أعلنت الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بداية حملة استقبال الطالب الجديد، بداية من فاتح شهر شتنبر.
ليكون هذا الإعلان بمثابة إشارة بداية لتحركات تنظيمية وتواصلية كبيرة، نزلتها فروع الاتحاد بالجامعات المغربية.
منذ يوم السبت، والصور تنقل لنا مجهودات جبارة، لا تترجم حجمها الصور، تواصلا وتوجيها وارشادا.. خدمة للطالب الجديد، تجسيدا حقيقيا لمقتضيات المسؤولية التي انتخب لأجلها الآلاف الطلاب المغاربة ممثليهم في هياكل أوطم.
اتخذ لحملة استقبال الطالب هذه السنة كشعار: “حضور مؤثر، فعل مبدع، عطاء دائم ومتجدد”
وكما جرت العادة، فإن الشعارات التي ترفع لمثل هذه الحملات، هي ترجمة لحقيقة مضامينها، والغايات التي تكمن خلفها، والأهداف التي يرجى لها تحقيقها.
وفي هذه الأسطر، محاولة لتقديم قراءة في شعار حملة استقبال الطالب الجديد.
على المستوى الشكلي، جاء الشعار مقسما لثلاث عبارات، موجزة تحمل خلفها عمقا تصوريا، لا دال عليه أكبر من تراتبية: الحضور، والفعل، والعطاء.
وهو ترتيب محكم بمنطق الواقع، ومنطق الاستشراف.
يحسب لصياغة الشعار كذلك، إجابتها على سؤال يتجدد عند كل عملية خدماتية تقدمها المنظمات النقابية. السؤال الذي يقول بأن كل خدمة تقدمها المؤسسات النقابية هي خدمات “استقطابية”، فكانت الإجابة النظرية أن العطاء غير مشروط، والإجابة العملية ما نشاهده خلال عمليات استقبال الطالب الجديد المتمحور أساسا في التوجيه والارشاد الدراسي، دون الهوض في حيثيات الإطار الطلابي أو حشره إكراها في السياق.
حضور مؤثر: هي صيغة اخبارية كانت مبتدأ الشعار قيد التفكيك، أو هي توصيف لواقع حضور الاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالجامعة المغربية؟
إن أي مطلع سطحي على حجم المواقف القوية التي جسدها الاتحاد خلال السنوات القليلة الأخيرة فقط، بدءا بالموقف التاريخي من القانون الإطار 17.51 والوقوف سدا منيعا أمام مجانية التعليم العالي بالمغرب، مرورا بالدفاع عن مكتسبات الطلبة المغاربة في التنظيم والحريات النقابية.. إلى موقف رفض الهجمة التطبيعية الأكاديمي والتربوية التي تستهدف الجامعة المغربية.
هذه نبذة فقط عن الحضور المؤثر للاتحاد الوطني لطلبة المغرب بالجامعة المغربية.
فعل مبدع: باعتبار أوطم منظمة طلابية، فهو يشتغل بالأساس مع الطلبة الذين يعتبرون كتلة شبابية حيوية، تتميز بالنفور من كل ما هو متقادم أو متجاوز، وهو ما يفرض على المشتغلين في هذا الباب تجاوز الرتابة في التخطيط والتنفيذ و”البيروقراطية التنظيمية”.. بإبداع أشكال تنظيمية وإشعاعية مستوعبة للأجيال الجديدة من الطلاب.
عطاء دائم ومتجدد: لا زالت أوطم كما كانت منذ إعلان تأسيسها، سنة 1956، منظمة معطاءة، تسخر كل الوسائل المتاحة أمامها رغم كل التضييقات.. لخدمة الطلاب وقضاياهم مع إعطاء نفس متجدد في الخدمة والعطاء بما يوافق حاجيات كل مرحلة.
تظل هذه السطور، مجرد محاولة شخصية لتقديم قراءة في مضمون شعار حملة استقبال الطالب الجديد لهذه السنة، قابلة للنقاش والتقويم، سائلين الله عز وجل التوفيق.