريب.
س: أخيرا الأستاذ عبد الكبير سحنون ما هي رسالتك إلى الطلبة المغاربة؟ وماذا يمكن لك أن تقول لهياكل أوطم من داخل الجامعات المغربية؟
ج: رسالتنا دائما إلى الطلبة رغم هذه الواقع الذي نعيشه يجب أن نتشبث بخيط الأمل، فالأمور ستتحسن بإرادتنا نحن وبنضالنا وبالتالي فأولى التوصيات أن نهتم بالجانب الدراسي رغم هذه الظروف التي لا تسمح بتعليم يستجيب لحاجيات البلاد لذا يجب أن نبذل جهودا قصوى في هذا الاتجاه وأن نتشبث بخط النضال لأنه هو سبيل تحرير المجتمعات بشكل عام، إذن فهو سبيلنا للخروج بقطاع التعليم من هذه الأزمات التي وصل إليها بفعل سياسات تحكمية وغير ديمقراطية، ودعوى كذلك لهياكل الإتحاد الوطني بالصمود والاستمرار في خط النضال وبهذه المناسبة أحيي الجهود التي تقوم بها المؤسسات التحتية من مكاتب التعاضديات ومكاتب الفروع في مختلف المواقع على هذا العمل اليومي و الدؤوب في الجانب النضالي الجانب الثقافي في كل الأمور التي تساهم في تأطير الطلبة من جميع النواحي فأنا أشد على أيديهم وأقدر المجهودات الكبيرة التي يبذلونها وأدعوهم إلى مزيد من النضال و مزيد من الجهود حتى نكون في مستوى تطلعات الجماهير الطلابية الكبيرة.
شكرا الأستاذ عبد الكبير سحنون على قبولك الدعوة، وشكرا لكم أعزائي القراء على متابعتكم، سعد الزين يرحب بكل تعاليقكم ومقترحاتكم أرسلوها إلى البريد الإلكتروني أو على حسابي في الفيس بوك، وانتظرونا مع شخصيات أخرى نستضيفها في سلسلة سيرة مناضل والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.
البريد الإلكتروني:
حسابي على الفيس بوك:
https://www.facebook.com/saad.saaid.585