إيمانيات
رمضان يمضي.. فتَنَبَّه
ها هي ذي عشر الرحمة قد انصرمت، وها هو ذا ثلث رمضان قد مضى، وها هي أيامه الفاضلات ولياليه المباركات تذهب تباعا ولا تعود إلا إلى يوم القيامة لتشهد على أعمالنا.
صامَ إيمانا واحتسابا من صام، وصام عادة وروتينا ووراثة غيرُه، وابتعدَ عن اللغو والرفث وقول الزور من ابتعد، وخاض آخرُ في لجاج الدنيا وضجيجها متسيِّبا قولا وفعلا غير عابئ بحُرمة هذا الشهر الفضيل، وقامَ الليل وناجى وبكى على أعتاب العبودية من قام سائلا المولى القبول والرضا وأتلفَ الوقت أمام الشاشات وفي جلسات السمر ونوم الكسل من نام…
أين أنتَ من هؤلاء؟ ومن أي صنف وطائفة؟ أين سجلتَ نفسك وماذا قدمتَ للقاء ربِّك؟
هي أيام موسم الخيرات والبركات تنقضي، فهل كنتَ فيه ممَّن استجاب لنداء المنادي “يا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر” ؟ أم غلبتك النفس وجرفتك العادة واستهوتك الغواية.
بقيت أمامَك عشرينية المغفرة والعتق من النار، وما زلتَ تملكُ – إن أمهلك العمر – ثلثا رمضان، فالبِدار البِدار والتوبة التوبة والإقبال الإقبال. فإن رمضان شهر عبادة وطاعة وتقوى وجد.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم “رغم أنف امرئ دخل عليه رمضان، ثم انسلخ قبل أن يغفر له” . فتَنَبَّه يرحمنا ويرحمك الله.