يقلم الطالب: محمد اليملاحي
شاءت الأقدار الإلاهية أن نعيش في حصار بهدف حفظ الإنسانية المشتركة من الاندثار إزاء وباء كورونا، ولكن طبيعة الحصار هذه ليست ما سأتكلم عنها. ولكن سأتحدث عن حصار آخر …
إنه حصار شعب بأكمله لسنوات، تختلف الأحداث، ويختلف المكان والزمان وكذلك الهدف، وتختلف كذلك المعاناة، فهذا الحصار حصار هدفه اجتثاث شعب من أرضه وهويته العربية والإسلامية، إنه حصار لشعب بأبشع الصور والأشكال ( اقتصاديا، سياسيا، إعلاميا،…) إنه حصار يهدف إلى محو تاريخ أمة؛ إنه حصار دام لعشرات السنين. لكن المفرح للمناصرين للقضية الفلسطينية والمفجع للأعداء والصهاينة أن للشعب يقين مطلق في موعود الله، وأنه سبحانه وتعالى مع المستضعفين وبالتالي مع المظلومين، لذا ترى الشعب يقاوم بكل ما أوتي من قوة هذه الجرثومة الصهيونية الاحتلالية ( شعب مختار- أقلية صهيونية- حقوق مطلقة) عبر سلسلة من المعارك الجسام التي يرتقي فيها عشرات الشهداء.
ويتزامن حصار كورونا مع حصار غزة مع يوم الأرض ”30 مارس” الذي يخلده الشعب الفلسطيني ومعه كل أحرار العالم، دفاعا عن حقوقه المغتصبة ورفصا لكل القوانين التي سنها الصهاينة لتهجير الفلسطينيين ( قانون أملاك الغائبين على سبيل الذكر..)، ودفاعا عن الأرض والأقصى المبارك. نعيش هذه الأيام ذكرى يوم تاريخي بالنسبة لنا وبالنسبة للأمة الإسلامية والعربية جمعاء، إنه بالفعل يوم للذكرى والعبرة حيث عبَّر فيه الشعب الفلسطيني عن غضبه وسخطه اتجاه مزاعم الكيان الصهيونى، وفي الضمن رسالة واضحة لدويلات الفساد والاستبداد التي تلتزم بدوام الصمت والتطبيع والخيانة.
كل ما يكمن استخلاصه من نضالات الشعب الفلسطيني، رغم تكالب القريب قبل البعيد، ورغم طول الانتظار ورغم كل محاولات التهويد والصهينة لايزال صامدا مناضلا، أنتم القدوة ومنبع الثورة، إنها قضية مصيرية تلخص واقع الأقطار العربية والهيمنة الإمبريالية عليها، ما يستدعي تكثيف الجهود لتحقيق التغيير المنشود. إنها ذكرى تلخص صمود شعب وسط حصار فرض عليها لعشرات السنين، شعب قاوم وباء وجرتومة الإستيطان، ولازال يقاوم.