في رمضان لنا العودة في البحث داخل أنفسنا عن صلاحها و تقويم إعوججها بالتوبة المتجددة للخالق وهو فسحة للبحث في الأصول من أجل التجديد و انبعاث الأمم من جديد ، يحيلنا هذا دائما على دور طلاب العلم في الرفع من الوعي الفكري و السياسي لشعوب ، فالطلبة هم المبادرين دائما للتغير و ذلك لثورتهم على مبدأ الجاهزية و الإنتظارية في تغير الأفكار و الوقائع و الأحداث ، وهنا يا اخي الطالب و أختي الطالبة لن نجد أحد يفكر في همومنا وهمم أمتنا أكثر منا ولن نجد الحل للأزمة الجامعية إلا من خلال الطالب ، فلا احد سيحل مشاكل الطلبة سوى الطلبة ، فمقاطعة مبدأ الإنتظارية و الجاهزية أمر لابد منه ، يتم بالمبادرة الخلاقة داخل وسطنا الجامعي بالبدء بالتحصيل العلمي من خلال البحت و الاستكشاف و الابتكار : اعتمادا على أساليب الشك و النقد للوصول الى الحقائق المعرفية ، في وسط واعي يؤمن بالمعنى الفعلي للتقدم و ضرورة العطاء المعرفي كآلية لإخراج الأمة من شتاتها وضياعها ، فالعطاء المعرفي و الإنتاج الأكاديمي البعيد عن اجترار المعارف السابقة يجعلنا نشكل ثورة معرفية ننتقد فيها مبدأ التبعية التي عانينا منها طيلة عقود و نتحرر من عقلية القطيع ، وهذا يكون في خط متوازي مع الفعل الطلابي الحركي ،فمع الاحتجاجات التي شهدها الشارع المغربي هذه السنة وما تلته من إجراءات مخزنية في حق مصير الشباب المغربي يدعونا الى إعادة الاعتبار للساحة الجامعية بإعداد نخبة فاعلة واعدة على إنشاد الحق قبل تخرجها من أجل كبح الفساد و الاستبداد فكيف سنحقق كل هذا وذاك وسط فوضة منظمة إشتغل عليها المخزن مع زبانيته منذ عقود لضرب روح الطلاب كقوة فاعلة في المجتمع ؟
أولا : لا بد لنا إدراك حجم المسؤولية التي تقع على عاتقنا كوننا طلبة علم ، طلبة رسالة الى الإنسان ، بالبحث عن السبل للإنعتاق هذا الإنسان من جحده الذي شكلته المادية الفارغة فصار وحشا بعيدا عن الشعور و الإحساس بإنسانيته فإدراك الطالب لذاته انه طالب علم و حامل رسالة و طالب حق و خبز أمر هام للإنعتاق من الإنتظارية . وقد خبرنا الله في كتابه عن مكانة العلاماء في قوله تعالى:وَقُلْ رَبِّ زِدْنِي عِلْماً [طـه:114 وقوله تعالى:قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُولُو الْأَلْبَابِ [الزمر:9] وقوله تعالى:يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَات [المجادلة:11] وقوله تعالى:شَهِدَ اللَّهُ أَنَّهُ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ وَالْمَلائِكَةُ وَأُولُو الْعِلْمِ قَائِماً بِالْقِسْطِ آل عمران:18] وقوله تعالى:وَمَا يَعْلَمُ تَأْوِيلَهُ إِلَّا اللَّهُ وَالرَّاسِخُونَ فِي الْعِلْمِ يَقُولُونَ آمَنَّا بِهِ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ رَبِّنَا [آل عمران:7] وقوله تعالى:إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاء[فاطر:28. وفي نفس السياق يحدثنا الله التعالى عن حكم من كتم عن الناس العلم مع حاجتهم إليه وما أحوجنا اليه في عصرنا لبيان لعامة الناس لحقوقهم وليس الاقتصار هنا على علوم العبادات و انما كل العلوم النافعة للناس بما فيها العلوم الإنسانية و القانونية ، فقد ارتكب ذنباً عظيماً لقوله تعالى: (إن الذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى من بعد ما بيناه للناس في الكتاب أولئك يلعنهم الله ويلعنهم اللاعنون). البقرة:159
ثانيا : بعد إدراك الطالب لدوره المنوط به داخل مجتمعه كونه صاحب رسالة خالدة يأتي الفعل وهي المبادرات الطلابية التي تسعى الى التحرر من الجاهزية بما فيها المعارف المقدمة لنا في صفوف الدرس بإنشاء حلقات للبحث و المعرفة بغيت البحث عن المعرفة النافعة التي تساعد الأمة على التحرر ونشرها في وسطنا الطلابي فكم من طالب علم كان نابغة زمانه وسابقا لعصر فأولى ان يفيد من معه .
تالتا : لا يستقيم العلم دون عمل فبعد البحت العلمي و المعرفي لا بد له أن يكون مصاحب للفعل الذي يعكس الوعي الطلابي وهذا سيشكل بداية التأسيس للتغير المنشود.
بقلم: الطالب محمد بلصفر