الرئيسيةرأي حر

ذ.سعيد غزالة: واقع الشباب بالمغرب ما بعد كورونا..

بقلم ذ.سعيد غزالة
1/ الشباب و التعليم: وهم إصلاح منشود وخطر اختراق موعود
2/ سياسات عمومية غير موجهة نحو الشباب
3/ الشباب بين عسل الوعود  الانتخابية وقطران الظروف المعيشية
4/ الشباب بين سموم الإعلام وسجون الجلاد
5/ سياسات قتل الشباب والمشاركة في جنازته
إن واقع الشباب بالمغرب بعد كورونا لا يختلف عن واقعه ما قبلها، فأزمة الشباب بالمغرب هي أزمة مستفحلة ظاهرة للعيان لا تحجبها شمس ولا يخفيها غربال، عابرة للقارات، لم تعد تجدي معها لا مساحيق التجميل ولا منومات أو مهدئات،  ولكن يمكن الجزم أن حدتها تفاقمت زمن كورونا نظرا لغياب إطار أو منظومة تحمي الشباب  سواء في وقت الأزمات أو في شتى الحالات.
1/الشباب و التعليم: وهم إصلاح منشود وخطر اختراق موعود
لقد باتت المنظومة التعليمية بالمغرب بعد الإعلان الرسمي على إفلاسها محط تجارب لكل البرامج المستوردة من الخارج والتي لا تصلح للمنظومة التعليمية بالمغرب نظرا لاختلاف البنية التحتية والإرادة السياسية، لكن بالرغم من كل هذا يصر بعض اللامسؤولين عن تجريب المجرب ليستمر  مسلسل الفشل، وجعل شباب الوطن فئران تجارب.
يعتبر التعليم في الدول الديمقراطية العنصر الأساسي الذي تعقد عليه آمالها بغية تنوير العقول وإنشاء جيل النهضة والتطور والتقدم والتصنيع من خلال تأهيل الرأسمال البشري باعتباره قاطرة التطور والتنمية، لكن في الدول الفاسدة والمستبدة تجعل من سياساتها تقويض كل دعائم النهوض بالتعليم مخافة توعية الشباب، بل تستخدم كل وسائل تحطيم الإرادات والدعامات القائمة والساهرة على التعليم لإفشاله، فتصبح النتيجة تخريج شباب معطل، منطفىء الإرادة، بارد الهمة ، ولعل ما يعيشه الشباب بالمغرب على مستوى التعليم في السنوات الأخيرة غير بعيد عن سياسة التدمير، تدمير الأستاذ باعتباره صانع عقل الإنسان، وتدمير التلميذ والطالب باعتبارهما مستقبل البلاد، وبالرغم من كل الوعود الرسمية الداعية لإصلاح المنظومة التعليمية تظل رهينة شعارات فترة إنتخابية تتبخر مباشرة بعد إغلاق صناديق الاقتراع. لقد أصبحت أكبر مهنة في المغرب متعبة هي مهنة التعليم، خاصة عندما أصبح مقرونا المطالبة بإصلاحه بالاعتقال والحبس، لقد كانت مباراة التعليم الأمل الوحيد للشباب حاملي الشهادات في التخصصات الأدبية والعلمية والذي ينتظره  بشوق أحر من الجمر كل شاب وشابة سواء تخرج حديثا أو من لم تسنح له الظروف كل سنة لاجتيازه بسبب ظرف ما، لذلك اعتبر تحديد السن لولوجه من السياسات الموجهة نحو الشباب لتأزيم وضعهم المؤزم أصلا.
لقد بات شباب هذا الوطن بالمؤسسات التعليمية مهددا بشكل خطير جدا في عقيدته وقيمه الدينية في ظل التطبيع تحت غطاء حملات التعايش والتسامح والسلام التي تقوم بها جمعيات مخترقة من قبل الصهيونية النتنة الملطخة أياديها بدماء الأطفال الأبرياء في فلسطين، لذلك أصبح واجبا على كل مناهضي التطبيع وكل مغربي حر يخاف على ذريته من خطر جمرة خبيثة أينما حلت أفسدت الحذر التام من الاختراق التربوي ورفضه، حفاظا على هوية أبناء هذا الوطن.
2/ سياسات عمومية غير موجهة نحو الشباب
في السابق كنا نناقش ونعلق على السياسات العمومية الموجهة نحو الشباب، لكن اليوم لم نعد نجد الشباب ضمن قائمة السياسات الاستراتيجية المستهدفة له، ما عدا محاولات يتيمة عبارة عن فرص و أوراش الغرض منها إغراق الشباب في دوامة الاقتراض وجعله رهينة لدى البنوك، خاصة في ظل الفشل والإفلاس الكبير للعدد المهول للمقاولين والمقاولات بسبب عدم التوصل بالدعم أصلا رغم الوعود التي تعطى، ومن يتوصل به فبعد عناء كبير بسبب المسطرة المعقدة، ثم غياب لجان المواكبة والتقييم والتكوين خاصة لدى الشباب المبتدئ.
إن غياب السياسات العمومية الموجهة نحو الشباب  ذات البعد الاجتماعي لمِما يساهم في تعميق الأزمة، فالشباب المغربي لم يعد في حاجة إلى حلول ترقيعية هدفها تأجيل هذه الأزمة وتمديدها في الزمن، بل إلى إرادة سياسية صادقة تعالج التضخم في نسبة البطالة، وتفتح آفاق الشغل لأبناء الشعب كله من غير تمييز سياسي أو جغرافي.
3/ الشباب بين عسل الوعود الانتخابية وقطران الظروف المعيشية
تعرف السوق الانتخابية هرجا كبيرا وتطبيلا يحمل وعودا ضخمة في الحجم فارغة في المضمون، الغرض منها الإلتفاف على المواطن كونه يشكل خزانا من الأصوات التي يتم بها ملء صناديق الاقتراع، لكن ارتفاع منسوب الوعي لدى  الشباب من خلال عزوفه عن المشاركة الانتخابية لاقتناعه المطلق بعبثيتها ورفضه الاستمرار في لعب دور ثانوي الغرض منه رفع نسبة المشاركة ثم رميه في سلة المهملات أصبح عاملا أساسيا في بناء الموقف الرافض، بالرغم من كل الأماني المعسولة التي تقدم من الناخبين والتي ينكشف زيفها مع نهاية الإعلان على النتائج، ليستمر معها الشباب في مواجهة قطران الظروف المعيشية.
4/ الشباب بين سموم الإعلام وسجون الجلاد
إن انفتاح الشباب على وسائل التواصل الاجتماعي مما لا شك ساهم في توصيل الصور الحقيقية للواقع الذي يعيشه، هذا الواقع الذي لن تجده على وسائل الإعلام الرسمية التي غرضها تزييف الحقائق وطمسها وبث السموم المتخفية في البرامج بشتى أنواعها البصرية والمسموعة بغرض ضرب القيم الإنسانية الدينية للشعب المغربي المسلم خاصة فئة الشباب، لذلك اعتبرت وسائل التواصل الاجتماعي بديلا ساهم بشكل من الأشكال في التأثير في الشأن العام، وهناك من أطلق على رواد هذه الوسائل صفة المواطن الصحفي لما يلعبه من دور في رصد الحقائق بالمجتمع والسبق في نشرها، إضافة إلى اعتبارها فضاءً حرا للتعبير، هذا الأخير الذي سرعان ما أصبح يقلق أصحاب الحويصلة الضيقة الذين سارعوا لإعداد مشروع قانون لمنع حرية التعبير بوسائل التواصل الاجتماعي والذي باء بالفشل من خلال تجميده بسبب الرفض المطلق من الشعب، ليلتجئوا بعد ذلك إلى المنع المباشر للمدونين ومتابعتهم واعتقالهم وحبسهم، فمن ضاق صدره بكلمة في فضاء افتراضي أنّا له أن يتسع صدره للرأي والرأي الآخر.
5/سياسات تقتيل الشباب والمشاركة في جنازته
لقد باتت المباراة الوحيدة التي يجتازها الشباب بالمغرب بشكل شبه يومي إن اجتازها بعد إعداد  العدة  لها التي أصبحت مكلفة خاصة بعد تجميد مباريات ولوج الوظيفة العمومية هي عبور أمواج البحر العاتية للضفة الأخرى، هذه المباراة التي يعتبر النجاح فيها حياة جديدة، والرسوب فيها فقد للحياة،
إن الشباب المغربي يعيش يوميا كل أصناف التقتيل المادي في ظل غياب سياسات و برامج حقيقية لجبر ضرره وتحسين عيشه، فنهج سياسة الآذان الصماء لمطالب الشباب و (عين ميكة) سياسة لا تجدي نفعا  بل توتر الوضع أكثر لا غير، فإلى متى سيظل شباب هذا الوطن الجريح على هذا الحال؟
اظهر المزيد
زر الذهاب إلى الأعلى
Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium Essai iptv gratuit Test IPTV 48h Premium Abonnement IPTV Premium Smart IPTV iptv gratuit Test iptv 7 jours Abonnement iptv iptv premium