تقرير مصور: عندما تصبح الجامعة المغربية ثكنة عسكرية
هيئة التحرير
السلطات المغربية جهزت جيشا من قوات الأمن بمختلف تلاوينها، الأمر هنا لا يتعلق بأحداث شغب الملاعب أو أحداث جماهيرية خارجة عن القانون ولا عن عدو خارجي يتربص بالبلاد
الواقع أن السلطات المغربية سخرت قواتها الأمنية العمومية، ووسائل القمع بمختلف أشكالها وألوانها لمنع نشاط طلابي وطني ينظمه الاتحاد الوطني لطلبة المغرب المعروف اختصارا بـ “أوطم”، هذه النقابة الطلابية المغربية التي يتجاوز عمرها وتواجدها بالجامعة المغربية ستين سنة، وتعمل على تنظيم الملتقى الطلابي الوطني منذ 1992 إلى جانب مجموعة من الأنشطة الأخرى الوطنية والفرعية
هذه المرة وفي خطوة خطيرة غير مسبوقة تقدم الأجهزة الأمنية المخزنية بتعليمات فوقية كما صرح القادة الأمنيون، على منع تنظيم الملتقى الطلابي الوطني 17 لليوم الثاني على التوالي
ولم تكتفي آلات القمع بالمنع بل تجاوزت ذلك إلى تسليط مختلف أنواع العنف، سواء اللفظي المتمثل في السب والشتم والقدح بعبارات وألفاظ نابية لا أخلاقية، وعنف جسدي تمثل في الضرب بالعصى البوليسية وكسور بليغة ألحقت الضرر بالطلبة والطالبات والركل والرفس وتوجيه الضربات لمختلف مناطق الجسم، استدعت نقل مجموعة من الطلبة والطالبات على وجه السرعة للمستشفى، كما تم رصد حالات تستدعي المتابعة الطبية لقوة وهمجية التدخل.
فضلا عن إغماءات كثيرة في صفوف الطالبات وأضرار نفسية كبيرة ناتجة عن أجواء الرعب والترهيب الذي مورس على الجماهير الطلابية من طرف أشخاص ينتسبون لعناصر الأمن بلباس مدني داخل الكلية وخارجها، كما تعرض مجموعة من الطلبة المناضلين للاعتقال والحجز وتمزيق الثياب واختطاف الهواتف ومصادرتها.
وكان طلبة الاتحاد الوطني لطلبة المغرب على موعد مع الندوة الحقوقية المدرجة ضمن برنامج اليوم الثاني من أيام الملتقى، والتي يحضرها عدد من الفاعلين والمنضالين الحقوقيين لتسليط الضوء ومناقشة الوضع الحقوقي بالبلاد، قبل أن تتدخل قوات الأمن داخل المدرج وتمنع الندوة من داخل أسوار الحرم الجامعي في صورة جلية تجيب عن سؤال تردي الوضع الحقوقي ببلادنا.
أمام كل أنواع القمع والعنف المسلط على مناضلي ومناضلات الاتحاد ظل الطلبة والطالبات متمسكين بخيار السلمية والحوار والدفاع بكل مسؤولية وجدية وتعقل عن حقهم العادل والمشروع في تنظيم نشاطهم الطلابي الوطني.
جدير بالذكر أن الكتابة الوطنية للاتحاد الوطني لطلبة المغرب أعلنت عن تنظيم الملتقى الطلابي الوطني 17 بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء في الفترة الممتدة بين 13 و 18 مارس 2023 وأشعرت الجامعة والمؤسسات التابعة لها بذلك. وبدون إشعار أو إخبار مسبق أغلقت الكليات أبوابها ومنعت الطلبة من إقامة الحدث الطلابي الأكبر على المستوى الوطني بداع التعليمات الخارجة عن إرادة الجامعة والكليات التابعة لها، في ضرب واضح لاستقلالية الجامعة. وتعتزم الكتابة الوطنية كما جاء على لسان كاتبها الوطني الطالب صابر إمدنين عن تنزيل كل فقرات برنامج الملتقى والاستمرار في تنظيم فعاليات الملتقى مهما كلفهم الثمن.